يتابع اللبنانيون مشاركة بعثة لبنان في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية المقامة في طوكيو، وسط ظروف صعبة يعيشونها على جميع الصُّعد وخصوصاً الاقتصادية. رغم ذلك تبقى فسحة الأمل الرياضية قائمة بمنح لبنان إنجازاً طال انتظاره. لكنّ المنطق الرياضي وواقع الحال يحصران هذه الآمال بلعبة الرماية في ظل صعوبة تحقيق هذا الإنجاز في ألعاب أخرى.اليوم يخوض السبّاح منذر كبارة لاعب نادي مون لاسال سباقه في 200 متر متنوّع عند الساعة 13.50 بتوقيت بيروت. هو واحد من 45 سباحاً سيتنافسون على ميداليات هذه الفئة. 43 سبّاحاً تأهلوا عبر تسجيلهم أرقاماً تسمح لهم بالتأهل مباشرة من دون بطاقة دعوة، في حين سيكون كبارة واحداً من سبّاحين اثنين (الثاني من بلد أوقياني Federated State of Micronesia) يشاركان عبر نظام بطاقات الدعوة (عالمية الألعاب) التي تعتمدها اللجنة الأولمبية لإشراك جميع دول العالم حتى تلك التي لم تستطع التأهل عبر التصفيات.
لبنان المشارك في خمس ألعاب عبر ستة رياضيين نجح ثلاثة من رياضييه بالتأهل عبر تحقيقهم أرقاماً تؤهلهم مباشرة وهم راي باسيل وناصيف إلياس ومحاسن فتّوح. أما الثلاثة الآخرون فتأهلوا ببطاقات دعوة. لكن لماذا جرى اختيار هذه الألعاب (السباحة وألعاب القوى) لدعوة رياضييها وليس اختيار ألعاب أخرى؟ ومن هي الجهة التي تختار هذه الألعاب والرياضيين المدعوّين وعلى أيّ أساس؟
الجواب سريعاً هو: اللجنة الأولمبية الدولية. ففي الألعاب الأولمبية السابقة في ريو البرازيل 2016 شارك لبنان عبر تسعة رياضيين في ست ألعاب هي: المبارزة، ألعاب القوى، كرة الطاولة، الرماية، كانوي كاياك، والسباحة. في هذه الدورة خفّضت اللجنة الأولمبية الدولية العدد إلى ست بسبب جائحة كورونا والسعي إلى تقليل عدد المشاركين لأسباب صحية، كما حددت الألعاب التي تتم دعوة اللاعبين واللاعبات منها، حيث اختارت السباحة (لاعب ولاعبة بحسب تصنيفهما وأرقامهما) وألعاب القوى بسبب إمكانية زيادة عدد المشاركين في السباقات التي تتحمّل عدداً كبيراً من المشاركين بعكس باقي الألعاب.
خرج لاعب الجودو ناصيف إلياس من الدور الأول بشكل مفاجئ


أما أسماء الرياضيين فيتم اختيارها أيضاً من قبل اللجنة الأولمبية الدولية بناءً على أرقام اللاعبين واللاعبات في سجلات الاتحادات الدولية لألعابهم.
فاللجنة الأولمبية اختارت كبارة على سبيل المثال كونه يحتلّ المركز الأول في لبنان ويملك أعلى رصيد من النقاط في سجلات الاتحاد الدولي للسباحة (FINA) وهو 786 نقطة. فكبارة هو بطل لبنان منذ عام 2013 ويملك في سجله 30 رقماً قياسياً منها أربعة أرقام ما زالت في حوزته حالياً وهي في سباقات: 200 متر متنوّع، 400 متر متنوّع، 200 متر ظهر، و200 متر فراشة.
هذه الأرقام سمحت لكبارة بأن يمثّل لبنان في الألعاب الأولمبية في طوكيو.
الدويهي التي تشارك في السباحة أيضاً والتي خرجت من المنافسات أول من أمس شاركت بناءً على أرقام سابقة وتحديداً عام 2019 حيث سجّلت 679 نقطة قبل أن تتراجع أرقامها (659 عام 2021) وتتفوق عليها السبّاحة ماري خوري على الصعيد المحلي مسجلة 670 نقطة. علماً أن الاتحاد اللبناني للسباحة قد اختار خوري لتمثيل لبنان بناءً على أرقامها عام 2021، لكنّ اللجنة الأولمبية الدولية اختارت الدويهي بناءً على أرقامها عام 2019.
يتسلّح كبارة برقم قياسي لبناني
بالعودة إلى كبارة، فهو سيتنافس في فئة 200 متر متنوّع متسلحاً برقم قياسي لبناني تم تسجيله في سباق دولي في بروتوريكو وهو 2.03.49 د. رقم كبارة ليس بعيداً عن الرقم التأهيلي إلى الأولمبياد والذي يسمح لصاحبه المشاركة مباشرة وليس ببطاقة دعوة. فالرقم المؤهِّل هو 2.03.26 والذي يتم اعتماده بناءً على على نتائج الأولمبياد الماضي حيث يتم اعتماد رقمين «أ» و«ب». الرقم الأول يكون للسبّاح الثامن في السباق النهائي للأولمبياد الماضي وهو حالياً 1.59.76 د، والرقم الثاني للسبّاح السادس عشر في الدور نصف النهائي والذي هو حالياً 2.03.26 د.

ينافس بطل لبنان منذر كبارة في سباق 200 متر متنوّع

لا شك أن تأهّل كبارة يُعتبر صعباً في ظل الأرقام التي يملكها منافسوه، لكن قد يكون الهدف هو كسر الرقم القياسي اللبناني الذي هو بحوزته 2.03.49 د، كنوع من إنجاز شخصي ومحلي، وهو أمرٌ كانت تتمناه السبّاحة غابرييلا الدويهي، لكنها لم تنجح حيث سجلت 2.11.29 د، علماً بأن أفضل رقم لها في سباق الـ200 متر حرّة هو 2.06.30 د والمسجل عام 2018 في البطولة العربية بتونس.
اليوم أيضاً تبدأ الرامية باسيل تصفياتها في الحفرة الأولمبية فئة «تراب» ابتداءً من الساعة 3 فجراً بتوقيت بيروت على أن تقام النهائيات غداً الخميس حيث تعلّق عليها الآمال الكبيرة لتحقيق ميدالية للبنان. وفي تصريح عشية المنافسات قالت باسيل: «أشارك بمعنويات عالية ولا أرغب في التحليل والتوقعات وأترك الأمر لوقائع المباراة مع التأكيد على أنني سأفعل كل ما أستطيع وسأحارب حتى النفس الأخير».
باسيل هي المرشحة اللبنانية الأولى لإحراز ميدالية، يليها لاعب الجودو ناصيف إلياس. لكنّ الأخير فاجأ الجميع بخسارته في مباراته الأولى ضمن الدور الـ 32 صباح أمس الثلاثاء أمام الكوري الجنوبي لي سونغهو ثالث القارة الآسيوية وبفارق 10 نقاط. وخرج إلياس من التصفيات علماً أنه كان سبق له أن فاز على اللاعب سونغهو نفسه خلال بطولة عام 2019، لكنّ ظروف عام 2021 مختلفة عن تلك عام 2019 بالنسبة إلى ناصيف إلياس. فاللاعب اللبناني توقف عن التدريبات فترة طويلة بسبب ظروف كورونا قبل أن يعود إلى التحضيرات الجديدة عقب تأهله إلى الأولمبياد. لكنّ الفترة لم تكن كافية حيث خرج ناصيف من الدور الأول.