حتى ظهر السبت وتحديداً عند الساعة 15.30 كان البعض يشك في إمكانية انطلاق الدوري اللبناني لكرة القدم للدرجة الأولى أو على الأقل تعثّر مباراة أو أكثر أو حصول بلبلة نتيجة عدم قدرة أي ناد أو طاقم تحكيمي على الوصول إلى أي مباراة نتيجة فقدان مادة البنزين. لكن الدوري انطلق وأقيمت المباريات الست على ثلاثة ملاعب هي العهد وبحمدون وجونيه. أمرٌ انسحب على بطولة الدرجة الثانية أيضاً والتي أنهت أسبوعها الرابع بنجاح. انتقلت الأندية بين جميع المحافظات. من الجنوب والشمال والبقاع وبيروت وجبل لبنان. لا يظن احدٌ أنها مهمة سهلة في ظل ما يعانيه اللبنانيون من أزمات. فإذا كان المواطن اللبناني غير قادرٍ على تأمين لقمة عيشه أو مواصلاته، فكيف بتأمين مقومات مزاولة لعبة كرة القدم. السبب بكل بساطة أن كرة القدم في لبنان هي أكثر من رياضة أو هواية. هي مصدر رزق لآلاف العاملين في هذا القطاع من جهة، وفي الوقت عينه جزء من مهمة وطنية من ناحية حاجة منتخب لبنان الذي ينافس في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2022 لخوض لاعبيه المباريات الرسمية والتنافسية مع أنديتهم كي يرتفع مستواهم الفني. فلا التمارين ولا المعسكرات ولا المباريات الودية على رغم أهميتها توازي خوض المباريات الرسمية المحلية. على هذا الأساس وانطلاقاً من هذه القاعدة صمم الجميع في لعبة كرة القدم وعلى رأسهم اللاعبون خوض المباريات وإقامتها وإنهاء الأسبوع من دوري الدرجة الأولى على أكمل وجه.
هذا الدوري الذي يحمل الرقم ستين انطلق بطريقة مثيرة مع سقوط البطل الأنصار وتعثّر الوصيفين النجمة وشباب الساحل، أما الوافدان الجديدان سبورتينغ والحكمة فقد انتهت مواجهتهما المباشرة بفوز حكماوي عريض ومستحق. لم ينتهِ الأسبوع الأول بعد، إذ ما زالت هناك مباراة وحيدة ستجمع العهد مع طرابلس اليوم عند الساعة الرابعة عصراً على ملعب جونيه. مباراة ستجذب الأنظار خصوصاً من ناحية العهد لمعرفة ما إذا كان سينسج على منوال منافسيه المباشرين على اللقب أي النجمة والأنصار وإلى حدٍ ما شباب الساحل، أم سيستغل بطل لبنان السابق الفرصة وينقض على الصدارة بشرط تحقيق نتيجة أكبر من 3-1 والتي سجلها الحكمة على حساب سبورتينغ.
شهد الأسبوع الأول سقوط البطل الأنصار وتعثّر الوصيفين النجمة وشباب الساحل


المباريات الخمس التي أقيمت السبت والأحد سجلت تعادلاً بين التضامن صور وشباب البرج سلباً نتيجة وأداء ومستوى على ملعب العهد. أما في بحمدون فكان الحكمة يحقق انتصاراً مستحقاً على سبورتينغ بثلاثية سجلها حيدر عواضة وأحمد بدران (هدفان)، مقابل هدف لبطل الدرجة الثانية سبورتينغ سجله علي بزي.
هذا يوم السبت، أما يوم الحد فكان يوم المفاجآت بامتياز. فاز البرج على الأنصار 1-0 بهدف سجله حسن مهنا، لكنه خسر لاعبه أكرم مغربي الذي طُرِد من اللقاء نتيجة اعتراضه على الحكم.
مفاجأة مدوية في بحمدون مع سقوط حامل اللقب الأنصار ليس فقط بالنتيجة بل في الأداء، بعد عرض هزيل فنياً لا يستحق معه «الأخضر» التعادل حتى.
في جونيه، كان الصفاء يسجّل نصف مفاجأة بانتزاعه نقطة من النجمة بعد تعادلهما السلبي. نتيجة بدت عادلة في ظل الأداء الذي قدمه الصفاويون، حيث نجح مدربهم محمد الدقة في تسيير المباراة كما يريد وحرم النجمة من الفوز في أول مباراة له في الدوري. النجمة الذي يتخبّط فنياً بعد استقالة مدربه يوسف الجوهري وعدم تعيين بديلٍ له، وإسناد مهمة قيادة الفريق مؤقتاً للمدرب المساعد الإسباني دانييل خيمينيث، بدا هزيلاً على رغم إهداره بعض الفرص، وحتى كاد أن يفقد النقطة التي حصل عليها لو نجح لاعبو الصفاء في خطف هدف كان ممكناً في الدقائق الأخيرة. نتيجة المباراة واعتبارها مفاجئة لا تقلل من قيمة الصفاء، لكن في ظل التفاوت الكبير بين الفريقين على صعيد الأسماء والاستعداد يجعل تعادل الفريقين مخيباً للنجمة وجيداً للصفاء.
في الوقت عينه، كان الإخاء الأهلي عاليه يحقق نتيجة لافتة بدوره حين عادل شباب الساحل على ملعب العهد 1-1. تقدم الساحليون عبر حسين خليفة وعادل الإخاء عبر سعيد عواضة. وأيضاً في ظل الفارق الفني بين الفريقين تعتبر نتيجة التعادل مكسباً للجبليين وغير موفقة للساحليين.
ومع نتائج الأسبوع الأول، يمكن القول إن الأسبوع الثاني الذي سينطلق الجمعة سيكون منتظراً حين يلعب سبورتينغ مع الإخاء الأهلي عاليه، شباب الساحل مع الصفاء، الحكمة مع الأنصار، البرج مع التضامن صور، وطرابلس مع ضيفه النجمة في طرابلس.