رضخ رئيس اللجنة التنظيمية لأولمبياد طوكيو 2020 يوشيرو موري أمام الضغوط المتزايدة واستقال أمس الجمعة على خلفية تصريحات مسيئة للنساء، تاركاً فراغاً في منصب حساس بعد معارضة خليفته المفضل. وكان الجدل المُثار حيال تعليقات موري بمثابة أزمة إضافية غير مرغوب فيها للمنظمين الذين يكافحون لكسب ثقة جمهور متشكّك حيال إقامة الألعاب قبل ستة أشهر من موعد افتتاحها. وبعد اجتماع استمرّ ساعتين، قال منظمو أولمبياد طوكيو 2020 إنهم سيشكلون لجنة تضم مزيجاً من الجنسَين مناصفة لاختيار خليفة موري.
اعتبر موري (83 عاماً) الأسبوع الماضي أن النساء يتحدثن كثيراً خلال الاجتماعات(أ ف ب )

وسيترأس اللجنة الرئيس التنفيذي لشركة كانون فوجيو ميتاراي (85 عاماً)، وهو تعيين قد لا يرضي المنتقدين الذين يقولون إن المناصب الرئيسة تذهب باستمرار إلى شبكة من الكهول.
واعتبر موري (83 عاماً) الأسبوع الماضي أن النساء يتحدثن كثيراً خلال الاجتماعات، ما أثار غضب المسؤولين ونجوم الرياضة ورعاة الأولمبياد.
وأعلن أمس الجمعة أنه سيتنحّى عن منصبه بمفعول فوري. وقال في اجتماع لمجلس طوكيو 2020 والمجلس التنفيذي عُقد لمناقشة تصريحاته «تسببت تصريحاتي غير اللائقة بفوضى عارمة (...) أود أن أعبر عن خالص اعتذاري».
وأضاف أن «الأهم أن تُقام الألعاب الأولمبية بدءاً من تموز/ يوليو. لا يجب أن تصبح القضية أن يكون وجودي هو العائق لفعل ذلك».
وتحوم شكوك حيال هوية الشخص الذي سيخلف موري في منصبه الرفيع، علماً أن الأخير كان اختار شخصية رياضية سابقة وإدارية معروفة لخلافته هو سابورو كوابوتشي (84 عاماً).
وبدا أن عملية تبادل السلطة باتت محسومة، حيث أجرى كوابوتشي لاعب كرة القدم السابق مقابلات عدة مع وسائل إعلام محلية تحدث خلالها عن الخطط التي يريد بداية تنفيذها في عمله الجديد.
لكن سرعان ما تصاعدت الأصوات المعارضة لهذا الاختيار، مندّدة بهيمنة موري على ما يحصل وإمساكه بزمام الأمور رغم استقالته.
لكن وسائل إعلام محلية ذكرت في وقت باكر الجمعة أن الحكومة اليابانية مارست ضغوطات على طوكيو 2020 من أجل الانتهاء من قضية التعيين، فيما أشارت مصادر مقربة من كوابوتشي أنه قرّر رفض تولّي هذا المنصب.
وقال الرئيس التنفيذي لطوكيو 2020 توشيرو موتو إنه يجب اختيار الرئيس الجديد «في أقرب وقت ممكن»، من دون تحديد موعد نهائي.
وأشار إلى أن خليفة موري يجب أن يمتلك بعض الخبرة في الألعاب، لكن الجنس لن يكون محسوماً.
وأوضح «لا أعتقد أننا بحاجة لمناقشة جنس الشخص. سنختار الشخص الأكثر أهلية، أليس هذا ما يجب أن نسعى إليه؟».
ولفت موتو إلى أن المنظّمين قرروا أيضاً تشكيل فريق لتعزيز المساواة بين الجنسين، وسيسعون لزيادة التمثيل النسائي بين موظفيه وكبار المديرين التنفيذيين، رافضاً في الوقت نفسه تحديد جدول زمني لذلك، قائلاً إنه يأمل رؤية تقدم بحلول اجتماع مجلس الإدارة في 22 آذار/ مارس المقبل.
وتأتي استقالة موري بعد أسبوع من إثارته لحفيظة كثيرين ودفع بمئات المتطوعين إلى الانسحاب، بعدما قال إن النساء يتحدثن كثيراً في الاجتماعات «وهو أمر مزعج».
وقد اعتذر عمّا بدر عنه بداية، قبل أن يقول لاحقاً لصحافيين «لا أتحدث كثيراً مع النساء».
انسحب مئات من المتطوعين الأولمبيين في أعقاب تعليقاته، وجمعوا عريضة بنحو 150 ألف توقيع تدعو إلى اتخاذ إجراءات ضده.
وقال موري إنه لا «ينظر باستخفاف إلى النساء»، وقد دعم سبع نساء في مجلس إدارة طوكيو 2020 المكون من 35 عضواً.
وأضاف «لقد تردّدن في رفع أيديهن للتحدث. حتى أنني ناديت بأسمائهن لتشجيعهن».
ومع تنحّيه، أشاد مسؤولون بموري، منهم حاكمة طوكيو يوريكو كويكي واللجنة الأولمبية الدولية.
وقال رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ في بيان إن موري ساعد في جعل طوكيو «المدينة الأولمبية الأفضل استعداداً على الإطلاق».
وشكر رئيس اللجنة البارالمبية الدولية أندرو بارسونز موري، مضيفاً أنه يأمل أن «يتم تسخير رد الفعل على تعليقاته بحيث يركز المجتمع بشكل أكبر على التنوع والشمول».
ويبدو الآن باب خلافة موري مفتوحاً على مصراعيه، إذ تشير التقارير إلى أن الوزيرة الأولمبية سيكو هاشيموتو، وهي رياضية أولمبية سابقة وواحدة من سيدتين فقط في مجلس الوزراء الياباني، مرشحة رئيسية.
ويسعى المنظمون والمسؤولون الأولمبيون والحكومة اليابانية لبناء الثقة في إمكانية إقامة الألعاب بأمان على الرغم من ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا حول العالم.
ولا يزال الدعم الشعبي في اليابان منخفضاً جداً، إذ أظهرت آخر الاستطلاعات أن قرابة 80 في المئة من اليابانيين يؤيّدون إلغاء الحدث الرياضي العريق المقرّر انطلاقه في 23 تموز/ يوليو أو تأجيله.