انتخابات اللجنة الأولمبية اللبنانية اليوم. قد يظنّ البعض أنه يوم ينتظره كثيرون، لكن واقع الحال قد يقول عكس ذلك. هو يوم تمنى كثيرون أن لا يصل. لماذا؟ لأنه سيشهد حدثاً يحصل للمرة الأولى في العهد الحديث بأن تحصل الانتخابات دون توافق ودون تزكية. اليوم عند الساعة الثالثة عصراً، يجتمع ممثلو 28 اتحاداً لانتخاب 14 عضواً من أصل 21 مرشحاً أقفل عليهم باب الترشيح. قد يكون البعض بانتظار النتائج، لكن العارفين ببواطن الأمور ينتظرون ما سيحصل بعد صدور النتائج. فالانتخابات بين فريقين. الأول يقوده رئيس اتحاد المبارزة جهاد سلامة مع عدد من الاتحادات. والثاني بتحالف مضاد يسعى لكسر القاعدة عبر دعم أربعة مرشحين مسيحيين هم رئيس اتحاد الرماية والصيد بيار جلخ (والمرشح لترؤس اللجنة الأولمبية في حال فاز فريقه في الانتخابات)، أسعد النخل (الكرة الطائرة)، ربيع سالم (اليخوت)، جاك تامر (القوس والنشاب)، إلى جانب رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم هاشم حيدر، مازن رمضان (كانوي كاياك)، خضر مقلد (رفع الأثقال)، محمود حطاب (ملاكمة)، العميد المتقاعد حسان رستم (التجذيف)، سامي قبلاوي (مواي تاي) أو خالد بديع (شطرنج)، وليد دمياطي (الجمباز). هولاء سيواجهون لائحة سلامة المؤلفة بالإضافة إليه من جاسم قانصوه (بادمنتون)، مهند دبوسي (فروسية)، طوني نصار (سباحة)، أوليفر فيصل (تنس)، حبيب ظريفة (تايكواندو)، رافي ممجوغوليان (كرة طاولة)، رولان سعادة (ألعاب القوى)، ريمون سكر (تزلج على الثلج).
الصورة من بعيد تشير إلى أن الاتحادات الـ28 التي يحق لها التصويت منقسمة إلى نصفين. كل فريق لديه 14 صوتاً، ما يعني أن أعمار المرشحين قد تحسم الأمور في حال التعادل حيث يفوز الأكبر سناً.
لكن من جانب فريق سلامة يرفض هؤلاء قبول مبدأ المناصفة في الأصوات. أمين عام أحد الاتحادات الفردية الصيفية والمقرب من سلامة أكّد لـ«الأخبار» في 29 كانون الثاني أن فريقه يملك 16 صوتاً. اليوم ما زال مصرّاً على ذلك. لكن من هو الاتحاد الذي كان محسوباً على فريق جلخ وحلفائه ومن ثم انتقل إلى مركز وسط بالشكل، لكنه إلى جانب سلامة في المضمون. هو اتحاد الركبي يونيون برئاسة سمير دبوق الذي حتى ليل أمس قرر توزيع الأصوات بين الطرفين وفقاً لرغبة أطراف تعتبر نفسها معنية باتحاد الركبي يونيون.
هذا إذا حصل قد يغلّب كفة فريق سلامة على الفريق الآخر. لكن هذا الفريق الآخر مدعوم من أطراف أحدها مشهورٌ بالمفاجآت (الأرانب) في أمكنة أخرى، فهل ينتقل هذا المشهد إلى الرياضة؟
ساعات قليلة تفصل الجميع عن أجوبة عديدة. لكن الثابت في انتخابات اليوم، أن الخاسر فيها خاسر، والفائز أيضاً خاسر. ولا شك أن ما قبل 25 شباط 2021، ليس كما بعده. فنتائج الانتخابات بغض النظر عن هوية الفائز، ستخلق شرخاً كبيراً سينعكس على الرياضة بشكل عام من جهة، وعلى حلفاء لطالما كانوا سوياً في جميع الأمكنة الرياضية وغير الرياضية. قد يعتبر طرف أنه لم يكن يتوقع أن تأتي الضربة من أقرب الناس، وفي المقابل يرى الحليف الاستراتيجي أن الفرصة مؤاتية لوضع قدم في مكان لم يكن له موطئ قدم فيه في السابق.
الانتخابات اليوم وغداً يوم آخر مختلف جداً.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا