رغم كونهم مهد كرة القدم في السياق التاريخي، لم يعرف الإنكليز الكثير من النجاح في البطولات الكبرى، حيث اقتصرت أبرز إنجازاتهم على التتويج بلقب كأس العالم عام 1966. حاول لاعبو إنكلترا بعدها تكرار ذلك الإنجاز، غير أنهم فشلوا في ذلك رغم تواتر العديد من الأجيال الموهوبة. خلال الألفية الجديدة، اشتهر المنتخب الإنكليزي في الفترة الممتدة بين عامَي 2001 و2010، حيث وُصف ذلك الجيل بالجيل الذهبي إثر ضمّه نخبة من أفضل اللاعبين في العالم.
كان منتخب إنكلترا مليئاً بالنجوم العالميين الذين كانوا يقدمون أداءً جيداً للغاية في الدوري الإنكليزي ودوري أبطال أوروبا. ومع ذلك، لم يتمكن الجيل الذهبي من تحقيق الأشياء التي كان من المفترض أن يحققها وفشل في الارتقاء إلى المجد الذي كان متوقعاً منه. يعود ذلك إلى عوامل عديدة.
في تلك الحقبة، تم تسليط الضوء الإعلامي على كوكبةٍ من النجوم الإنكليز بعدما ضمت المنظومة لاعبين «كباراً» مثل لامبارد، بيكهام، روني، جيرارد...
وبقدر الدرجة التي روّجت لها وسائل الإعلام باستمرار تجاه المنتخب، بقدر ما قابله النقد اللاذع بعد كل فشل في بطولة ما ليسقط المنتخب ضحية لكثرة التوقعات والضغط الإعلامي الهائل.
بعيداً عن الضغط الإعلامي المحلي، عانى المنتخب من سوء الحظ في النتائج حيث خرج الأسود الثلاثة من بطولتين متتاليتين في ربع نهائي كأس العالم واليورو ضد البرتغال، كلاهما كان بركلات الترجيح.
وبغض النظر عن حجم المواهب والأسماء التي وجدت في تلك الحقبة، عاب على الاتحاد الإنكليزي سوء تعيينه للمديرين الفنيين، حيث ظهر جلياً ضعف البعض أمثال سفين جوران إريكسون( 2002) وستيف مكلارين (2008).
وكان لازدحام الصفوف بالأسماء دور كبير في فشل المنتخب، حيث حالت كثرة النجوم دون الثبات على تشكيلة واحدة. يشهد على ذلك ازدحام الخط الخلفي بالأسماء اللامعة مثل جون تيري وريو فرديناند وجيمي كاراغر وسول كامبل، إضافةً إلى عدم اندماج فرانك لامبارد وستيفن جيرارد في خط الوسط.
تمتلك إنكلترا الآن ثلاثاً من أفضل المواهب الهجومية في أوروبا


في نهاية المطاف، فشل الجيل الذهبي الإنكليزي في الارتقاء إلى مستوى «الضجيج»، ماذا عن الفريق «الشاب» الحالي؟
بالنظر إلى نتائج المنتخب اللافتة أخيراً، يمكن القول إنّ المجموعة التي كوّنها المدرب غاريث ساوثغيت هي في الواقع الجيل الذهبي الحقيقي.
فبعد وصول الأسود الثلاثة إلى نصف نهائي كأس العالم في النسخة الأخيرة، وصل الإنكليز إلى الدور نصف النهائي من دوري الأمم، ما يرجح توجّههم إلى الذهاب بعيداً في البطولات الدولية المستقبلية.
على الورق، لا يتطابق اللاعبون الحاليون من حيث القيمة الفنية في الوسط الكروي العالمي مع لاعبين من «طينة» جيرارد ولامبارد وروني (وبقية اللاعبين من تلك الحقبة)، غير أنهم يبدون مجهزين بشكل أفضل.
يعدّ جوردان بيكفورد الرقم واحد في مركز حراسة المرمى مع وجود منافسة من آرون رامسدال وسام جونستون.
في الخط الخلفي، يمتلك منتخب الأسود الثلاثة عدداً كبيراً من الأظهرة، يبرز منهم ريس جايمس، كيران تريبيير، بن تشيلويل، لوك شو... أمّا في مركز قلب الدفاع ، فيمكن لـساوثغيت الاختيار من بين مجموعة من الأسماء التي تلعب في المستوى الأعلى مثل جون ستونز، هاري ماغواير، كايل وولكر...
ومع استدعاء لاعبين شباب موهوبين، استعاد خط الوسط هيبته بقيادة ماسون ماونت وديكلان رايس وجاك غريليش وفيل فودن وكالفين فيليبس والبقية…
في الهجوم، تمتلك إنكلترا الآن ثلاثاً من أفضل المواهب الهجومية في أوروبا. هاري كاين، رحيم سترلينغ (بدأ يستعيد شيئاً من غزارته الهجومية) وجايدن سانشو، دون إغفال وجود أسماء كبيرة ومواهب أخرى مثل ماركوس راشفورد، دومينيك كالفيرت لوين…
المثير للإعجاب، ورغم تعدد المواهب، هو أن المجموعة الحالية لا تلعب بفردية، بل ضمن النظام الذي يستخدمه ساوثغيت. هذه المجموعة تظهر الثبات الذهني لتحدي الصعاب وهو ما يجعلها رقماً صعباً في البطولة.
المزيج بين الموهبة، الإرادة والخبرة يجعل الإنكليز مرشحين فوق العادة للظفر بلقب اليورو. وإذا ما تحقق ذلك، ستصبح كتيبة ساوثغيت الشابة بمثابة الجيل الذهبي «الحقيقي».



تعادل سلبي بين الإنكليز والاسكتلنديين
تعادل منتخبا انكلترا واسكتلندا سلباً ضمن المجموعة الرابعة. ورفع المنتخب الانكليزي رصيده إلى أربع نقاط وأصبح رصيد الاستكتلنديين نقطة واحدة.
وضمن المجموعة عينها، عزز منتخب تشيكيا آماله بالتأهل إلى ثمن نهائي كأس أوروبا، فيما أبقى نظيره الكرواتي آماله الضئيلة قائمة بحجز مقعده بعد تعادلهما 1-1. افتتحت تشيكيا التسجيل عبر باتريك شيك من ركلة جزاء (37)، فيما أدركت كرواتيا التعادل بفضل إيفان بيريشيتش (47).
وفي المجموعة الخامسة، عززت السويد حظوظها في التأهل إلى ثمن النهائي بعد فوزها على سلوفاكيا 1-0، سجّله إميل فورسبرغ من ركلة جزاء في الدقيقة 77. ومني المنتخب السلوفاكي بخسارته الأولى بعد فوزه على بولندا المنقوصة عددياً 2-1، ليتجمّد رصيده في المركز الثاني موقتاً برصيد 3 نقاط، بانتظار ما ستسفر عنه مباراة إسبانيا وبولندا اليوم السبت.