هي المحطّة الأولى للمدرب المخضرم سام ألاردايس في الدوري الإنكليزي الممتاز، منذ أن تولّى مهمّة تدريب إيفرتون لمدة 6 أشهر فقط، من نوفمبر/ تشرين الثاني 2017 حتى مايو/ أيار 2018. الأمر نفسه بالنسبة إلى المحطة التي سبقت «التوفيز»، حيث قضى مع كريستال بالاس بضعة أشهر فقط قبل فسخ العقد. يفيد البيان الصادر عن وست بروم أنّ المدرب الجديد سام ألاردايس وافق على تولّي تدريب الفريق بعقد لمدة 18 شهراً، غير أن مسار محطّاته القديمة قد يحول دون إكماله العقد.بدأ مسلسل الحقبات القصيرة مع العم سام عند تدريبه المنتخب الإنكليزي عام 2016، حيث أشرف على العارضة الفنية لمنتخب الأسود الثلاثة لمدة 67 يوماً فقط، قبل أن ينتهي به الأمر خارج المنتخب إثر تورّطه بقضية احتيال.
أشعلت صحيفة «دايلي تلغراف» الفتيل حينها، عندما أشارت إلى امتلاكها أشرطة مصوّرة لسام ألاردايس يلتقي بأشخاص يدّعون أنهم ممثلو شركة من الشرق الأقصى، ويبدو أن ألاردايس نصح بكيفية الالتفاف على القوانين. الأشخاص هم في الحقيقة صحافيون زعموا أنهم يملكون وكالة وهمية مختصّة بعقود اللاعبين، وقد أعلمهم ألاردايس أنه بالإمكان الالتفاف على القانون الذي يمنع أن تكون حقوق عقود اللاعبين مملوكة من طرف ثالث غير اللاعب والنادي، بحيث يُتاح اشتراك شركات استثمارية في الحقوق الاقتصادية للاعبين. وكان الاتحاد الإنكليزي قد منع ملكية طرف ثالث للاعبين في عام 2008، بعد اكتشاف أن اللاعبين الأرجنتينيين كارلوس تيفيز وخافيير ماسكيرانو كانا في ملكية شركتين مسجّلتين في الخارج بعد انضمامهما إلى نادي ويست هام.
قال ألاردايس خلال اللقاء حينها: «ليست هناك مشكلة» في تجاوز القوانين، وإنه «عرف وكلاء ممن قاموا بذلك طوال الوقت». وزعمت الصحيفة أن ثمة صفقة أُبرمت مع المدرب الإنكليزي، وافق خلالها ألاردايس على السفر إلى سنغافورة وهونغ كونغ كسفير لمؤسستهم الوهمية مقابل الحصول على مبلغ 400 ألف جنيه استرليني، كما انتقد في الفيديو المسرّب قرار الاتحاد الإنكليزي بإعادة بناء ملعب ويمبلي وسخر من سلفه المدرب روي هودسون.
ترك سام ألاردايس تدريب المنتخب الإنكليزي إثر تورّطه بقضية احتيال


تلقّي شخص في منصبه لمبلغٍ ماليّ يمثّل تضارباً في المصالح، حيث إنه حصل على دفعات مالية من شركة قد يتلقّى زبائنها من لاعبي كرة القدم معاملة تفضيلية، وهو ما أثار ضجة كبيرة في الوسط الرياضي الإنكليزي.
حقّق الاتحاد الإنكليزي في الواقعة حينها، وانتهى الأمر بترك ألاردايس منصبه بالتراضي بين الطرفين. أذاع الاتحاد بياناً رسمياً جاء فيه: «سلوك ألاردايس كما ورد في الصحف ليس جديراً بمدرب منتخب إنكلترا». مضيفاً: «لقد اعترف بارتكابه خطأ جسيماً في التقدير وقد اعتذر عن ذلك. وبالتالي، ونظراً إلى جسامة هذه التصرفات، اتّفق الاتحاد الإنكليزي وسام ألاردايس على فسخ عقد الأخير. أولوية الاتحاد هي المحافظة على مصلحة اللعبة والتحلّي بأعلى معايير السلوك والنزاهة».
خاض المنتخب الإنكليزي مباراة رسمية واحدة بإشراف ألاردايس، كانت ضدّ سلوفاكيا في تصفيات كأس العالم المؤهّلة إلى مونديال 2018 وانتهت بفوز الإنكليز (1-0)، قبل أن يخلفه المدرب غاريث ساوثغيت (مستمر حتى الآن).
رغم الفيديو المسرّب، استبعدت شرطة لندن سام ألاردايس من التحقيقات التي أُجريت في واقعة الرشوة حينها، وجاء في بيان شرطة العاصمة أنه لم يتم إلقاء القبض على أي شخص من المتورطين في الفيديو. وأوضح بيان الشرطة أن التسريبات «لا تشير إلى أن ألاردايس قد انتهك القانون»، على الرغم من أنه وافق على أنه كان «أحمق». وأكّد روبرت سوليفان، مدير الإستراتيجية في اتحاد كرة القدم، لاحقاً للجنة مجلس العموم للثقافة والإعلام والرياضة أن تعليقات ألاردايس كانت «بياناً واقعياً وصحيحاً حول قوانين اللعبة الإنكليزية وامتلاك طرف ثالث للملكية».
رغم ما حصل حينها، يبقى العم سام مدرّباً مخضرماً يعرف خبايا الكرة الإنكليزية جيداً. يحتل نادي ويست بروميتش ألبيون المركز ما قبل الأخير في الدوري بـ7 نقاط من 13 مباراة. سبق لألاردايس أن نجح في مهامّ إنقاذية لفرق مهدّدة بالهبوط، فهل ينجح في إبقاء ويست بروم في دوري الأضواء؟

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا