مبالغ طائلة دفعتها أندية كرة القدم الأوروبية خلال العامين الماضيين من أجل التعاقد مع حراس مرمى، إلا أن النتائج لم تكن على قدر التوقعات في معظم الأحيان. لا حراس استثنائيين اليوم في عالم كرة القدم، وارتفاع الأسعار هو بسبب التنافس على الحارس الأفضل بين مجموعة من الحراس "العاديين جداً".لا يختلف اثنان على جودة الحارس البرازيلي أليسون بيكر، الذي يحرس عرين نادي ليفربول الإنكليزي. بيكر كان ضرورة "للريدز" من أجل تحقيق البطولات، وخاصة دوري أبطال أوروبا والدوري الإنكليزي، إلا أنه لم يعد مقبولاً تجاهل الأخطاء التي يرتكبها بيكر، والتي من دون أدنى شك تؤكد أن المبلغ الهائل الذي دفع به (65 مليون جنيه استرليني) ليأتي من روما الى ليفربول هو غير واقعي. منذ وصوله، ارتكب أليسون الكثير من الأخطاء. هو جاء لاستبدال الحارس "الكارثي" لوريس كاريوس الذي كلّف ليفربول خسارة دوري أبطال أوروبا، إلا أن روما حينها استغل الظرف وحاجة ليفربول إلى حارس مرمى ورفع السعر بشكل كبير.
أليسون ارتكب الكثير من الأخطاء منذ وصوله، وهذه الأخطاء مستمرة، وخاصة مع غياب المدافع القوي الذي يقف أمامه وهو فيرجيل فان دايك بسبب الإصابة. أليسون حارس جيد، وهو حقق الهدف المطلوب بعدما أحرز ليفربول بطولة قارية وأخرى محلية طال انتظارها، لكنه ليس استثنائياً لكي يُدفع به هذا المبلغ الهائل، كما أنه استفاد كثيراً من وجود صخرة دفاعية أمامه.
حارس آخر هو الأعلى سعراً في العالم، إلا أنه بكل تأكيد لا يستحق الأموال التي دُفعت به، وهو كيبا أرازابالاكا. الأخير انتقل من أتلتيك بيلباو الإسباني الى تشلسي الإنكليزي مقابل 71 مليون جنيه استرليني، إلا أنه لم يقدم المستوى المطلوب، وهو ارتكب الكثير من الأخطاء الفنية والسلوكية داخل النادي اللندني، ليستبدل بحارس رين الفرنسي السابق ميندي الذي حرس مكاناً أساسياً وجعل كيبا حبيس الدكة. مبلغ كبير دفعه تشلسي بحارس غير ناضج أولاً، وهو فنياً أقل بكثير من غيره، سواء في إنكلترا أو إسبانيا. المبلغ الهائل الذي أنفقه النادي اللندني على كيبا، كان يمكن أن يشتري به لاعبَين جيّدَين يساعدان الفريق على تحقيق نتائج أفضل محلياً وقارياً.
حرّاس آخرون اليوم تعتبر قيمتهم السوقية عالية جداً بالنظر الى المردود غير المقنع الذي يقدمونه. أحد هؤلاء هو حارس نادي مانشستر يونايتد ديفيد دي خيا، الذي يرتكب الكثير من الأخطاء مع اللاعبين أصحاب الأجور المرتفعة في الفريق خاصة وإنكلترا عامةً. حارس آخر انتقل مقابل مبلغ ضخم، هو جوردان بيكفورد، الذي وصل في عام 2017 من ساندرلاند الى إيفرتون مقابل 25 مليون جنيه استرليني، وهو رقم مبالغ فيه في ذلك الوقت بالنظر الى حارس بإمكانات عادية مثل بيكفورد، رغم أنه يحرس مرمى المنتخب الإنكليزي نتيجة غياب الحراس المميزين.
علامات استفهام كثيرة تطرح على أسعار الحراس الكبيرة، واللافت أن هناك حارسين اثنين في العالم اليوم يستحقان أن تدفع بهما مبالغ كبيرة، هما حارس بايرن ميونيخ مانويل نويل، وحارس ميلان الإيطالي دوناروما. الأخير مظلوم إعلامياً في الدوري الإيطالي، رغم أنه هو من يحمل فريقه هذا الموسم، وهو من ساعده للوقوف في صدارة الترتيب.
أسعار الحراس ارتفعت خلال الفترة الماضية بسبب عدم وجود حراس استثنائيين، وبالتالي الأندية المتوسطة استغلت حاجة الأندية الكبيرة إلى الحراس الأفضل بين العاديين، ورفعت الأسعار، إلا أن هذا الأمر ليس متوقعاً أن يستمر لفترة طويلة، وخاصة في ظل الأزمة المالية الحالية التي تعصف بعالم كرة القدم.