هو الختام الافضل للدوري اللبناني. أفضل فريقين هذا الموسم وجهاً لوجه، والافضل سيكون الفائز باللقب العتيد في موسمٍ صعب على الجميع، وعلى الأنصار والنجمة على وجه التحديد.هذا "الكلاسيكو الحاسم" ليس الأول بين قطبي الكرة اللبنانية، إذ سبق أن التقيا في "مواجهة نهائية" في ختام موسم 2004-2005 (حزيران 2005)، فتعادلا 2-2 (0-0 ذهاباً) ليفوز النجمة بلقب البطل (جمع 44 نقطة عامذاك) بفارق كبير من الاهداف بعد تساويهما في عدد النقاط.
اما المواجهة الثانية الحاسمة فكانت في أيار 2006، فتعادلا ايضاً 2-2 (فاز النجمة ذهاباً 1-0)، لكن اللقب كان هذه المرّة من نصيب الانصار الذي جمع 47 نقطة مقابل 44 للنجمة.
لكن المواجهة الثالثة التي كان بإمكانها ان تتوّج احدهما بطلاً، فقد خرج منها الطرفان بخيبة أمل، إذ إن مباراتهما في ختام موسم 2007-2008 (حزيران 2008) انتهت مرة جديدة بالتعادل (1-1)، لكن فوز العهد على التضامن صور (2-1) في الوقت عينه، منح العهداويين اللقب بـ 49 نقطة بعد تقدّمهم على الانصاريين والنجماويين على التوالي بفارق نقطةٍ واحدة فقط.

الأنصار بثوب البطل
منذ بداية الموسم والكل يصبغ الانصار بثوب البطل. هذا الامر كان منطقياً بالنظر الى حشد الفريق الأخضر مجموعة من النجوم المحليين المطالَبين بطبيعة الحال بالفوز بالدوري ولا شيء سواه. كل هذا ترك ضغطاً على الانصار تسبّب بلا شك في تذبذب أدائه بين مباراةٍ وأخرى. لكن رغم كل شيء، ارتقى الانصاريون الى مستوى التحدي وتصدّروا ترتيب البطولة قبل لقاء القمة الاخيرة.
صحيحٌ ان بعض المشاكل الفنية الفردية والجماعية ظهرت على الانصار في فتراتٍ مختلفة، لكن في حال فاز الفريق باللقب، فإنه سيكون لقباً مستحقاً ونتاج عملٍ دؤوب ومتواصل للتطوير وتأمين كل ما يلزم لتحقيق الهدف الذي وضعته الادارة الانصارية أمامها منذ أكثر من موسم، فكان استقدام المدرب الالماني روبرت جاسبرت في المراحل الاخيرة خير دليل على هذه المقولة.
للمرة الرابعة يلتقي الأنصار والنجمة في مواجهة ختامية حاسمة على لقب بطل الدوري اللبناني


والأكيد أن الامور لا تتوقف عند جاسبرت وحده، والذي بلا شك يمثّل إضافةً إيجابية كبيرة، إذ إن الانصار يملك كل الامكانات للخروج أقلّه بالتعادل، وبالتالي حسم الامور لمصلحته، ولو أنه سقط ذهاباً (1 – 2) أمام غريمه التقليدي.
قوة الأنصار التي يمكن ان تعطيه الافضلية تكمن في جانبين: الأول هو في الخبرة التي يتمتع بها معظم لاعبيه الاساسيين الذين مرّوا في ظرفٍ ضاغطٍ مماثل. وهذه المسألة لا شك في أنه يتفوّق فيها على النجمة الذي يملك عدداً أكبر من اللاعبين الشبان الذين لم يختبروا هذه التجربة سابقاً، وبالتالي فإن معرفة نجوم الانصار كيفية التعامل مع اللقاء ستكون مفصلية.
أما الجانب الثاني فهو في الامكانات الفردية لهؤلاء النجوم الذين بإمكانهم صناعة الفارق في أي لحظة وفي مواجهة أي ظرفٍ كان. وهذه النقطة يترجمها بقوة نجم الفريق حسن معتوق الذي ارتقى الى مستوى التحدي والمطلوب منه منذ قدومه الى الفريق الاخضر، فتصدّر لائحة ترتيب الهدافين بـ 14 هدفاً. معتوق هو بلا شك المفتاح الأهم في التشكيلة الانصارية في كل مرّة يسعى فيها الفريق الى تحقيق انتصار مهم، إذ إنه بلمحة فنية أو تسديدة متقنة يمكنه إنهاء الامور على ارض الملعب.
كما يبرز جانبٌ مهم وهو خيارات جاسبرت للمباراة لإيقاف المفاتيح النجماوية، وهي مسألة سيكون على الالماني التعامل معها بدقة وحذر، من خلال معرفته العميقة لما يمكن ان يقدّمه كل لاعب في مباراة "دربي" من هذا النوع، وهو الذي لم يكن قد حضر الى لبنان لتسلم الانصار قبل مباراة الذهاب.

