بفرحةٍ وحماسةٍ كبيرة استقبل لبنان إنجاز فريق بيروت للسيدات المتوّج بلقب بطولة الأندية العربية في الأردن. الحماسة نفسها يتحدث بها رئيس الاتحاد اللبناني لكرة السلة أكرم الحلبي عند سؤاله عن منتخب السيدات، الذي سيحمل كل الإنجازات وكل الحماس الحاضر في ملاعب بطولاته إلى الأدرن مجدداً، راصداً العودة إلى المستوى الأول.كل شيء يبدو جاهزاً ومتاحاً لتحقيق إنجاز العودة للوقوف بين نخبة المنتخبات الآسيوية، انطلاقاً من استعداد الاتحاد لتقديم كل ما يلزم من أجل المطلوب، ومروراً بتعيين المدرب جورج جعجع الفائز مع الرياضي ببطولة لبنان للرجال، ووصولاً إلى إنجاز بيروت الذي أعطى اللاعبات جرعةً معنوية مهمة لاقتحام الساحة الآسيوية بقوّة مجدداً.
وبحسب المصادر الاتحادية لن يبخل الاتحاد بأيّ شيء على منتخب السيدات الذي سيوليه عنايةً بقدر منتخب الرجال لا بل أكثر إذا لزم الأمر، بحسب ما يؤكد الحلبي لـ«الأخبار»، «فهنّ يلعبن بقلبٍ كبير ويقدّمن التضحيات الكثيرة وهنّ أيضاً على استعداد لبذل كل ما لديهن من أجل المنتخب».
الواقع أن هذا الدعم قد يؤتي ثماره، إذ إن أسماء كثيرة مهمة مرّت على المنتخب في السنوات الأخيرة أمثال شذا نصر ونايلة علم الدين وريبيكا عقل وشيرين الشريف وتمارا خليل، وابتعاد بعضها قد لا يكون مؤثراً بقدر ما يعتقد البعض، خصوصاً بعدما كان واضحاً مدى تأثير اللاعبات المحليات في ما حققه فريق بيروت إقليمياً، وطبعاً من خلال المنافسة القوية التي حضرت مع الرياضي في البطولة المحلية، ما أفرز مستوى جيّداً في سلسلة مباريات النهائي التي ابتسمت للفريق الذي يحمل اسم العاصمة.
هذه النقطة تدعو إلى التفاؤل لتخطي التراجع على مستوى منتخب السيدات سابقاً لأسباب مختلفة منها فني، ومنها ارتبط بعاملٍ مادي لم يسمح بالتعاقد مع لاعبة مجنّسة، وهو ما يبدو ضرورة لرفع أسهم التأهل إلى المستوى الأعلى وتفادي ما عرفه المنتخب اللبناني في ظهوره الأخير في بطولة المستوى الثاني عندما احتل المركز الثالث بعد خسارته أمام الهند التي تأهلت إلى المستوى الأول.
أما الأكيد فإن جعجع يعرف تماماً ما يملكه وما ينتظره، فهو سبق أن نشط على صعيد سلة السيدات مع هومنتمن وأيضاً كمساعد مع المنتخب الوطني، لا بل إنه يعرف الخصوم جيّداً بعدما سجّل ملاحظات حول منتخبي الأردن وسوريا مثلاً، إضافةً إلى أنه يمكنه الاستفادة من متابعته لمباريات بيروت في البطولة العربية، وخصوصاً المواجهتين مع فريق الثورة السوري الذي عكس تطوّراً رهيباً للسلة السورية يُتوقّع أن ينعكس إيجاباً على منتخبها في المرحلة المقبلة.
سيصعد الفائز ببطولة المستوى الثاني التي ستقام في الأردن إلى المستوى الأول آسيوياً


ويوضح جعجع في اتصالٍ مع «الأخبار» رؤيته وآلية العمل التي سيطلقها قريباً لتحضير منتخبه الذي يصفه بالمنتخب الذي يملك مواهب كثيرة: «لدينا لاعبات يكملن بعضهن البعض، فهناك من يمكنه التسجيل بكثرة مثل ناتالي سفدجيان ولما مقدّم وعايدة باخوس وريبيكا عقل التي يبدو وجودها معنا ضرورة قصوى، تماماً كما هي الحاجة إلى وجود لاعبة مجنّسة تملك مرونة للعب في المركزين 4 و5 وتتماشى مع طريقة اللعب السريع التي تؤمّنه عقل مثلاً».
أولى الخطوات ستكون استدعاء جعجع 15 إلى 17 لاعبة لإطلاق تمارين أوّلية وتجريبية بالنسبة إلى بعضهن، كون الجو مع المنتخب يختلف مقارنةً مع الجو في الأندية «وبعد 10 أيام تقريباً سنختار لائحة من 12 لاعبة فقط ونبدأ العمل المركّز معهن». ويضيف: «طبعاً نحتاج إلى معسكرٍ وإذا كان خارجياً سيكون أفضل، وذلك في موازاة حاجتنا للعب الكثير من المباريات، ومنها قد يكون مع فرقٍ أو منتخبات للفئات العمرية للشباب التي تؤمّن الكثير من الجوانب الفنية كالسرعة في الارتداد على سبيل المثال لا الحصر».
ومن الأمور الأساسية التي يُنتظر أن يعمل عليها المدرب الشاب هي خلق دورٍ محدد لكل لاعبة، وهو دور قد يختلف عن أدوار بعضهن مع الفرق بحسب ما يشرح «إذ إن المتطلبات في المنتخب تختلف أحياناً مع الفرق، لذا سأجلس مع كل لاعبة لتعريفها بدورها ودفعها إلى تقبّله، وهو عامل مهم لأنه سيخلق الاستقرار المطلوب للمضي قدماً في المشروع المنشود».
إذاً عملٌ كثير في الانتظار ومرحلة مهمة لاستغلال الفورة السلوية النسائية بوجود لاعبات متحمسات دائماً لتقديم الأفضل وتحقيق الإنجازات، ومدربٌ شاب يتقن عمله ويجتهد، والدليل ما فعله مع الرياضي متوّجاً نفسه أصغر مدربٍ يقود فريقه إلى لقب بطولة الرجال.



النقل التلفزيوني ثم بطولة الرجال


حدّد الاتحاد اللبناني لكرة السلة انطلاق بطولة لبنان للرجال في 9 تشرين الأول المقبل، وذلك لكسب بعض الوقت من أجل إنهاء ملفَّي النقل التلفزيوني والإلكتروني.
وكان الموعد المرتقب لانطلاق البطولة مقرّراً في 25 الشهر الحالي، لكن مصدراً اتحادياً ذكر أن عملية التأجيل هي لسببٍ تقني يرتبط تحديداً بمسألة العمل على تحسين دفتر الشروط الخاص بالنقل التلفزيوني والدفتر الآخر المرتبط بالنقل عبر «الإنترنت»، والذي ستبدأ المؤسسات الإعلامية في تسلّمهما من مقرّ الاتحاد ابتداءً من اليوم.
وينوي الاتحاد إجراء المزايدة العلنية الخاصة بالنقل التلفزيوني يوم الاثنين المقبل، على أن تليها تلك التي ترتبط بالنقل الإلكتروني في اليوم التالي، علماً أنه وبحسب المعلومات هناك أكثر من قناة وموقعٍ إلكتروني قاموا بتحضير ملفاتهم من أجل الفوز بحقوق النقل التي ذهبت في الموسم الماضي لمصلحة محطة الـMTV على حساب الـ LBCI تلفزيونياً، ولموقع «السياسة» إلكترونياً على حساب القناة الأخيرة المذكورة.