«زمن المشاركة لأجل المشاركة قد ولّى ودخلنا عصر التحدّي وهو المشاركة لأجل الميدالية، وهنا الطموح مشروع طالما لدينا كفاءات وقدرات تنافس بعزيمة وإصرار». بهذه الكلمة عبّر رئيس اللجنة الأولمبية اللبنانية بيار جلخ عن هدف وطموح لبنان في المشاركة في أولمبياد طوكيو 2020، الذي ينطلق في 23 تموز الجاري ويختتم في الثامن من آب المقبل.كلامٌ مشجّع لرأس الهرم الأولمبي وطموح مشروع، لكن في ظل الواقع الذي تعيشه الرياضة في لبنان يبدو تحقيق ميدالية أولمبية أمراً صعباً للغاية. هو صعب لكن ليس مستحيلاً. فلبنان الذي يشارك بخمس ألعاب يعلم تماماً مسؤولوه أن بعض هذه الألعاب من الصعب جداً تحقيق ميدالية فيها. الألعاب الخمس التي يشارك فيها لبنان هي: الرماية، الجودو، السباحة، رفع الأثقال وألعاب القوى. ثلاث لاعبات وثلاثة لاعبين سيحملون أحلام وطموحات الشعب اللبناني بشكل عام والرياضي بشكل خاص بأن يرتفع علم لبنان ويُعزف النشيد الوطني في أحد التتويجات. تضم البعثة اللبنانية راي باسيل للرماية، وهي ستحمل العلم اللبناني في الافتتاح، ناصيف إلياس (الجودو)، منذر كبارة وغابرييلا الدويهي (السباحة)، الرباعة محاسن فتوح (رفع الأثقال) ونور الدين حديد (ألعاب القوى). يرافق هؤلاء عشرة مدربين وإداريين، حيث قيل كلام كثير عن أن عدد الإداريين أكبر من عدد الرياضيين. لكن هذا أمرٌ طبيعي كون لبنان يشارك بستة رياضيين من خمسة ألعاب، بالتالي فإن لكل لعبة إداري ومدرب، علماً أن تكاليف البعثة كاملة على حساب اللجنة الأولمبية الدولية.
في عالم الرياضة كل شيء وارد، لكن بالمنطق الرياضي العام وفي ظل تفاوت المستوى بين الدول على جميع الصعد الفنية والمادية واللوجستية، فإن كلام رئيس اللجنة الأولمبية عن تحقيق ميدالية قد يتحقق في لعبة واحدة أو لعبتين على الأكثر. الرماية والجودو. هذا لا يقلل من حق وإمكانيات رياضيي بقية الألعاب لكن على صعيد التنافس الدولي تبدو صعبة جداً مقارعة دول متقدمة في ألعاب السباحة ورفع الأثقال وألعاب القوى.
يشارك لبنان بألعاب: الرماية، الجودو، السباحة، رفع الأثقال وألعاب القوى


تتقدم الرماية بشكل رئيسي على صعيد الحظوظ بمنح لبنان ميدالية ذهبية. فلبنان يشارك برامية هي راي باسيل التي تعتبر من أفضل الرماة على صعيد العرب وآسيا كما أن ترتيبها الدولي عالٍ جداً. باسيل تصل إلى طوكيو حاملة خبرات السنين وجهود تمارين مضنية توّجتها بمعسكر إيطالي منذ شهرين بقيادة مدرب إيطالي قدير ومعروف على الساحة الرياضية في لعبة الرماية وهو ماركو بونتي. باسيل اختارت إيطاليا نظراً لما يتمتع به هذا البلد من حضور كبير في هذه اللعبة، كما أن مدربها يعتبر من المدربين القادرين على إيصال لاعبته إلى منصة التتويج. كل المعطيات تشير إلى إمكانية تحقيق باسيل الحلم وانتزاع ميدالية أولمبية. ليس مهماً لونها أو المعدن الذي تنتمي إليه. المهم إحراز ميدالية ورفع علم لبنان في أهم محفل رياضي.
باسيل والقيمون على اللعبة في لبنان فعلوا كل ما في إمكانياتهم لكي تكون حاملة علم لبنان جاهزة. باسيل تحديداً سخّرت حياتها في السنوات الأخيرة لتحقيق هذا الحلم. يبقى الأهم استثمار كل ما جرى بذله من جهود لمنح لبنان ميدالية أولمبية طال انتظارها.
المرشّح الثاني لمنح لبنان ميدالية هو ناصيف الياس. بطل الجودو الذي يعيش خارج لبنان والذي لطالما كان هناك رهان عليه لتحقيق ميدالية. ظروف صعبة واجهها ناصيف في ظل أزمة كورونا أثّرت في تحضيراته. لكنه عاد وتحمّس بعد تأهله المباشر إلى الأولمبياد، بالتالي كثّف من جهوده لتحقيق الحلم وإن كانت حظوظه أقل من باسيل.
رياضيو ورياضيات لبنان الآخرون أي فتوح وكبارة والدويهي وحديد، سيبذلون جهودهم لتقديم تمثيل مشرّف ولمَ لا تحقق مفاجأة تقلب جميع التوقعات رأساً على عقب. يُسجّل لفتوح أنها تأهلت إلى الأولمبياد من خلال تصفيات ومنافسات وليس من خلال بطاقات «عالمية الرياضة» كحديد وكبارة والدويهي.
المهم أن هؤلاء الرياضيين والرياضيات سيكونون حاضرين في أكبر حدث رياضي مع أمل لبناني بأن تعود البعثة بميدالية أولمبية يحتاجها لبنان كثيراً في ظل الأوضاع الصعبة التي يمرّ بها.