يعدّ ديربي مانشستر إحدى أكثر المباريات المرتقبة في الدوري الممتاز، وقد عرف اللقاء أهمية مضاعفة بعد تحسّن النادي الأزرق بفعل الأموال الإماراتية. مانشستر سيتي الذي سيطر قبل سنواتٍ قليلة على أغلب الألقاب المحلية المتاحة، عرف هذا الموسم أحد أسوأ انطلاقاته على الإطلاق. رغم ذلك، استعاد "السيتيزينز" نسق الانتصارات وعاد إلى سباق مقاعد المقدمة.ظهر جلياً معاناة رجال المدرب الاسباني بيب غوارديولا على الصعيد التهديفي في بداية الموسم. يعود ذلك ربما للنقلة النوعية التي شهدها الفريق، والتي حالت دون التأقلم في الوقت المناسب. على مدار المواسم القليلة الماضية، كان يمتلك السيتي سيرجيو أغويرو وليروا ساني ورحيم سترلينغ في خط المقدمة. اليوم، يقود كل من فيران توريس ورياض محرز وغابرييل خيسوس هجوم الفريق، من دون إغفال تغيير بعض العناصر في خط الوسط أيضاً.
تعود آخر هزيمة للسيتي في الدوري إلى الجولة الثامنة، عندما سقط رجال غوارديولا أمام توتنهام بثنائية نظيفة. كانت تلك المباراة الأولى التي يفشل فيها مانشستر سيتي في التسجيل في الدوري الممتاز هذا الموسم، وقد شكّلت خاتمةً للمباريات السلبية، أقله حتى اللحظة. فقبل ذلك اللقاء، لعب السيتي خمس مباريات في الدوري، سجّل خلالها لاعبو الفريق خمسة أهداف فقط، واحد في كل منها. بعد خسارة توتنهام، استعاد السيتي نسقه الهجومي وسجل 7 أهداف في مباراتين في الدوري، وهو عدد الأهداف نفسه التي سجّلها رجال غوارديولا في مبارياتهم السبع السابقة مجتمعةً.
ظهر جلياً أيضاً بطء "الريتم" مع بداية الموسم، حيث عانى مانشستر سيتي من صعوبة استرجاع الكرة بعد فقدانها. في المواسم الماضية، كان السيتي يعتمد على فرناندينيو وديفيد سيلفا وكيفن دي بروين لبناء الهجمات وقطعها. اختلفت الأمور هذا الموسم مع تغير العناصر. السيتي لا يلعب بالقدر نفسه من الكثافة كما كان يفعل من قبل. انخفض الضغط قليلاً، ما سهّل المهمة على الخصوم. دخول لاعبين شباب جدد إلى المنظومة حال دون ظهور السيتي بالصورة المعتادة. مع تأقلم اللاعبين، ستتحسن المنظومة أكثر.
يحتل مانشستر سيتي المركز السابع في الدوري برصيد 18 نقطة من 10 مباريات، جاءت عبر 5 انتصارات و3 تعادلات وخسارتين. الفريق يبتعد عن المتصدر توتنهام بـ6 نقاط مع امتلاك السيتي لقاءً مؤجلاَ. مباراة توتنهام كانت بمثابة الصفعة التي أيقظت غوارديولا ورجاله، حيث فاز الفريق 4 مرات من 5 في مختلف المسابقات، وحافظ على نظافة شباكه في المباريات الخمس. مواجهة اليوم ستشكّل خير اختبار لغوارديولا ورجاله، عندما يحل ضيفاً على منافسه في المدينة.
على الجهة المقابلة، يدخل مانشستر يونايتد اللقاء متقدماً على السيتي بنقطة واحدة في الدوري، غير أن الأمور لم تكن جيدة أيضاً بالنسبة إلى رجال النرويجي أولي غونار سولشاير.
خسر الفريق أمام لايبزك في منتصف الأسبوع، ليخرج من دوري الأبطال إلى الدوري الأوروبي. عاد الفريق بهدفين في تلك المباراة بعد تأخره بثلاثة في الأراضي الألمانية، وكان يونايتد قاب قوسين أو أدنى من بلوغ دور الـ16، غير أن ذلك لم يحدث. العودة في نتائج المباريات هي سمة من سمات مشوار "الشياطين الحمر" في الدوري حتى الآن، حيث عاد الفريق بالنتيجة في أغلب المباريات التي حقق خلالها الانتصار في نهاية المطاف.
فاز سولشاير بثلاثة من لقاءاته الخمسة السابقة أمام غوارديولا، وهو أفضل معدل فوز لأي مدرب واجه غوارديولا أربع مرات أو أكثر.
ظهر جلياً معاناة رجال غوارديولا على الصعيد التهديفي في بداية الموسم


بعد الخروج من دوري الأبطال، سيتحتّم على سولشاير الفوز في مباراة اليوم لامتصاص غضب الجماهير. انتصارٌ أمام مانشستر سيتي سيرفع الفريق مؤقتاً إلى مسافة نقطتين من المتصدر توتنهام. تكمن المشكلة في سوء مستوى الفريق على أرضه، حيث سجّل رجال سولشاير ثلاث مرات فقط في أولد ترافورد هذا الموسم، وهو ما لا يبشّر بالخير عندما يستقبل مانشستر يونايتد فريقاً بخمس شباك نظيفة متتالية.
من المتوقع أن يغيب الثنائي المصاب أنتوني مارسيال وإدينسون كافاني بعد أن غابا عن صفوف الشياطين الحمر في منتصف الأسبوع. سيكون غياب مارسيال مؤثراً في هذه المباراة، رغم أدائه السيّئ هذا الموسم، حيث سجّل المهاجم الفرنسي في ثلاث من آخر أربع مباريات في الدوري ضد مانشستر سيتي.
وتكمن المعضلة أمام سولشاير في قراره إذا ما أراد البدء ببول بوغبا ضد السيتي، بعد أن شغل وكيله الوسط الرياضي في الأسبوع الماضي إثر تصريحه بأن بوغبا سيرحل عن النادي قريباً.
ومن جهة السيتي من المحتمل أن يعود كل من كيفين دي بروين، جون ستونز، رودري، روبن دياز وإيدرسون إلى التشكيلة الأساسية لمانشستر سيتي.
المباراة مفصلية للفريقين بحيث ستقرّب أحدهما أكثر من مقاعد المقدمة، وسوف تبعد بالتالي الضغط عن أحد المدربين.