صدمة كبيرة تخيّم على الكرة الإنكليزية بعد خروج منتخب الأسود الثلاثة من دوري الأمم بصورة «مذلة» في مجموعة تضمّ كلّاً من بلجيكا والدنمارك وأيسلاندا. مستوى ضعيف قدمته إنكلترا خلال المنافسات، جعلها تحتلّ المركز الثالث في المجموعة برصيد 7 نقاط.ضعف المستوى يعود أولاً إلى ضعف المدرب، إذ لا يُعتبر غاريث ساوثغيت من مدرّبي الصف الأول في أوروبا، وهو لا يمتلك الخبرات الكافية ليقود منتخب بحجم المنتخب الإنكليزي، مطالب بالذهاب بعيداً في جميع مشاركاته. صحيح أن المدرب الإنكليزي قاد المنتخب إلى نصف نهائي المونديال الأخير، إلّا أنّ الضعف والتشتت بديا واضحَين على المنتخب خلال مبارياته في دوري الأمم أخيراً. ويؤكّد العديد من المتابعين أن وصول الإنكليزي إلى المرحلة المتقدّمة في المونديال الأخير كان بسبب ضعف منتخبات أخرى كألمانيا والأرجنتين... وما يؤكّد ضعف المدرب هو صورة المنتخب أمام بلجيكا إذ بدا خط الوسط تائهاً، وخسر الفريق الكثير من الكرات في منتصف ملعبه.
الأمر الغريب الآخر هو أن المنتخب الإنكليزي لا يمتلك حارس مرمى من العيار الثقيل، وبيكفور حارس إيفرتون لا يُعتبر من طينة المدرّبين القادرين على صناعة الفارق وحمل المنتخب في الاستحقاقات الخارجية.
الخروج من دوري الأمم أعاد النغمة السابقة، والتي تتحدث عن عدم وجود لاعبين إنكليز مميّزين، ويستشهد البعض بالقول إنه لا يوجد لاعبون إنكليز قادرين على اللعب خارج الدوري الإنكليزي الممتاز، في أندية مثل ريال مدريد أو برشلونة وبايرن ميونيخ باستثناء ربما هاري كاين. ومن الأمور المهمّة أيضاً والتي يجب الإشارة إليها هو أن اللاعب الإنكليزي يفضل اللعب في بلاده حيث يكسب أموالاً أكثر من الذهاب إلى الخارج، حتى لو لعب مع أندية منتصف الترتيب في بلاده، على اعتبار أن عائدات النقل التلفزيوني والشركات الراعية في إنكلترا تعود بالمليارات على الأندية واللاعبين.
ضعف المستوى الإنكليزي يعود أولاً إلى ضعف المدرب غاريث ساوثغيت


أمر آخر مهمّ وهو تفاوت مستوى الأندية عن المنتخب. فصحيح أن ليفربول وتشلسي وصلا إلى النهائيات الأوروبية خلال الأعوام الماضية «يوروباليغ وتشامبيونز ليغ» ورفعا ألقابها، إلّا أن هذه الأندية، وبالأخص أندية الصف الأول في انكلترا كليفربول ومانشستر سيتي تعتمد على اللاعبين الأجانب وليس اللاعبين الإنكليز، وذلك نظراً إلى قدراتها المالية الهائلة. تشكيلة ليفربول مثلاً تعتمد على الثلاثي صلاح ـ مانيه فيرمينو إضافة الى فان دايك وهم ليسوا إنكليزاً، فيما يعتمد السيتي على دي بروين وأغويرو وخيسوس... وهم أيضاً ليسوا إنكليزاً. والأمر اللافت والغريب على حدّ سواء هو أن مدرب المنتخب الإنكليزي يعتمد على هندرسون وهو لا يمكن أن يقارَن بجيرارد أو لامبارد وبيكهام الذين قادوا منتخب الأسود خلال الفترات السابقة، كما أن رحيم ستيرلينغ ليس بالجناج الخارق القادر على صناعة الفارق.
اهتمامات الأندية الإنكليزية بتحقيق البطولة المحلية والبطولات الأوروبية، جعلها تركز على الانتدابات، مستغلّة قدراتها المالية الهائلة، وبالتالي ضعفت الأكاديميات بنسبة كبيرة، ما انعكس بدوره ضعفاً على تخريج لاعبين مميّزين للمنتخب الأول.
المرحلة صعبة والأقرب إلى المنطق أن يلجأ الاتّحاد الإنكليزي لتغيير المدرب الحالي ساوثغايت، والعمل مع مدرب خبير للبناء من جديد قبل استحقاق اليورو المقرّر في الصيف المقبل.



«جحيم» في ليفربول
يعيش مدرب نادي ليفربول يورغن كلوب فترة صعبة للغاية بسبب غياب عدد من اللاعبين عن الفريق بداعي الإصابة وفيروس كورونا. وبعد إصابة المدافع الهولندي فيرجيل فان دايك بقطع في الرباط الصليبي، تعرّض كلّ من المدافع جو غوميز لإصابة في الركبة، والظهير الأيمن ترنت ألكسندر-أرنولد لإصابة في ربلة الساق، في حين أن لاعب الارتكاز البرازيلي فابينيو الذي شغل مركز قلب الدفاع إثر إصابة فان دايك، يتعافى من إصابة في العضلة الخلفية. وأخيراً أصيب محمد صلاح بفيروس كورونا، كما تعرّض القائد جوردان هندرسون لإصابة مع المنتخب، وكذلك اندي روبرتسون. هذا ويواصل الوافد الجديد تياغو الكانتارا مرحلة تعافيه من الإصابة هو الآخر.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا