أثّر فيروس كورونا على مختلف القطاعات في العالم، وكرة القدم ليست استثناءً. اضطر اللاعبون لتحمّل قائمة مكثّفة من المباريات كما تمّ تأجيل العديد من البطولات القارية، مع ما تبعها من خسارات للأندية على الصعيد المالي نتيجة خسارة بطاقات التذاكر وإفلاس بعض الشركات الراعية. ومع كل هذه التداعيات السلبية، ستتركّز التأثيرات الطويلة الأمد للفيروس على الشؤون المالية للأندية والبطولات المحترفة في جميع أنحاء العالم.
هالاند على رادار أكبر الأندية الأوروبية حالياً (أ ف ب )

لحق الضرر بالدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم جراء الفيروس المستجدّ كحال باقي الدوريات. نظراً إلى الطبيعة المربحة لاتفاقيات ترخيص البث التلفزيوني في «البريميرليغ»، تُعد الأندية الإنكليزية أكثر استقراراً من الناحية المالية مقارنةً بمعظم نظيراتها القارية. ولكن، وبعد أن انخفضت تلك العائدات نظراً إلى توقيف النشاطات الكروية، زاد اعتماد الأندية على مبيعات التذاكر ـ غالبية الأندية وسّعت ملاعبها ـ ما أدّى إلى تفاقم تأثير اللعب خلف الأبواب المغلقة.
هكذا، اختلّ توازن أسواق الانتقالات بفعل انخفاض إيرادات الأندية، وتراجعت القيمة السوقية للاعبين بعد أن لجأت غالبية الفرق للتخلي عن نجومها من أجل تقليل فاتورة الأجور المتضخمة. رغم ذلك، قام تشيلسي بإبرام 6 صفقات من العيار الثقيل مقابل معاناة بقية فرق «البريميرليغ»، فلماذا لم يتأثر تشيلسي من تداعيات الفيروس كغيره من الأندية؟
في فبراير/شباط 2019، تمّ حظر نادي تشيلسي من نافذتَي انتقال (تم تخفيضهما لاحقاً إلى واحدة) إثر خرقه قواعد وأنظمة الفيفا في ما يتعلق بالتعاقد مع اللاعبين الشباب. على خلفية ذلك، اعتمد البلوز على أبناء الأكاديمية، وركّزت الإدارة في توجيه الكشافة والموازنات على التعاقدات المحتملة في فترة الانتقالات الصيفية لعام 2020. النادي اللندني وبسبب العقوبة استطاع توفير الكثير من الأموال، وهو استخدمها لاحقاً في التعاقدات.
حينها، ضرب فيروس كورونا. وبالنظر إلى وضع تشيلسي المالي، ظلّت استراتيجيّة الانتقالات دون تغيير رغم أن السوق نفسه بات مختلفاً تماماً. أصبح لدى الأندية الآن أموال أقل لإنفاقها، ما يقلل منافسة تشيلسي على التوقيعات. إضافةً إلى ذلك، أصبحت الأندية في حاجة أكبر إلى النقد، ما أجبرها على قبول عروض أقل وجعلها أكثر حرصاً على البيع، الأمر الذي جعل تشيلسي يستقدم كل اللاعبين الذين أرادهم والذين ساهموا توالياً بتتويج الفريق بلقب دوري أبطال أوروبا.
يبدو تشيلسي قادراً على دفع 150 مليون جنيه استرليني مقابل الحصول على هالاند


