أحرز سائق مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون المركز الاول في السباق الافتتاحي لبطولة العالم لفورمولا واحد في جائزة البحرين الكبرى، على حلبة صخير، متفوقاً بفارق بسيط على الهولندي ماكس فرستابن (ريد بول) لدى اجتيازهما خط النهاية، في سباق حُبست فيه الأنفاس حتى الرمق الاخير، وجاء فيه سائق مرسيدس الآخر، الفنلندي فالتيري بوتاس، ثالثا.والفوز هو السادس والتسعون للبريطاني في مسيرته، علماً بأنه توّج بطلاً للعالم سبع مرات، آخرها الموسم الماضي (رقم قياسي بالتساوي مع الالماني الاسطورة ميكايل شوماخر). كما أنها المرة الاولى التي يفوز فيها هاميلتون في السباق الافتتاحي منذ عام 2015.
وقال هاميلتون متوجّهاً الى فريقه "لقد قمتم بعمل رائع أيها الشباب. أنا ممتن جداً لكم. الجميع في المصنع بذل جهوداً شاقة. أعلم بأننا لم نملك السرعة المطلوبة، لكننا نجحنا في تنفيذ المهمة. إنه عمل المجموعة!".
وأضاف "يا له من سباق صعب. كنا ندرك أن التوقف المبكر سيكون صعباً علينا، لكن كان علينا أن نبقى على مقربة من ماكس بعد النتائج القوية التي حققها فريقه في نهاية الاسبوع".
وأوضح "عانينا في اللفات الاخيرة، وكان ماكس يضغط عليّ بقوة، لكنني نجحت في إبعاده. إنه من أصعب السباقات التي خضتها منذ فترة طويلة".
أما فيرستابن فقال "إنها حسرة ،لكن يجب أن ننظر الى الإيجابيات. نحن جاهزون لمواجهة مرسيدس، وأعتقد أن الامر رائع في مستهل الموسم".
وكانت نقطة التحول في السباق عندما نجح الهولندي في تجاوز البريطاني في اللفة الـ53، أي قبل ثلاث لفات من النهاية، لكن سيارته خرجت كلياً عن الحلبة لدى عملية التجاوز، وهو أمر مخالف للقوانين، فأعطى المراقبون الأمر لريد بول بالإيعاز الى فيرستابن بالتخلي عن المركز الاول، وإلا فسيواجه عقوبة، فانصاع الفريق النمسوي لذلك. وحاول فيرستابن تجاوز منافسه في اللفات الثلاث الاخيرة، لكنه لم يفلح في ذلك.
وبدأت الدراما في لفة التحمية عندما تعطلت سيارة سائق ريد بول المكسيكي سيرخيو بيريس في أول سباق رسمي له مع فريقه الجديد، فأعيدت اللفة في حين دخل بيريس المنطلق من المركز الحادي عشر اصلاً الى المرأب، وانتظر انطلاق السباق ليلتحق بذيل الترتيب.
وأقيم السباق بحضور بعض المتفرجين الذين سمح لهم بمتابعته، إما لخضوعهم للقاح أو لشفائهم من جائحة كوفيد-19، وانطلق فيرستابن من المركز الاول وصمد لدى محاولة هاميلتون اجتيازه عند المنعطف الاول، في حين خسر بوتاس مركزه الثالث لصالح سائق فيراري شارلر لوكلير من موناكو.
وشهدت اللفة الاولى حادث ارتطام السائق الروسي نيكيتا مازيبين الذي كان يخوض باكورة سباقاته في فورمولا واحد، في الحائط، فدخلت سيارة الأمان.
ونجح بوتاس في استعادة المركز الثالث من لوكلير بعد أن تخطاه ببراعة عند أحد المنعطفات في اللفة السادسة، قبل أن يخسر سائق الامارة المركز الرابع بعد ثلاث لفات لصالح البريطاني لاندو نوريس (ماكلارين-مرسيدس).
ودخل هاميلتون لتغيير إطارات سيارته في اللفة الخامسة عشرة، في حين انتظر فيرستابن اللفة الثامنة عشرة ليخرج وراء البريطاني.
وبدأ فيرستابن يقضم الفارق بينه وبين هاميلتون بين اللفتين الـ25 والـ29 حتى بلغ أقل من ثانيتين، فاضطر الاخير الى الدخول مرة جديدة الى المرأب لتغيير إطارات سيارته، لينتزع منه الهولندي الصدارة.
بيد أن فيرستابن سرعان ما تخلى عن المركز الاول مجدداً لهاميلتون بعد دخوله المرأب في اللفة الأربعين، ليدخل الحلبة متخلفاً بفارق 9 ثوان قبل 16 لفة من نهاية السباق، وسرعان ما راح يقلص الفارق تدريجياً الى أن تجاوزه في اللفة الـ53، لكنه أخرج سيارته بالكامل عن الحلبة، ليضطر بعدها مجبراً الى التخفيف من سرعته بتعليمات من فريقه، ليهدي الفوز الى هاميلتون.
يذكر أنه لو لم يفعل الهولندي ذلك لكان عوقب في نهاية السباق من قبل المراقبين.
وشهد السباق عودة الاسباني فرناندو ألونسو، بطل العالم مرتين، بعد غياب دام عامين، مدافعاً عن ألوان فريق ألبين رينو للمرة الثالثة في مسيرته بعد فترة 2003-2006 و2008-2009، بيد أن الاسباني لم يكمل السباق، واضطر الى الانسحاب في اللفة الثالثة والثلاثين لعطل في المكابح.
يذكر أن ألونسو (39 عاماً) هو ثاني أكبر السائقين سناً في البطولة هذا الموسم، بعد سائق ألفا روميو الفنلندي كيمي رايكونن (41 عاما).
كما شارك ميك شوخامر، نجل ميكايل، في أول سباق رسمي له في مسيرته، في صفوف فريق هاس، وأنهاه في المركز السادس عشر.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا