قبل أربعة أعوام تنقص 32 يوماً، وتحديداً في 21 تموز 2017، اجتمع في فندق البريستول ممثلو 50 نادياً لانتخاب لجنة تنفيذية جديدة للاتحاد اللبناني لكرة القدم. حينها فاز رئيس الاتحاد هاشم حيدر بولاية خامسة بالتزكية، في حين كان هناك أكثر من 14 مرشّحاً يتنافسون على عشرة مقاعد في اللجنة التنفيذية. انسحب ثلاثة مرشحين وبقي مرشّح وحيد فرض انتخابات انتهت بتجديد الثقة بالاتحاد وبفارق كبير من الأصوات.اليوم يبدو المشهد مختلفاً، إن كان على صعيد التنافس على مركز الرئاسة أو على صعيد عدد المرشحين لملء المقاعد العشرة التي تتألّف منها اللجنة التنفيذية. بالنسبة إلى مقعد الرئاسة هناك مرشّحان: رئيس الاتحاد الحالي هاشم حيدر، واللاعب السابق والمدرب موسى حجيج. أما على صعيد أعضاء اللجنة التنفيذية، فهناك 17 مرشحاً هم: أعضاء اللجنة الحاليون ريمون سمعان، محمود الربعة، موسى مكي، مازن قبيسي، وائل شهيّب، عصام الصايغ، سمعان الدويهي، أحمد قمر الدين، جورج سولاج، واهرام برصوميان، إلى جانب المرشحين من خارج اللجنة الحالية وهم، ناصر عدرة، رائد الصديق، إميل رستم، وفيق إبراهيم، عبد الله نابلسي، نضارت كريكور سوكونيان وأسعد سبليني.
حتى الساعة لم تتسلّم الأمانة العامة للاتحاد اللبناني لكرة القدم أي كتاب انسحاب رسمي، رغم الحديث عن انسحاب المرشحين قمر الدين وابراهيم بعد تبني تيار المستقبل المرشحين عدرة وسبليني، ما يعني أنه حتى الآن ما زال عدد المرشحين لعضوية اللجنة التنفيذية 17 شخصاً.
يتنافس مرشحان على مركز الرئاسة و17 مرشحاً على مقاعد اللجنة التنفيذية العشرة


على صعيد الرئاسة، تبدو الأمور شبه محسومة لصالح التجديد لحيدر لولاية سادسة تستمر حتى عام 2025. فـ«بوانتاج» أصوات الأندية يشير من داخل المعسكرين المتنافسين، سواء معسكر حيدر أم معسكر حجيج، إلى أن حظوظ الأول أكبر على أكثر من صعيد؛ فحيدر ينطلق من عدد أصوات كاف يتخطى «النصف زائداً واحداً» المطلوبين للفوز بمقعد الرئاسة. ويأتي هذا الرصيد من الأصوات نتيجة وجود حيدر في رئاسة الاتحاد منذ العام 2001، وعلاقاته مع الأندية، كما أنه بالنسبة إلى معظم الأندية كان أداؤه ـ وخصوصاً في السنة الأخيرة ـ جيداً من ناحية تأمين الدعم المالي للأندية (حصل الاتحاد على أموال من الفيفا واتخذ قراراً بمساعدة الاندية من خلالها، من جرّاء جائحة كورونا)، وإقامة الموسم كاملاً بجميع بطولاته رغم الجائحة. هذا برأي عدد كبير من الأندية المعنية، من دون إغفال الكلام الكثير الذي قيل عن الحاجة إلى التغيير. وقد ترى تلك الأندية أن المرشّح المنافس لحيدر، أي حجيج، ورغم تاريخه الطويل في الملاعب، لا يملك الخبرة الادارية المطلوبة لقيادة اللعبة في ظروف قد تكون الأصعب التي تمر بها اللعبة ولبنان، من جرّاء الأوضاع الاقتصادية الكارثية التي يعيشها اللبنانيون، والتي لا شك تنعكس على كل شيء، ومنها الرياضة وكرة القدم. كما أن بعض تلك الأندية يشكك في خلفيات مشروع حجيج والجهات التي تموّله، حيث يؤكّد رؤساء بعض تلك الأندية في مجالسهم الخاصة أنها جهات خارجية خليجية.
في المقابل، يراهن حجيج ومعسكره على أمرين أساسيين: اسم حجيج وتاريخه كلاعب تحديداً، وعلى رغبة تلك الأندية، التي يعتبرها المعسكر الآخر أنها ستجدد له، بالتغيير. لا شك في أن حجيج يعلم صعوبة المهمة، وهو لمّح إلى هذا الأمر مراراً، معتبراً أن مجرّد ترشّحه يعتبر إنجازاً، حتى لو نال صوتاً واحداً. لكن رغم ذلك هناك رهان من حجيج وفريق عمله على أن تنتخب الأندية بعكس ما أعلنت. فهناك أندية عديدة أعلنت دعمها لحيدر في الإعلام، وعدد كبير أبلغ حجيج نفسه خلال زيارته لهم أنهم يدعمون حيدر، حتى إن هناك أندية رفضت استقباله، ليس انتقاصاً من قيمته، بل لأن قرارها محسوم. وهنا يعود الحديث مرة أخرى، الى أن غالبية الأندية قرارها ليس بيدها، بل بأيدي المرجعيات والسلطات السياسية التي تدعمها.
إلا أن الانتخابات قد تحمل مفاجآت، بعكس ما هو متوقع، وتقوم الأندية بتفجير مفاجأة وانتخاب حجيج كرئيس للاتحاد. فالكلمة الأخيرة للصندوق.

معركة على مقاعد اللجنة
وإذا كانت الصورة أوضح على صعيد التنافس على الرئاسة، فإنها في انتخابات اللجنة التنفيذية غير واضحة لعدة أمور؛ أولاً بسبب عدد المرشحين الذي يعتبر الأعلى منذ أكثر من عشرين عاماً، أضف إلى ذلك عدم وجود لائحة رسمية لحيدر، وهو ما أعلنه لـ«الأخبار» خلال مقابلة نشرت يوم السبت الماضي. فحيدر يعتبر أنه هناك وجوهاً عديدة تستحق أن يجدد لها، لكن لن يعلن لائحة رسمية.
نقطة أخرى، تتعلّق بحسابات الأندية ومصالحها، وحتى «النكايات» في ما بينها، والتي قد يفرز عنها بعض التشطيب لصالح مرشح على حساب آخر. كما أن هناك بعض المرشحين لديهم علاقات قوية مع الأندية نتيجة سنين من العمل المشترك ترك لهم رصيداً كبيراً قد يستثمروه في عملية الانتخاب.
هذا هو المشهد على الصعيد التنافسي، أما على الصعيد التقني، فإن أصوات 50 ممثلاً للأندية هي من ستحدد من سيفوز في الانتخابات. هؤلاء يشكلون الجمعية العمومية موزّعين على الشكل التالي: 12 نادياً درجة أولى، 12 نادياً درجة ثانية، 12 نادياً تمثل الأندية الـ24 في الدرجة الثالثة والتي جرى انتخابها قبل فترة من خلال أندية هذه الدرجة. و14 نادياً تمثل أندية الدرجة الرابعة (3 أندية عن محافظة الجنوب، 3 عن الشمال، 3 عن البقاع، 3 عن جبل لبنان و2 عن بيروت) وهذه أيضاً جرى انتخابها من قبل أندية الدرجة الرابعة في اتحاداتها الفرعية في المحافظات.
وهذه الأندية هي ذاتها التي شاركت في الجمعية العمومية الـ88 العادية التي أقيمت في آذار الماضي في المكان عينه، وهي ستشارك في الجمعية 89، لكن هذه المرة ستنتخب اتحاداً جديداً لأربع سنوات. فماذا ستقول تلك الأندية في صندوق الانتخاب؟ الجواب سيكون مساء يوم غد.