لطالما كانت أندية مدينة ميلانو مرشّحة فوق العادة للظفر بلقب الدوري الإيطالي لكرة القدم، غير أن ذلك تغير في السنوات القليلة الماضية بعد تراجع كل من «إي سي ميلان» وإنتر ميلانو. تغييرات فنية جذرية وأخرى إدارية اتُّخذت على مستوى فريقَي المدينة الجميلة، وصاحبَي الملعب المشترك، مقابل ثبات كبير لفريق البيانكونيري، وهو ما ساهم في سيطرة اليوفي على اللقب. تنقلب الآية اليوم، حيث يعاني يوفنتوس مع المدرب الجديد اندريا بيرلو مقابل ثبات ناديَي ميلانو في مقدمة الترتيب. تحسن «إي سي ميلان» مع ستيفانو بيولي. المدرب الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الإقالة في الموسم الماضي، أعاد البسمة إلى وجوه مشجعي الروسونيري. ثبات فني كبير وحضور دائم للاعبين مميزين االفريق في صدارة الترتيب حتى الجولة الـ 13 بفارق نقطة عن إنتر ميلانو الوصيف.
يمتلك ميلان وإنتر العناصر المناسبة للفوز باللقب (أ ف ب )

آخر مرة فاز فيها الإنتر بلقب الدوري الإيطالي كانت في عام 2010، وحصل «إي سي ميلان» على اللقب في العام التالي. منذ ذلك الحين سيطر يوفنتوس، لكن الأمر قد يتغير هذا الموسم. منافسة شرسة بين الميلانيين لإنهاء العام على رأس ترتيب الكالشيو، يسعى من خلالها أبناء المدينة لحرمان يوفنتوس من اللقب العاشر على التوالي.
لم يُهزم ميلان في الدوري حتى الآن. تسعة انتصارات وأربعة تعادلات هي حصيلة أبناء بيولي. رقمٌ قد يتبدّد اليوم، عندما يواجه الفريق اختباراً صعباً أمام لاتسيو في سان سيرو (21:45 بتوقيت بيروت)، حيث فاز فريق سيموني إنزاغي بجدارة على نابولي في الجولة السابقة ليحتل المركز الثامن بفارق ثلاث نقاط فقط عن الرابع روما.
كان للنجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش الأثر الأكبر في قيادة الميلان إلى ما هو عليه الآن، غير أن غياب المهاجم القوي أثبت أن الفريق قادر على الثبات كمجموعة، ما يعكس العقلية والشخصية المناسبة للبطل المحتمل. انتصارات كبيرة حقّقها ميلان في بداية الموسم، وقد اعتاد الفريق على الخروج من المباريات الأخيرة بأقل الأضرار الممكنة. رغم الغيابات، يمتلك الروسونيري مفاتيح لعب كثيرة، يُعتبر أهمها المهاجم لياو الذي سجّل أمام ساسولو أسرع هدف في تاريخ الدوري الإيطالي بعد ست ثوانٍ فقط في الأسبوع الماضي.
يمتلك ميلان سجلاً كبيراً في السنوات الأخيرة على حساب لاتسيو. حيث لم يخسر الروسونيري في 29 من آخر 30 مباراة على أرضه ضد لاتسيو في دوري الدرجة الأولى. ومع ذلك، جاءت هزيمة الفريق الوحيدة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أمام النسور.
لم يهزم ميلان بيولي في الدوري المحلي حتى الآن


سيغيب زلاتان إبراهيموفيتش للمباراة السادسة على التوالي في الدوري بسبب إصابة في عضلات الساق، لكنّ بيولي يعاني أيضاً من أزمة في خط الوسط مع خروج إسماعيل بن ناصر وإيقاف فرانك كيسي، إضافةً إلى استمرار غياب ساندرو تونالي وأنتي ريبيتش. رغم ذلك يبقى الميلان مرشحاً للفوز في هذه المباراة، وبالتالي الحفاظ على الصدارة.
على الجهة الثانية من المدينة، يأمل الإنتر بتعثر عدوه الأزلي بهدف إنهاء العام في مركز الصدارة، حيث ينصب تركيز النيراتزوري على الدوري بعد خروجه من دوري أبطال أوروبا. ويلعب إنتر اليوم مع هيلاس فيرونا (الساعة 19:30 بتوقيت بيروت).
إنتر المحلي أفضل، هذا واضح. فقد حقّق الفريق الفوز في ست مباريات متتالية في الدوري رفعت حصيلة الانتصارات إلى 9، مقابل 3 تعادلات وخسارة وحيدة.
يمتلك الإنتر أقوى خط هجوم في الدوري الإيطالي بقيادة البلجيكي روميلو لوكاكو، حيث سجّل الفريق حتى الجولة الثالثة عشرة 32 هدفاً. تمكّن فريق كونتي أخيراً من استعادة مستويات التألق التي تمتع بها في الموسم الماضي، عندما كان النيراتزوري قاب قوسين أو أدنى من حصد ثنائية الدوري واليوروبا ليغ. انتهى موسم الإنتر خالي الوفاض حينها، وهو ما يحاول تجنّبه كونتي هذا الموسم، خاصةً بعد أن حصل على تدعيمات استثنائية على مدار الموسمين الماضيين. مع «تأرجح» مستوى يوفنتوس ـ بيرلو، وعدم امتلاك شباب ميلان الخبرة الكافية، سيحاول كونتي جاهداً التتويج بالسكوديتو.
الموسم لا يزال طويلاً. قطبا ميلان مرشحان فوق العادة للتتويج باللقب مع ملاحقة مباشرة من يوفنتوس، دون إغفال نابولي القوي هذا الموسم مع المدرب جينارو غاتوزو.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا