يُسجّل اللاعبون الأجانب في الدوري اللبناني، نحو 34% من مجموع الأهداف في كلّ موسم. لم تنخفض هذه النسبة إلا مرّة واحدة خلال المواسم العشرة الأخيرة، وارتفعت إلى أكثر من 50% في أحد المواسم. الفرق تعتمد دائماً على المهاجم الأجنبي، بل تتعاقد أحياناً مع مهاجمَين، نسبةً إلى قلّة وجود هدّافين لبنانيين، وهذه مشكلة عانى منها المنتخب لسنوات، تعود أسبابها إلى الأندية أساساً. وفي الموسم الذي غاب فيه الأجانب عن الدوري، كان من المتوقّع أن ينخفض معدّل الأهداف الأسبوعي، إلّا أن ذلك لم يحصل بشكلٍ كبير. ما هي الأسباب؟72 هدفاً سُجّل منذ انطلاق البطولة. هذا مُعدّل هدفين في كل مباراة، وهو معدّلٌ طبيعيّ، لكن كان من المتوقّع أن ينخفض أكثر في هذا الموسم بسبب غياب الأجانب. بعض النتائج ساهمت بارتفاع المعدّل بطبيعة الحال، كالنتيجة التي سُجّلت في مباراة الأنصار والصفاء (6-1) أو المباريات الثلاث التي شهدت تسجيل خمسة أهداف. بعد مرور ستة أسابيع، يُقارَن مجموع الأهداف بما سبق أن سُجّل في مواسم ماضية، والفارق ليس كبيراً، خاصةً مع الموسم الأخير (78 هدفاً في 32 مباراة). لكن ذلك لا يعني أن الانخفاض في عدد الأهداف لم يحصل، لكن عدم حصول فجوة مع الموسم الماضي تحديداً، له أسبابه.

الأجنبي يُدافع أيضاً
مقابل غياب المهاجم الأجنبي، يغيب المدافع أيضاً. غالباً تعتمد الفرق على قلب دفاعٍ أجنبي، في وقتٍ يبدو أن الأندية لم تعُد تُخرّج لاعبين جيّدين في هذا المركز. وفي حين يُسجّل المهاجمون الأجانب الأهداف، يسعى المدافعون إلى عدم حصول ذلك. ثمّة أسماءٌ مهمّة وفدت إلى الدوري اللبناني في المواسم الماضية ولعبت دوراً كبيراً في الدفاع، كالسوري أحمد الصالح، والتونسي رضوان الفالحي، مروراً بباكاري كوليبالي وكريستيان لوكا ونيناد نوفاكوفيتش ومحمود فتح الله… هذا الغياب، دفع المدربين إلى الاعتماد على لاعبين في غير مراكزهم، أو تصعيد الشباب. شباب الساحل مثلاً، بات يعتمد على الظهير الأيمن زهير عبد الله في قلب الدفاع. النجمة مثله (علي حمام) وكذلك الأمر مع الإخاء الأهلي عاليه (شادي سكاف)، فيما استمرّ اعتماد طرابلس على أحمد مغربي مدافعاً، وتراجع حمزة سلامة إلى الدفاع أيضاً بعدما لعب طيلة مسيرته في خطّ الوسط. تغيير المراكز يُسبّب مشكلة بالنسبة إلى بعض الفرق، إذ تخسر خدمات هؤلاء اللاعبين في مراكزهم الطبيعية، وقد لا تفوز بهم أساساً في المراكز الجديدة.

دفاعٌ ضعيف
الدفاع الضعيف هو أحد أسباب تسجيل الأهداف أيضاً. هذا يعود إلى التغيير في المراكز وغياب الأجنبي، وربما ضعف الفريق بكامله، فالدفاع قد يبدأ من الهجوم. السلام زغرتا تلقّى 15 هدفاً، والشباب الغازية 11. الصفاء لم يكن دفاعه جيّداً أيضاً، ولو أنّ مواجهته مع الأنصار رفعت عدد الأهداف في مرماه. الفريق لم يجد حلّاً لمركز الظهير الأيسر الذي يبدو أنه الأضعف في الخط الخلفي.
المدافعون في الدوري ارتكبوا العديد من الأخطاء أيضاً، التي أدّى بعضها إلى احتساب ركلات جزاء، إذ احتسب الحكّام 10 ركلات جزاء.
النجمة والأنصار وحدهما سجّلا 27 هدفاً ولاعبو الأخير سدّدوا 36 تسديدة على المرمى


ينسحب هذا الأمر إلى مركز حراسة المرمى. شاكر وهبي ونزيه أسعد وعلي ضاهر لا مكان لهم في هذا الموضوع. الحقيقة أن عدداً لا بأس به من الأهداف التي سُجّلت هذا الموسم جاء بسبب أخطاء حرّاس المرمى. هدف الإخاء في مرمى العهد، والهدف الثاني للفريق الجبلي في مرمى السلام زغرتا؛ كذلك الهدف الذي سجّله محمد قدوح في شباك البرج. العهد مرة أخرى والهدف الذي دخل مرماه بمواجهة طرابلس، إلى جانب أهدافٍ أخرى كان يُمكن التصدّي لها. الحظ يلعب دوره هنا أيضاً. سوء تعامل مهدي خليل مع تسديدة حسن معتوق، وهدف علي عبود في مرمى فريقه والتقدير الخاطئ لعلي حلال أمام شباب البرج أمثلةٌ أيضاً.
ومقابل هذا الضعف عند بعض الفرق، تظهر صلابة دفاعية عند فرقٍ أخرى. الطريقة التي يعتمدها مدرب الأنصار عبد الوهاب أبو الهيل تسمح له بالدفاع أكثر، لكنّه غالباً سيواجه فرقاً أقوى خلال المباريات المقبلة. الإخاء أيضاً من بين الفرق القوية دفاعياً، ومثله شباب الساحل والنجمة. لا يتوقّف الأمر عند خط الدفاع، بل ينسحب على المنظومة كلّها.

النجمة والأنصار يُعدِّلان المُعدَّل
الفرق الخمسة الأخيرة في ترتيب الدوري سجّلت ما مجموعه 30 هدفاً. النجمة والأنصار وحدهما سجّلا 27 هدفاً. متصدّر الدوري لا يسجّل العديد من الأهداف فحسب، بل يصل إلى المرمى كثيراً. لاعبوه سدّدوا 36 تسديدة على المرمى، ولديهم نسبة جيّدة في تسجيل الأهداف من هذه الفرص. الفريقان يقدّمان ما لا تُقدّمه فرقٌ أخرى. التضامن صور مثلاً لم يُسجّل أي هدف حتّى الأحد الماضي، حين تمكّن أخيراً من تسجيل هدفين، لكنّه ليس الأضعف هجومياً، إذ بعد مباراته الأخيرة مع السلام زغرتا، استطاع أن يرفع عدد تسديداته على المرمى إلى 18 تسديدة. المشكلة التي يعاني منها بعض الفرق تبدأ من صناعة اللعب، وليس من غياب الهدّافين فحسب. مهاجم الشباب الغازية حسين جواد خليفة مثلاً، هو المحرِّك الأوّل لهجوم الفريق، ولا يُسانده غالباً إلّا كريم منصور. الأمر عينه ينسحب على السلام زغرتا الذي صعَّد عدداً كبيراً من الشباب، ويبدو أنه يفتقد للاعبي الخبرة في وسط الملعب والهجوم. على عكس هذه الفرق يأتي العهد. لم يُسجّل حامل اللقب سوى ستة أهداف، لكنّه من أكثر الفرق وصولاً إلى المرمى. فعلياً، هو الفريق الوحيد الذي سدد سبع تسديداتٍ باتجاه مرمى المنافس في مباراةٍ واحدة ولم يسجّل. هذا أمرٌ حصل معه مرتين. يعود ذلك إلى تألّق الحراس في هذه المباريات، ورعونة المهاجمين، الذين أهدروا فرصاً أخرى سُدّدت بعيداً عن الخشبات الثلاث.
عموماً، تسجيل الأهداف أمرٌ يُمتع الجمهور، ويُعزز ثقة اللاعبين بأنفسهم. المعدّل العام سينخفض حتماً بسبب انخفاض عدد المباريات، لكن من غير المتوقّع أن ينخفض معدّل الأهداف الأسبوعي بشكلٍ كبير حتّى الجولة الأخيرة. الفرق ستبادر إلى الهجوم أكثر في ظل المنافسة الكبيرة على البقاء واللقب.



لبنان يلتقي البحرين وديّاً
ضمن معسكره الذي بدأه قبل يومين في الإمارات، يلتقي منتخب لبنان عصر اليوم (الساعة 16:00 بتوقيت بيروت) نظيره البحريني، على ملعب ضباط شرطة دبي. وتُعتبر هذه المباراة تحضيريّة لمنتخب لبنان تحت قيادة المدرب جمال طه وجهازه الفني، للوقوف على جاهزية اللاعبين وتجربة بعض اللاعبين الذين يلتحقون بالمنتخب الأول للمرة الأولى.
وتضمّ اللائحة المستدعاة الحراس: مصطفى مطر وعلي ضاهر وعلي السبع، اللاعبين: نور منصور ومحمد زين طحان ونصار نصار وروبير ملكي وحسين زين وماهر صبرا وعبد الله عيش ونادر مطر وأحمد جلول وباسل جرادي. إضافة إلى حسين منذر وحسين رزق ومحمد الدهيني وخالد محسن وعباس عاصي وحسن معتوق وحسن شعيتو «موني» وحسن سعد «سوني» ومحمد قدوح وكريم درويش.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا