قبل أسبوعين من موعد الانطلاق النظري المرتقب لبطولة كوبا أميركا لكرة القدم في 13 حزيران/يونيو، لم يعد نجوم كرة القدم أمثال الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار على دراية بمكان إقامتها، مع إعلان اتحاد أميركا الجنوبية للعبة (كونميبول) استبعاد الأرجنتين من الاستضافة بسبب جائحة كوفيد-19.وبعد عشرة أيام من شطب كولومبيا كبلد مضيف شريك، حان دور الأرجنتين لتكون محط قرار كونميبول باستبعادها عن تنظيم بطولة كوبا أميركا المؤجلة أصلاً من العام 2020 بسبب الجائحة العالمية على غرار بطولات عديدة مثل كأس أوروبا وأولمبياد طوكيو.
أعلن اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم في تغريدة على تويتر أن "كونميبول يُعلم أنه نظراً إلى الظروف الحالية، قرّر تعليق تنظيم كوبا أميركا في الأرجنتين".
[اشترك في قناة ‫«الأخبار» على يوتيوب]
وفي غضون أسبوع تقريباً، خسر كونميبول خدمات الدولتين الشريكتين في تنظيم البطولة، إذ صرف الاتحاد النظر عن كولومبيا بسبب الاحتجاجات الشعبية المطلبية العنيفة التي خلفت عشرات القتلى، والآن الأرجنتين التي باتت ضحية موجة جديدة من تفشي فيروس كورونا.
وكانت الأرجنتين التي يقدّس سكانها كرة القدم والمتحمّسة لرؤية أداء منتخبها بقيادة ميسي، قد بدأت قبل أيام قليلة بتمهيد الطريق لانسحابها من التنظيم.
فقد حذّرت وزيرة الصحة الأرجنتينية كارلا فيسوتي مؤخراً من الصعوبات التي تواجه عملية تنظيم مماثلة، فيما تمر البلاد التي يبلغ عدد سكانها 45 مليون نسمة بأخطر فترة للجائحة، حيث أصيب أكثر من 41000 شخص في يوم واحد الخميس الماضي.
وتجاوزت أعداد الإصابات 3,7 ملايين حالة إلى جانب 77 ألف وفاة منذ بدء حال الطوارئ الصحية.
وفي هذا السياق، أصبحت بطولة كوبا أميركا بالنسبة إلى العديد من الأرجنتينيين مخاطرة كبيرة، باستقبال عشرة فرق من أميركا الجنوبية مؤلفة من لاعبين محترفين على صعيد العالم أجمع.
وبحسب استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "بولياركيا" ونُشر الجمعة، فإن 70 في المئة من الأرجنتينيين يعارضون تنظيم بلادهم للبطولة، حتى ولو كانت السلطات قد خططت لوضع بروتوكول صحي صارم، ولا سيما من خلال الحد من حجم الوفود.
وبالتالي، بات كونميبول الآن أمام مهمة إيجاد دولة مستعدة لاستضافة البطولة في اللحظات الأخيرة في سياق صحي معقد، وتمتلك القدرة على التنظيم. وأكد الاتحاد في بيان له أن البرازيل ستكون هي الدولة البديلة لاستضافة البطولة القارية. ومن بين الخيارات الممكنة، هناك تشيلي، بحسب ما ذكر مؤخراً المسؤول الأرجنتيني في كونميبول غونزالو بيلوسو، إلى جانب فنزويلا والإكوادور.
وتعتبر بطولة كوبا أميركا أهم مسابقة دولية ينظمها كونميبول.
لكن مع نهاية الأسبوع الماضي، بدأت الصحافة المختصة تتطرق إلى الساحة الأميركية.
وقد سبق للولايات المتحدة، التي باتت الجائحة فيها تحت السيطرة من جراء ارتفاع معدلات التلقيح، أن استضافت بالفعل بطولة كوبا أميركا في العام 2016، ولديها القدرة من حيث جاهزية الملاعب على استضافة الحدث. وتنظم الولايات المتحدة الصيف الحالي أيضاً بطولة الكأس الذهبية، أكبر منافسات الكونكاكاف (اتحاد أميركا الشمالية وأميركا الوسطى والكاريبي لكرة القدم).
وباتت بطولة كوبا أميركا في مهب الريح وتحت طائلة الإلغاء. وقد عبّر بعض اللاعبين عن معارضتهم لإقامة هذا الحدث الرياضي.
فقال الأوروغوياني لويس سواريس الذي توج مؤخراً مع فريقه أتلتيكو مدريد بلقب الدوري الإسباني وعاد إلى بلاده للمشاركة مع المنتخب في مباراتين ضمن التصفيات المؤهلة إلى مونديال قطر 2022 في 3 و8 حزيران/يونيو المقبل، "دُهشت بحقيقة أن كوبا أميركا ستقام رغم الوضع الحالي".