لا يختلف اثنان على قدرات المدرب الألماني توماس توخيل التدريبيّة. مدرب نادي تشيلسي الإنكليزي الحالي يستعد لخوض نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا للموسم الثاني على التوالي، كما كانت له صولات وتتويجات في كل من فرنسا مع باريس، وألمانيا عندما كان رئيساً للعارضة الفنية في بروسيا دورتموند. [اشترك في قناة ‫«الأخبار» على يوتيوب]
تميّز توخيل لم يشفع له عند إدارة نادي باريس سان جيرمان فأقالته في الشتاء الماضي رغم احتلاله وصافة دوري الأبطال في الموسم المنصرم 2020 (خسر النهائي أمام بايرن ميوينخ بهدف دون رد)، وتتويجه بلقبين للدوري الفرنسي الممتاز «ليغ 1» وعدداً من البطولات المحلية الأخرى.
استحق نادي ليل الفوز بلقب الدوري الفرنسي (أ ف ب )

الإدارة الباريسيّة لم تصبر على توخيل ليس بسبب وضعه الفني، إنما بسبب كلام عن تدخل سياسي في إدارة النادي. في ذلك الوقت قالت إذاعة «مونت كارلو» إن النادي الباريسي قرّر إقالة توخيل بسبب وضعية الفريق في الدوري الفرنسي، حيث كان يحتل حينها المركز الثالث برصيد 35 نقطة خلف أولمبيك ليون وليل بنقطة واحدة بعد مضي 17 جولة من المسابقة، إلا أن الحقيقة كانت عكس ذلك تماماً، وهو ما اتضح لاحقاً من خلال تصريحات المدرب. فكان واضحاً أن المدرب الألماني أقيل بسبب تصريحات لقناة «SPORT1»، حين تحدّث عن صعوبة التدريب في النادي الباريسي ضمن أجواء «سياسية». وأضاف توخيل حينها، «هل ما زلتُ مديراً فنياً أم أنا سياسي رياضي؟ في جوهرها، أحب اللعبة ويمكنني الحصول على هذا الرضى من نواحٍ كثيرة كمدرب. أنا أحب كرة القدم فقط. وفي نادٍ مثل هذا، لا يقتصر الأمر دائماً على كرة القدم».
خرج توخيل وجاء بوكيتينو. كان رئيس النادي الباريسي ناصر الخليفي يمنّي النفس بأن يحقّق المدرب الأرجنتيني ما عجز عنه المدرب الألماني، إلا أن الأحلام لم تتحقق. وقع بوكيتينو في الفخ الذي كان يحذّر منه توخيل، وهو عدم القدرة على الذهاب بعيداً في البطولات المحلية والقارية، كون الإدارة رفضت إجراء صفقات، كما تخلّت عن لاعبين مهمين في الفريق مجاناً خلال فترتي الانتقال الصيفية والشتوية الماضيتين. ورحل عن الفريق تياغو سيلفا إلى تشيلسي تحديداً حيث ذهب توخيل، كما الهداف الأوروغواياني ايدينسون كافاني الذي قدم مستوى مميزاً مع مانشستر يونايتد الإنكليزي، إضافة إلى عدد من اللاعبين المؤثرين... ويبقى الأهم أن الإدارة تجد صعوبة كبيرة في إقناع النجم كيليان مبابيه بتجديد عقده.
وصل توخيل إلى نهائي دوري الأبطال مع تشيلسي الإنكليزي بعد الخروج من باريس


خسر باريس سان جيرمان مع بوكيتينو اللقب المحلي لصالح نادي ليل. الأخير أنهى الموسم مع 83 نقطة بطلاً لفرنسا، بعد 24 فوزاً و11 تعادلاً وثلاث خسائر فقط، فيما كان نصيب الباريسيين مع بوكيتينو 82 نقطة، مع 26 فوزاً و4 تعادلات و8 خسائر. بطل فرنسا خلال السنوات الثلاث الماضية بدا تائهاً هذا الموسم، واكتفى بلقبَي كأس السوبر وكأس فرنسا، فيما الخسارة الكبيرة كانت بالخروج من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا على يد مانشستر سيتي الإنكليزي، بعدما كان وصيفاً الموسم الذي سبقه. إذا صحّ كلام توماس توخيل، وظهر واضحاً أن الإدارة هي التي فشلت بالتخطيط للموسم، كما أنها لم تكن موفقة عندما طردت توخيل من الباب الضيق بعد كل الإنجازات التي حققها. المدرب الألماني ذهب إلى تشيلسي وهناك وصل إلى نهائي دوري الأبطال، كما حجز مكاناً لفريقه اللندي في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل. نجح توخيل مع تشيلسي وأعاد له الهيبة بعد فترة من عدم الاستقرار تحت قيادة المدرب السابق فرانك لامبارد.
استحق توخيل النجاح مع تشيلسي، وأثبت أنه مدرب مميز وله مستقبل كبير على مستوى الفرق الأوروبية الكبيرة. ومن جهة ثانية استحق نادي ليل الفوز باللقب، وحرم باريس سان جيرمان من معادلة الرقم القياسي بالفوز باللقب المحلي المسجل باسم سانت إيتيان، وهو 10 ألقاب. الإدارة الباريسية مطالبة بوضع خطط جديدة للموسم المقبل، وأي سقوط آخر سيجعل النادي بعيداً عن مصاف الأندية الكبيرة في أوروبا، كون الجميع بدأ بخطط ما بعد كورونا.