لم تكن أي رحلة لمنتخب لبنان لكرة القدم للصالات بأهمية الرحلة التي قام بها المنتخب أمس حين غادر إلى إمارة خورفاكان في الإمارات العربية المتحدة لمواجهة منتخب فيتنام ضمن التصفيات المؤهلة الى نهائيات كأس العالم 2021 في ليتوانيا. لم يكن منتخب لبنان قريباً من التأهل الى المونديال مثل هذه المرة. سيواجه منتخب فيتنام في 23 و25 الجاري. مباراتان إما ستحمل لبنان الى مكان لم يسبق أن وصل إليه في أي مسابقة كروية، أو يضيع حلم المونديال في فرصة استثنائية قد لا تتكرر أبداً.استثنائية الفرصة لم تكن وليدة صدفة. لماذا أصبح لبنان قريباً من كأس العالم إلى هذه الدرجة؟
لهذه الفرصة قصة تتداخل فيها عدة عوامل، بحسب أمين سر لجنة كرة الصالات والمسؤول الإعلامي للمنتخب سليم عواضة، منها جائحة كورونا التي أدّت إلى إلغاء بطولة كأس آسيا التي تؤهّل المنتخبات الخمسة عن القارة الصفراء. عامل آخر هو إصرار الاتحاد اللبناني، وخصوصاً رئيسه هاشم حيدر، على تقديم هذه الفرصة للبنان وتخصيص كل الإمكانات المتاحة لتحقيق الحلم.
القصة كما يرويها عواضة بدأت مع تأجيل بطولة العالم التي كانت مقررة العام الماضي جراء أزمة كورونا. سبب أدى أيضاً الى تأجيل بطولة آسيا التي كانت مقررة في تركمنستان والتي كانت ستؤهل خمسة منتخبات الى كأس العالم. مرت الأسابيع وجائحة كورونا تتفاعل، فجرى نقل البطولة الى الكويت قبل أن تلغى لاحقاً. هنا وجد الاتحاد الآسيوي نفسه أمام معضلة اختيار المنتخبات الخمسة التي ستمثّل القارة في المونديال العالمي. اقترحت لجنة المسابقات أن يتم اختيار المنتخبات الخمسة الأوائل في التصنيف العام وهي: إيران، اليابان، أوزبكستان، تايلاند وفيتنام.
تعاقد الاتحاد مع المدرب الإسباني راميرو دياز ومساعده لتعزيز حظوظ لبنان بالتأهّل إلى كأس العالم


اعترض الاتحاد اللبناني لكرة القدم، وتحديداً رئيسه حيدر، على هذا المقترح، الذي يُهمل الآلية المتّبعة باختيار المنتخبات وهي بطولة آسيا. صحيح أن بطولة آسيا ألغيت، لكن هناك بطولة عام 2018 التي أقيمت في تايبيه والتي يمكن اعتمادها كممر الى كأس العالم. ضغط الاتحاد اللبناني لاعتماد هذه البطولة كمعيار، إذ إن لبنان حلّ حينها في المركز الخامس خلف العراق، فيما حلت إيران أولى واليابان ثانية وأوزبكستان ثالثة.
بدا واضحاً أن الهدف اللبناني هو تأمين فرصة التأهل الى المونديال لمنتخب الصالات. وبعد العديد من المراسلات والاجتماعات، جرى اعتماد صيغة تجمع بين المقترحين: الآسيوي واللبناني.

ما هو هذا المقترح؟
بما أن إيران واليابان وأوزبكستان هي المنتخبات الثلاثة الأوائل في بطولة آسيا الأخيرة وفي التصنيف العام للاتحاد الآسيوي، فقد تقرر تأهلها مباشرة الى المونديال دون تصفيات كونها متأهلةً بأي صيغة اعتمدت سواء بطولة آسيا 2018 أو التصينف العام.
بقي منتخبان يجب اختيارهما لإكمال عقد المنتخبات الخمسة. فكان مقترح بأن تقام تصفيات بين أربعة منتخبات هي: تايلاند وفيتنام الرابع والخامس في التصنيف العام، والعراق ولبنان الرابع والخامس في بطولة آسيا الأخيرة.
وكان من المفترض أن تقام تصفيات من أربعة منتخبات يتأهل منها منتخبان الى المونديال. لكن عادت لجنة المسابقات وقررت إقامة قرعة بحيث يتواجه منتخبان على كل بطاقة فأوقعت هذه القرعة لبنان مع فيتنام. وجرى التوافق بين الاتحادين اللبناني والفيتنامي على خوض المباراتين في الإمارات نتيجة لعوامل لوجستية في البلدين تتعلق بأزمة كورونا وجهوزية الملاعب، بدلاً من التوجّه الى فيتنام لخوض المباراة الأولى، وقدوم الفيتناميين الى لبنان لخوض المباراة الثانية.
ويتحدث عواضة لـ«الأخبار» عن الفترة القصيرة التي فصلت بين اعتماد صيغة التأهّل والسفر إلى الإمارات أمس. إذ اعتبر عواضة أن الاتحاد اللبناني ولجنة كرة الصالات كانا في ما يشبه حالة طوارئ نظراً الى ضيق الوقت وكثرة المتطلبات اللوجستية للسفر خلال فترة لا تزيد على عشرين يوماً. وأشار عواضة الى أن الاتحاد اللبناني، رغم صعوبة الأوضاع الاقتصادية وندرة الدولار، أصرّ على التعاقد مع مدرب أجنبي هو الإسباني راميرو دياز ومساعد تقني له هو ميغيل غارسيا لتعزيز فرص التأهّل وتعيين جهاز فني وإداري موسّع لإنهاء المتطلبات بشكل سريع في مرحلة سباق مع الوقت.

اعترض حيدر على اقتراح لجنة المسابقات وقدّم اقتراحاً حفظ حقوق لبنان (طلال سلمان)

لم تكن الصعوبات التي واجهت لبنان لوجستية فقط. فعلى الصعيد الفني، كان الوقت أمام المدرب دياز قصيراً مع صعوبة إقامة معسكر مبكر في الإمارات رغم سعي حثيث من القيّمين على تأمينه. كما أن الإصابات، وتحديداً أحمد خير الدين وعلي طنيش «السيسي» إلى جانب وجود حارس واحد هو محمد همذاني، صعّبت من ظروف المنتخب اللبناني. فكان التوجّه نحو عودة الحارس المخضرم ربيع الكاخي الى الملعب، إضافة الى العمل سريعاً على معالجة المصابين كي يكونوا جاهزين.
وبقيت الصعوبات تلاحق المنتخب اللبناني حتى لحظة سفره. فقبل يوم واحد لم تكن مشاركة لاعبي الجيش اللبناني محمد قبيسي ومحمد عثمان مؤكّدة لأمور تتعلّق بالقيادة الجيش وأذونات السفر، كما أن خير الدين لم يحصل على تأشيرة دخول إلى الإمارات. فنشطت اتصالات المسؤولين في الاتحاد، وتواصل حيدر مع قيادة الجيش التي أبدت كل تعاونٍ ومنحت الأذونات للاعبين، فيما جرى التواصل بين الأمين العام للاتحاد جهاد الشحف والمسؤولين في الإمارات لتأمين تأشيرة دخول لخير الدين سريعاً.
المهم أن البعثة وصلت إلى الإمارات وبدأت الاستعداد للمباراة الأولى في 23 الجاري والتي تعتبر على أرض فيتنام، مع أمل اللبنانيين بتحقيق نتيجة إيجابية في المباراتين كي يتأهل لبنان الى المونديال.


14 لاعباً في بعثة المنتخب


تتألّف بعثة منتخب لبنان لكرة القدم للصالات، التي غادرت الى الإمارات، من: حسين ديب (مديرا إداريّاً)، دوري زخور (مديراً للمنتخب)، الإسباني راميرو دياز (مدرباً)، ربيع أبو شعيا (مدرباً مساعداً)، ميغيل غارسيا (مستشاراً تقنياً)، بيار فلفلي (مدرباً للياقة البدنية)، جوزف بو يونس (معالجاً فيزيائياً)، جوني هليل (معالجاً فيزيائياً)، ياسين ياسين (مسؤولاً للتجهيزات) وسليم عواضة (منسقاً إعلامياً)، بالإضافة الى 14 لاعباً هم: حسين همداني، ربيع الكاخي، فيكتور حنا جرجس، قاسم قوصان، علي الحمصي، علي طنيش، محمد قبيسي، كريم أبو زيد، محمد عثمان، جورجيو الخوري، ستيف كوكزيان، محمد حمود وجون جبور.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا