فقد فريق العهد لقب كأس الاتحاد الآسيوي وخرج من المسابقة بعد خسارته المستحقة أمام مضيفه المحرق البحريني 0-3 سجّلها النيجيري موسيس أتيدي (68) وأحمد الشروقي (86) وعبد الله أحمد الحايكي (92) في المنامة في نصف نهائي منطقة غرب آسيا للمسابقة الآسيوية.خسر العهد بالنتيجة وبالأداء وسيغيب عن الساحة الآسيوية للموسم ما بعد المقبل على الأقل حيث سيمثّل لبنان في الموسم المقبل كل من الأنصار والنجمة.
قد تكون الخسارة واردة في أي مباراة. فكرة القدم ربح وخسارة، وهذا أمر طبيعي. لكن ما هو غير طبيعي الصورة والأداء الذي قدّمه اللبنانيون في أسوأ مباراة لهم منذ سنوات. لا يمكن لفريق أن لا يهدد مرمى خصمه بأي فرصة على مدى دقائق المباراة كاملة، ومن ثم يحزن لخسارته. لا يمكن للاعبين أن يحزنوا وهم لم «يحضروا» أساساً إلى المباراة. قد يكون متوقعاً أن يقدّم فريق أداءً سيئاً، لكن ما قدّمه العهداويون بهذا الشكل وفي مناسبة بهذا الحجم يعتبر مخيباً للآمال. ليس فقط لآمال العهداويين، بل لآمال اللبنانيين الذين انتظروا بارقة أمل من لاعبي العهد في هذه «العتمة» التي يمر بها لبنان، لكنهم صدموا بحضور عهداوي زاد عتمتهم عتمة.
لا يمكن استثناء أي لاعب من خيبة الأداء التي قدمها اللبنانيون في المنامة. فجميع اللاعبين الأساسيين والاحتياط تساووا في الخيبة. ضعف دفاعي، غياب كلي لخط الوسط، وعقم هجومي. تساوى الأجنبي مع اللبناني بالخيبة الفنية. فلا البوسني اختلف عن السوري، ولا هما اختلفا عن اللبناني. كلّهم سواسية في الضعف الفني الذي ظهر عليه العهد وفي الصورة التي لا تليق ببطل أبداً.
تساوى لاعبو العهد من دون استثناء في الخيبة الفنية


في المقابل، استحق لاعبو المحرّق كل الاحترام والتقدير. أعطوا المباراة حقّها وأظهروا إصراراً وعزيمة على الفوز، فثأروا من ضيفهم وخصمهم الذي أخرجهم قبل خمس سنوات من ربع نهائي المسابقة. استحق البحرينيون الفوز وهذه النتيجة العالية، التي قد تكون «ظالمة» بعض الشيء لهم نظراً إلى الفرص التي أضاعوها والتي كان من الممكن أن تُنهي المباراة بنتيجة تاريخية. «أفلت» اللبنانيون من البحرينيين بخسارتهم بثلاثة أهداف فقط، لكن صاحب الأرض حقق المطلوب وتأهل إلى النهائي لملاقاة الفائز من لقاء الكويت الكويتي والسلط الأردني اليوم عند الساعة 19.30 بتوقيت بيروت.

ثناءٌ آسيوي
خسارة العهد وخروجه كانا تحت أنظار رئيس الاتحاد اللبناني هاشم حيدر والأمين العام جهاد الشحف وعضو اللجنة التنفيذية موسى مكي الذين توجّهوا أول من أمس إلى البحرين لتقديم الدعم المعنوي لممثل لبنان الوحيد الباقي في المسابقة. لكن هذا الدعم لم يثمر تأهلاً للبنانيين، لكن هذه الزيارة نجم عنها لقاء مع رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم البحريني سلمان بن إبراهيم آل خليفة.

أشاد بن سلمان بالتطور المتنامي في مستوى كرة القدم اللبنانية

ورحّب سلمان بن إبراهيم آل خليفة بحيدر, مشيداً بالتطور المتنامي في مستوى كرة القدم اللبنانية وخص بالذكر نجاح المنتخب اللبناني في التأهل إلى نهائيات كأس آسيا 2023 والدور الحاسم من تصفيات كأس العالم 2022، بالإضافة إلى فوز نادي العهد ببطولة كأس الاتحاد الآسيوي 2019، مبيّناً أن تلك النجاحات تجسّد الجهود المثمرة التي يبذلها القائمون على اللعبة سواء في الاتحاد المحلي أو الأندية في سبيل الارتقاء يمختلف مكونات اللعبة ووضع لبنان في مكانة متميزة على الخريطة الكروية القارية.
واستعرض رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم خلال اللقاء، الذي حضره الأمين العام للاتحاد اللبناني جهاد الشحف، الخطط المستقبلية للاتحاد القاري الهادفة إلى تحقيق التطوير المنشود في مسيرة الكرة الآسيوية على المستويات كافة، مبيّناً أن التعاون والتنسيق المستمرين بين الاتحاد الآسيوي وبقية الاتحادات الوطنية يعتبران أهم أدوات الوصول إلى التنمية المرجوة في اللعبة على الساحة القارية.
واستمع بن إبراهيم إلى عرض موجز من حيدر حول خطط وبرامج الاتحاد اللبناني للمرحلة المقبلة، منوهاً بما تحمله من رؤية مستقبلية متميزة للنهوض بمسيرة اللعبة في البلاد.
من جانبه، أعرب رئيس الاتحاد اللبناني عن تقديره لجهود سلمان بن إبراهيم في قيادة مسيرة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم نحو التقدم والنماء، مؤكداً حرص الاتحاد اللبناني على التفاعل الإيجابي مع مساعي الاتحاد القاري نحو تحقيق الرفعة والازدهار لكرة القدم الآسيوية على مختلف الأصعدة.