لم يكن الإنفاق عشوائياً بالنسبة إلى البلوز، بل اتصف بالذكاء والفاعلية. يعود ذلك إلى مديرة النادي مارينا غرانوفسكايا التي تُعتبر من أفضل مفاوضي الانتقالات وواحدة من أقوى النساء في كرة القدم العالمية، إذ سبق وحققت عائدات كبيرة من بيع لاعبين، بأموال أكبر من قيمتهم السوقية مثل أوسكار وهازارد، كما جذبت العديد من عقود الرعاية وساهمت بامتثال النادي لقواعد اللعب المالي النظيف (FFP) الخاصة بالاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA).
هو السوق الأول للمدرب الجديد توماس توخيل. الألماني الذي حقّق المجد خلال الأشهر القليلة الماضية بعد أن حوّل تشيلسي من فريق يصارع في منتصف الدوري إلى بطل دوري أبطال أوروبا.
رغم متانة المنظومة التي قدّمها توخيل في الموسم الماضي، ظهر جلياً افتقار الفريق لمهاجم حاسم قادر على صنع الفارق، الأمر الذي جعل من التوقيع مع رأس حربة في سوق الانتقالات الحالي ضرورة قصوى.
الهدف واضح: إيرلينغ هالاند. ورغم الأخبار الشائعة في الوسط الكروي عن الارتباط الوثيق بين النادي واللاعب، سيجد تشيلسي صعوبة كبيرة في التعاقد مع إيرلينغ هالاند هذا الصيف.
بحسب الصحافي الخبير في الانتقالات فابريزيو رومانو، فإن بوروسيا دورتموند «مرتاح» بشأن مستقبل هالاند على الرغم من اهتمام تشيلسي بالمهاجم.
سجّل النرويجي 41 هدفاً كما صنع 12 في 41 مباراة لعملاق البوندسليغا دورتموند في الموسم الماضي ليصبح بذلك أحد أكثر اللاعبين رواجاً في أوروبا.
ومنذ انضمامه من ريد بول سالزبورغ مقابل حوالى 18 مليون جنيه إسترليني في يناير/كانون الثاني 2020، ساهم ثبات هالاند التهديفي في ارتفاع قيمته السوقية إلى 150 مليون جنيه إسترليني على الرغم من وجود بند جزائي في عقده يجعله متاحاً مقابل 64 مليون جنيه إسترليني في عام 2022.
الصفقة صعبة، ولكنها غير مستحيلة. تشيلسي بحاجة ماسّة إلى مهاجم من الطراز الرفيع ولا منافس للفريق اللندني في السوق على هالاند. في حال الانتظار إلى الصيف المقبل، سيعرف تشيلسي منافسة من بقية الفرق، خاصّةً أن قيمة هالاند سوف تنخفض. المسألة مشابهة إلى حد كبير لصفقة كاي هافرتز التي خطفها تشيلسي في الموسم الماضي نظراً إلى عدم وجود نادي منافس قادر على دفع قيمة العقد مثل تشيلسي.
دورتموند يريد هالاند لموسم آخر. النادي مرتاح مادياً بعد توصله لاتفاق يقضي بانتقال سانشو إلى مانشستر يونايتد. التخلي عن سانشو وهالاند في سوق انتقالات واحد من شأنه أن يزعزع من استقرار المنظومة، ولكن في حال تقديم تشيلسي لعرض «استثنائي» قد يرضخ دورتموند ويبيع. الصفقة معقّدة.



أكثر من 130 مليوناً أرباح صافية
فاز تشيلسي الإنكليزي بلقب دوري أبطال أوروبا لموسم 2020-2021، بعد تغلبه في النهائي على مانشستر سيتي بهدفٍ نظيف على ملعب دراغاو في مدينة بورتو البرتغالية. ومنح كاي هافرتز اللقب لتشيلسي بتسجيله هدف المباراة الوحيد، وبالإضافة إلى اللقب حقق الفريق اللندني عوائد كبيرة.
تحصل الأندية التي تصل إلى دور المجموعات من دوري الأبطال على مبلغ قدره 13.14 مليون جنيه استرليني لكل فريق، بينما يحصل كل فريق عند فوزه في المجموعة على مبلغ 2.32 مليون جنيه استرليني، ويحصل كل فريق يتعادل على 770 ألف جنيه استرليني.
الفرق التي تمكّنت من الوصول إلى مرحلة خروج المغلوب من البطولة تمنح جوائز مالية إضافية، حيث تكسب 8.16 مليون جنيه استرليني للتأهل إلى دور الستة عشر، و9 ملايين جنيه استرليني في ربع النهائي، و10.3 مليون جنيه استرليني في الدور نصف النهائي.
ثم يحصل الفائز بدوري أبطال أوروبا على 16 مليون جنيه استرليني، مقارنةً بالوصيف الذي يحصل على 13 مليون جنيه استرليني.
وبحسب صحيفة الميرور الإنكليزية، كسب تشيلسي بعد حصده للقب البطولة نحو 70 مليون جنيه إسترليني.
توزعت على 4 مباريات فوز في دوري المجموعات، وتعادل في مباراتين، ما يعني أنه حصل على أكثر من 50 مليون جنيه استرليني حتى مواجهة النهائي. وبعد تحقيق اللقب ارتفع إجمالي الربح إلى نحو 70 مليون جنيه استرليني
إضافةً إلى ذلك، حصل تشيلسي على مبلغ 32 مليون يورو فور إنهائه الدوري في المركز الرابع، كما أنه جنى 34.20 مليون يورو جراء بيع المدافع الإنكليزي فيكايو توموري إلى إي سي ميلان (29.20 مليون يورو) والجناح النيجيري فيكتور موزيس (5 مليون يورو) إلى نادي سبارتاك موسكو. تجدر الإشارة إلى وجود العديد من اللاعبين قيد التقييم من قِبل المدرب قبل اتخاذ القرار النهائي ببيعهم، مثل تيمو باكايوكو، ميتشي باتشوايي.