النجمة بشخصية قوية
لكن مخطئ من يعتقد أن الأنصار يتفوّق على النجمة في كل شيء، أو أنه سيستفيد حصراً من تقدّمه عليه على لائحة الترتيب العام لينهي الامور لمصلحته. فهذا النجمة الذي استبعده كثيرون من دائرة المرشحين للمنافسة على اللقب، أثبت العكس، ووضع نفسه في موقفٍ قوي للخروج متوّجاً كبطل، وهو لقبٌ سيستحقه أيضاً لكونه الفريق الوحيد الذي لم يتلقَّ طعم الهزيمة في الدوري، لا بل إنه تمكّن من هزم منافسه المباشر في المواجهة الاولى بينهما.
قوة النجمة تكمن في التوازن الذي خلقه من خلال الخليط بين لاعبي الخبرة الذين يمكنهم ترجيح كفّة أي مباراة وبين مجموعة الشبان المتحمسين لتحقيق إنجازٍ بقميص الفريق الشعبي العريق. لكن الشق الاول تلقّى ضربة مؤلمة بتأكيد غياب المهاجم محمد غدار بسبب الاصابة التي تعرّض لها في اللقاء امام الإخاء الاهلي عاليه الاحد الماضي. خسارة غدار ليست كخسارة اي لاعب آخر في مباراةٍ من هذا النوع، لا لأنه فقط صاحب قدرات تهديفية مميزة، بل لأن المدير الفني موسى حجيج كان بحاجةٍ الى خبرته ومعرفته في كيفية وضع الضغوط على الدفاع النجماوي، وايضاً لإدراكه كيفية توجيه اللاعبين الشبان المحيطين به للخروج بالنتيجة الافضل.


كل هذا يمكن تعويضه الى حدٍّ كبير من خلال شخصية فريق النجمة الممزوجة بالمواهب والاصرار، وهي توليفة جعلت من الفريق "النبيذي" صاحب قدرة على مواجهة اي ظرف شائك على غرار تلك الظروف التي عاشها بسبب الاصابات التي غيّبت بعض لاعبيه او الايقافات التي أبعدتهم ايضاً. كما ان هذه الشخصية القوية جعلت من النجمة فريقاً لا يهاب أي منافس، حتى اولئك الذين عانت الفرق المنافسة الاخرى للتسجيل في مرماهم، فكان النجمة جاهزاً لتحقيق نتائج لافتة بفعل مقاربته الهجومية التي لا ترتكز على نجمٍ واحد على غرار الانصار اذا صحّ التعبير، بل الى مجموعةٍ من اللاعبين أصحاب القدرات التهديفية الجيّدة.
الأنصار أو النجمة؟ هو السؤال الذي يشغل الرأي العام الكروي ويشعل الشارع بين جمهوري الفريقين الغائبين هذه المرّة عن العرس الكبير، الذي ستكتمل فصوله بتتويج احد قطبي بيروت "عريساً" جميلاً لموسمٍ جميل في المنافسة، وفي تخطي كل تلك الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان على مختلف المستويات، ليكون الانتصار النهائي لكرة القدم اللبنانية قبل اي طرفٍ آخر.


المرحلة الختامية تنطلق اليوم


في الاسبوع الخامس والأخير للدورة السداسية للأندية الأُوَل لموسم 2021 ـ 2020، سيكون هناك ثلاث مواجهات. وتفتتح المرحلة اليوم الجمعة بلقاء شباب الساحل مع الصفاء الذي يُلعب على ملعب نادي العهد في منطقة الأوزاعي، (الساعة 16:00 بتوقيت بيروت)، فيما يلتقي في الوقت ذاته الإخاء الأهلي عاليه مع نادي العهد، على ملعب بحمدون. ويوم غد السبت ستكون الانظار موجهة الى مجمع الرئيس فؤاد شهاب في جونيه لمتابعة مباراة النجمة والأنصار (الساعة 15:40 بتوقيت بيروت).



اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا