ينتقل التحدّي الجديد من ملحمة تُنبئ بواحدة من أشرس المعارك على اللقب منذ سنوات، إلى حلبة ألغارفي في جائزة البرتغال الكبرى ضمن الجولة الثالثة من بطولة العام للفورمولا واحد، حيث يدخل حامل اللقب البريطاني لويس هاميلتون متصدراً بفارق نقطة يتيمة عن الهولندي ماكس فيرستابن.قد يكون تربّع حامل اللقب سبع مرات على صدارة ترتيب السائقين مفاجئاً للمرة الأولى، نظراً للتفوق الذي يظهره فريق ريد بول هذا الموسم على حساب مرسيدس.
إلا أن خطأ من فيرستابن في الجولة الافتتاحية في البحرين ساهم في فوز هاميلتون، فيما صبّ تدخُّل سيارة الأمان في الوقت المناسب في مصلحة البريطاني بعد خطأ غير معهود على حلبة إيمولا في جائزة ايميليا رومانيا الإيطالية في الجولة الثانية.
ارتكب سائق مرسيدس (36 عاماً) الذي انطلق من المركز الأول خطأ في منتصف السباق جعله يتراجع في الترتيب، ما هدّد إنهاءه السباق خارج مراكز النقاط، قبل أن يقود حملة صعوده متجاوزاً جميع السيارات أمامه باستثناء فيرستابن، ليحافظ على صدارة ترتيب السائقين على حساب الهولندي بفضل تسجيله أسرع لفة التي تمنح صاحبها 44 نقطة (مقابل 43).
واعتبر النمسوي توتو وولف، مدير فريق مرسيدس، أن ريد بول فشلوا في استغلال التفوّق الواضح في السرعة في سيارتهم. وقال في حديث مع الموقع الرسمي للفريق الإلماني «أن نتصدر ترتيبَي البطولة (السائقين والصانعين) بدا وكأنه خروج مجاني من السجن، لأن منافسينا لم يستفيدوا من الفرصة التي أعطيناهم إياها».
وتابع «وهذا يظهر تماماً التحدي الكبير الذي ينتظرنا هذا الموسم وكيف يمكن للأمور أن تتغيّر سريعاً في الفورمولا واحد».
لِحَلَبة ألغارفي مكانة خاصة في قلب هاميلتون، فهناك، وقبل ستة أشهر، حقق فوزه الثاني والتسعين في مسيرته متجاوزاً الرقم القياسي الذي كان يتشاركه مع الأسطورة الألمانية ميكايل شوماخر.
وقد تكون الحلبة مسرحاً لإنجاز آخر للبريطاني، حيث الفرصة سانحة أمامه للانطلاق من المركز الأول للمرة المئة في بطولة العالم.
والتاريخ سيكون أيضاً بين يدي فيرستابن لكتابته، إذ إن الفوز سيرتقي بابن الـ23 عاماً إلى صدارة ترتيب السائقين للمرة الأولى في مسيرته.
ورحّب هاميلتون بالمنافسة التي يترقبها هذا الموسم بعد أن فرض فريق «الأسهم الفضية» هيمنته في السنوات الأخيرة في حين فشل فيراري، الأقرب إليه، في مقارعته.
وقال البريطاني الطامح للقبه الثامن عالمياً لينفرد بالرقم القياسي الذي يتشاركه مع شوماخر: «أعتقد أنها المرة الأولى منذ وقت طويل التي يملك فيها فريق ريد بول سيارة قادرة على المنافسة على البطولة».
وتابع «لذا أعتقد أن المنافسة ستكون متقاربة طيلة العام، سنرى على أمل المزيد من هذه المعارك».
وشهدت جائزة ايميليا رومانيا على سباق مثير حيث خطف البريطاني لاندو نوريس سائق ماكلارين المركز الثالث، ووقع حادث قويّ بين الفنلندي فالتيري بوتاس سائق مرسيدس ومواطن الأول جورج راسل (وليامس).
كما غادر سائقٌ آخر حلبة ايمولا محبطاً وهو المكسيكي سيرخيو بيريس، زميل فيرستابن الجديد في ريد بول. بعد انطلاقه من الخط الأمامي للمرة الأولى في مسيرته بفارق 0,035 ثانية فقط عن هاميلتون، أنهى السباق الذي بدأه في المركز الثاني عند خط البداية في المركز الحادي عشر مع وصوله إلى النهاية.
وقال بيريس (31 عاماً): «فوّتنا الفرصة في إيمولا حيث كان علينا أن نحتل المركزين الأول والثاني، ولكن آمل أن نحقق ذلك ذلك نهاية هذا الأسبوع».
وتابع «في البرتغال، آمل أن أكون في المقدمة وأستخرج الأفضل من سيارتي».
يوكي تسونودا هو سائقٌ آخر يدخل حلبة ألغرافي مع تطلعات كبرى.
حقق الياباني المبتدئ (20 عاماً) على متن ألفاتاوري انطلاقة لافتة في البحرين عندما حل تاسعاً، إلا أن اصطداماً في ايمولا أدى إلى حلوله في المركز الثاني عشر.
وقال: «كان حتماً ممكناً أن أحصد بعض النقاط هذه المرة، أتعلّم من ذلك، لذا عليّ أن أحقق ذلك المرة المقبلة وأقدم سباقاً أفضل في بورتيماو نهاية الأسبوع».



اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا