هي المباراة الأهم في البطولة القارية. كل ما سبقها لم يعد يهم بالنسبة إلى الإنكليز والإيطاليين. النهائي له حساباته الخاصة، وهي مباراة تُلعب على الجزئيات. مدرب المنتخب الإيطالي روبيرتو مانشيني غيّر من فلسفة الإيطاليين هذا الموسم، وبات المنتخب يقدم كرة قدم هجومية مع لورينزو اينسيني وفيديريكو كييزا كما جورجينهو وغيرهم من الذين يحملون المنتخب على الجهة الأمامية، فيما يبقى الدفاع مؤمّناً مع المخضرمين ليوناردو بونوتشي، وجورجيو كيليني. كرة قدم جميلة تلعبها إيطاليا، من ناحية تبادل الكرات، كما الانتقال السريع من الدفاع إلى الهجوم. تشكيلة منسجمة ومتوازنة، قادرة على تحقيق اللقب القاري، ونسيان خيبة الفشل بالتأهل إلى مونديال روسيا 2018. قدّمت إيطاليا أفضل أداء لها منذ سنوات في هذه البطولة. بداية اليورو كانت قوية جداً، فحقق «الأتزوري» فوزاً بثلاثة أهداف نظيفة على المنتخب التركي، ومثله على سويسرا في المباراة الثانية. بعدها أقصت إيطاليا ويلز، ثم تجاوزت النمسا في الدور الثاني، قبل أن تحقق إنجازاً كبيراً في ربع النهائي وتضع المنتخب البلجيكي القوي خارج البطولة الأوروبية الأغلى. في نصف النهائي تراجع أداء المنتخب الإيطالي في المباراة التي واجه خلالها إسبانيا القوية، إلا أنه حقّق الأهم وهو الفوز بركلات الترجيح.هي المرة الرابعة التي تبلغ فيها إيطاليا المباراة النهائية بعد عام 1968 عندما أحرزت لقبها الوحيد على حساب يوغوسلافيا، قبل أن تخسر نهائي عام 2000 أمام فرنسا بالهدف الذهبي، ثم أمام إسبانيا في نهائي نسخة عام 2012. وبالنسبة إلى مسار إيطاليا، فإنها على الورق تبدو الأقرب للفوز باللقب مقارنة بالمنتخب الإنكليزي.
الأخير لم تكن بدايته جيدة، في البطولة القارية، إلا أنها كانت كافية لإيصال رسالة إلى الجميع بأن «الأسود الثلاثة» قادرون على الذهاب بعيداً في هذه البطولة، خاصة أن هناك حافزاً متمثلاً بلعب المباراة النهائية على أرضهم، في عاصمة الضباب لندن، في ظل حضور حوالي 60 ألف متفرج سمحت لهم السلطات بالحضور.
سيعوّل مدرب إنكلترا غاريث ساوثغايت خلال النهائي على نجمَيه رحيم ستيرلينغ وهاري كاين


في المباراة الافتتاحية تجاوزت إنكلترا منتخب كرواتيا القوي، ووصيف كأس العالم الأخير، بعد أن فازت بهدف دون رد سجّله مهاجم مانشستر سيتي الإنكليزي رحيم ستيرلينغ. تعثر الإنكليز في المباراة الثانية بعد تعادل سلبي مع اسكتلندا في ويمبلي تحديداً. وفي المباراة الثالثة من دور المجموعات فاز الإنكليز على تشيكيا بهدف دون ردّ أيضاً.
الرسالة القوية التي وجهتها إنكلترا إلى الجميع كانت في الدور الثاني، عندما حققت الفوز على ألمانيا بهدفين دون رد، فوضعتها خارج اليورو، كما أنهت مسيرة مدرب «المانشافت» يواخيم لوف بأسوأ طريقة ممكنة. المباراة الأقوى للإنكليز كانت في ربع النهائي أمام أوكرانيا، والتي انتهت بفوز الأسود بأربعة أهداف دون رد. وكانت المباراة المثيرة للجدل في نصف النهائي، حيث قدمت الدنمارك مباراة قوية جداً أمام إنكلترا، إلا أن الأخيرة فازت بعد الحصول على ركلة جزاء مشكوك في صحتها، في الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء.
سيعوّل مدرب إنكلترا غاريث ساوثغايت خلال النهائي على نجمَيه رحيم ستيرلينغ وهاري كاين المتألقين في هذه البطولة. كاين لم يبدأ اليورو بالشكل المطلوب، إلا أنه انتفض أمام ألمانيا وبعدها أمام أوكرانيا، وسجّل أربعة أهداف. ومن جهته يقدم ستيرلينغ أداء مميزاً، ليُنسي عشاق إنكلترا أداءه المتذبذب أخيراً مع نادي مانشستر سيتي، حيث تراجع مستواه في الفترات الأخيرة.
وصلت إنكلترا إلى المباراة النهائية، وهي أنهت «النحس» الذي لازمها في الكأس القارية وحجزت بطاقتها إلى المباراة النهائية للمرة الأولى في بطولة كبيرة منذ 55 عاماً. وبات أمام إنكلترا عقبة واحدة فقط متمثلة بالمنتخب الإيطالي من أجل ترصيع سجلها بلقب ثان بعد أول في كأس العالم عام 1966 على حساب ألمانيا الغربية.
مباراة قوية منتظرة في ويمبلي، والأكيد أنها ستكون على مستوى عالٍ من الندية. إنكلترا ستستفيد من عاملَي الأرض والجمهور، أما إيطاليا فستلعب بخبرتها، وبالروح العالية التي يتمتع بها لاعبوها، كما بحنكة مدربها، مقابل ضعف مدرب إنكلترا الذي تعرّض أخيراً لانتقادات من قبل جماهير منتخب بلاده، والتي طالبته بالرحيل رغم الوصول إلى النهائي.