يعيش مانشستر سيتي الإنكليزي موسماً رائعاً. نتائج لافتة وأداء متوازن قد يعودان على الفريق بأكثر من لقب هذا العام.يتصدّر السيتي بطولة الدوري الإنكليزي الممتاز بفارق 14 نقطة عن أقرب الملاحقين، وذلك بعد أن لعب 30 مباراة، كما تمكّن على الصعيد الأوروبي من تجاوز بوروسيا مونشنغلادباخ ليبلغ دور ربع النهائي من دوري الأبطال.
في نهاية الأسبوع، سيسافر الفريق إلى إيفرتون لخوض استحقاق ربع نهائي كأس الاتحاد الإنكليزي، فيما ينتظره نهائي كأس الرابطة مع توتنهام في أبريل/نيسان. صراع الفريق على مختلف الجبهات يعكسُ مدى تطوره مقارنةً بالموسم الماضي، كما ينبئ بعامٍ استثنائي بالنسبة إلى رجال المدرب الإسباني بيب غوارديولا.
عانى السيتي الأمرّين في الموسم الماضي، حيث خرج باكراً من دوري الأبطال كما احتلّ وصافة الدوري المحلي بفارق 18 نقطة عن المتصدّر ليفربول. برزت حينها العديد من المشاكل الفنية خاصةً على صعيد الدفاع كما زادت جائحة كورونا الأمور سوءاً.
الضعف الدفاعي كان بارزاً حينها كما جرت العادة بالنسبة إلى فرق غوارديولا التي لطالما تميّزت بالنجاعة الهجومية وأسلوب اللعب اللافت. تغيرت الأمور هذا الموسم وهو ما جعل السيتي يظهر بهذه الصورة، حيث أصبح خط دفاع الفريق يشكل نقطة القوة الأساسية والعامل الذي يصنع الفارق، مع المحافظة على الفاعلية الهجومية.
سبق وأن أنفق السيتي أكثر من 300 مليون جنيه إسترليني على المدافعين في عهد غوارديولا ليستقدم أمثال كايل ووكر وبنجامين ميندي وجواو كانسيلو وإيمريك لابورت وجون ستونز… من دون جدوى. الهشاشة ظلت موجودة في الخط الخلفي إلى أن جاء قلب الدفاع روبن دياس من بنفيكا البرتغالي مقابل 62 مليون جنيه إسترليني، والذي مثّل الحلقة المفقودة في دفاع الفريق.
ساهم اللاعب البرتغالي الدولي بتغيير شكل المنظومة، وهو أحد اللاعبين القلائل الذي يرفض غوارديولا إراحته على الدكة نظراً إلى أهميته، وقد بدأ أغلب مباريات الدوري الممتاز هذا الموسم.
وجود دياس أظهر أفضل ما في زميله في الخط الخلفي جون ستونز، وذلك بعد بضعة مواسم سيئة للدولي الإنكليزي الشاب رفقة الفريق.
بعيداً عن ثنائية الدفاع المميزة التي استقبلت 21 هدفاً فقط في الدوري هذا الموسم، يعود الفضل في تألق الخط الخلفي إلى غوارديولا الذي تفوّق على نفسه وأصبح أكثر عقلانية.
المدرب الإسباني أصبح يقرأ الخصوم بشكلٍ أفضل وهو لا يمانع حالياً من تسجيل هدف والعودة للدفاع بهدف الحفاظ على التقدم بالنتيجة، ما يجعل لاعبيه يوفرون المجهودات ويستمرون في العطاء في الدفاع واللقاءات التالية.
وبمعزل عن التحسّن في الشق الدفاعي، يُحسب للمدير الفني استفادته من جميع اللاعبين رغم الغيابات البارزة على مدار الموسم، حيث غاب سيرجيو أغويرو، كيفن دي بروين وغابريال خيسوس عن أغلب المباريات من دون أثرٍ يُذكر. مقابل ذلك، تألّق اللاعبون المتوفرون على رأسهم متوسط الميدان الألماني إلكاي غوندوان إضافةً إلى الظهير الأيمن جواو كانسيلو.
ساهم اللاعب البرتغالي الدولي روبن دياس بتغيير شكل المنظومة


لا شكّ في أنّ «انتكاسة» الفرق الإنكليزية - لأسبابٍ مختلفة - هذا الموسم ساهمت في تعزيز ظهور السيتي اللافت وانفراده في الصدارة المحلية، غير أن الفضل الأساسي يعود لغوارديولا ولاعبيه. الألقاب المحلية في المتناول، يبقى الرهان معلّقاً على دوري أبطال أوروبا.
لا يخفى على أحد بأن السبب الرئيسي وراء استقدام غوارديولا إلى السيتي يعود إلى تحقيق بطولة دوري أبطال أوروبا، ورغم الأموال الطائلة التي صرفتها إدارة النادي، فشل غوارديولا في تحقيق ذلك حتى الآن.
قبل موسمين، وعندما فاز مانشستر سيتي بأول ثلاثية محلية من الألقاب في إنكلترا، وصف غوارديولا إمكانية الفوز بالرباعية بعبارة، «شبه مستحيل». ومع ذلك، فإنّ المسار المُتّبع هذا الموسم يشير إلى أنّ السيتي في طريقه ربما لإثبات خطأ تنبؤات مدربه الإسباني.
في ظل سلسلة انتصاراته هذا الموسم وسجله الدفاعي اللافت، إضافةً إلى خروج أندية منافسة مثل يوفنتوس الإيطالي وبرشلونة الإنكليزي، قد يتسنّى لمانشستر سيتي أخيراً الفوز بدوري أبطال أوروبا. الفريق ناضج على مختلف المستويات مع فيلسوفه الإسباني غوارديولا وسوف يحاول إنهاء الأمور باكراً على الصعيد المحلي للتفرّغ إلى البطولة الأوروبية المنتظرة.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا