من ينظر إلى منشآت كرة القدم الرياضية الواقعة في سويسرا يظن أن منتخب البلاد اعتاد على اعتلاء منصات الألقاب والبطولات، لكن الواقع مختلف تماماً. فرغم اختيار مدينتي زيوريخ ونيون موطناً للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) وهيئة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، إلا أنّ المنتخب السويسري لم يحقق الكثير في عالم كرة القدم من حيث البطولات، حيث فشل في رفع أيّ لقب قاري أو عالمي على امتداد التاريخ. أفضل ما تمكّن المنتخب السويسري الأول من إنجازه هو الفوز بميدالية فضيّة في الألعاب الأولمبية عام 1924 في باريس، فهل يتمكن من تحقيق أول ميداليّة ذهبية له خلال بطولة «اليورو» الحاليّة؟ يحتل منتخب سويسرا المركز الـ13 في التصنيف العالمي للفيفا، وسيحاول جاهداً تخطي دور المجموعات بهدف مقارعة الكبار من خلال المشاركة التاريخية الخامسة له على صعيد البطولة الأوروبية.
تأهّلت سويسرا إلى اليورو بعد أن تصدّرت المجموعة الرابعة في التصفيات بـ17 نقطة متفوقةً على المنتخب الدنماركي الذي جمع 16 نقطة، وسيُحاول المنتخب السويسري في النسخة المؤجلة لعام 2020 تقديم أداء قوي يُنهي خلاله لعنة الإقصاء من دور المجموعات. ستلعب سويسرا في المجموعة الأولى إلى جانب منتخبات إيطاليا، تركيا وويلز، على أن تبدأ مشوارها في البطولة ضد زملاء اللاعب غاريث بيل، ثم تلعب ضد منتخب إيطاليا في مواجهة صعبة، قبل أن تختم مشوارها في مواجهة المنتخب التركي. رغم صعوبة المجموعة، يمتلك المنتخب السويسري حظوظاً جيدة للتأهل بالنظر إلى الأسماء «الرنّانة» التي تملأ صفوفه.
يحتل منتخب سويسرا المركز الـ13 في التصنيف العالمي للفيفا


تضمُّ تشكيلة المنتخب العديد من المواهب المُميزة التي «تزيّن» الملاعب الأوروبية، يبرز منها قائد خط وسط آرسنال غرانيت تشاكا وجناح ليفربول شيردان شاكيري، دون نسيان ظهير إي سي ميلان ريكاردو رودريغيز. هذه الأسماء وغيرها سوف تكون مطروحة على الرقعة الفنية للمدرب المحنّك فلاديمير بيتكوفيتش، الذي سيقود منتخب سويسرا في البطولة الأوروبية للمرة الثانية بعد نسخة فرنسا عام 2016.

يمتلك المنتخب السويسري فرصة للذهاب بعيداً (أ ف ب )

بين الماضي والحاضر
تمكّن منتخب سويسرا لليافعين ما دون 17 عاماً من التتويج في بطولة كأس العالم 2009، بعد الفوز في المباراة النهائية ضد نيجيريا بهدفٍ نظيف، وقد نجحت سويسرا حينها في إقصاء فرق مشهورة من بينها البرازيل وألمانيا وإيطاليا وكولومبيا. حينها، أولت وسائل الإعلام الكثير من الاهتمام لهذا الفريق «المتعدد الثقافات» ورجّحت بأن تتمكّن بفضلهم سويسرا من رفع الألقاب مستقبلاً، فماذا حدث لهم؟
رغم النجاح الكبير لتلك «الكتيبة» حينها، لم يتمكن سوى ثلاثة من اللاعبين البالغ عددهم 21 من حجز مكان لهم ضمن صفوف المنتخب الوطني السويسري الأول، هم: حاريس سيفيروفيتش، ريكاردو رودريغيز وغرانيت تشاكا. هكذا، أصيب المشجعون الذين كانوا يحلمون بحصول سويسرا على المزيد من التتويج الدولي بخيبة أمل كبيرة، وخاصةً أنّ المنتخب الوطني الرئيسي لم يتجاوز تصفيات ربع النهائي من البطولات القارية كحدٍّ أقصى. تبقى الإيجابية الوحيدة هي تحسّن موقع المنتخب في تصنيف الفيفا من المرتبة الـ 83 عام 1998 إلى المرتبة الثامنة عام 2013، وصولاً إلى المرتبة الـ 13 حالياً. مشوار المنتخب السويسري يبدأ يوم السبت المقبل، والآمال كبيرة من أجل تحقيق نتيجة إيجابية في البطولة القارية الأهم.