يمكن اعتبار الصفاء ضحية منتقدي الانصار الذي أقل ما يقال إنه "فشّ خلقه" بخصمه بعد الانتقادات التي طالته فهزمه (6-1)، في المباراة التي أقيمت بينهما على ملعب مجمع الرئيس فؤاد شهاب الرياضي في جونية، في افتتاح المرحلة السادسة من الدوري اللبناني لكرة القدم أمس الجمعة.مباراة جاءت من طرف واحد كما تشير نتيجتها، وقد عاد قبل بدايتها المدرب العراقي للفريق الاخضر عبد الوهاب ابو الهيل الى استراتيجيته المفضّلة وقوامها (3-4-3)، مع تبديلٍ كاملٍ لخط دفاعه باعتماده على الثلاثي أنس ابو صالح، حسين الدر، وخالد العلي.
نقاطٌ عدة تُسجّل لـ"الزعيم" في هذا اللقاء، أبرزها الجوع الذي ظهر على لاعبيه لتحقيق انتصارٍ كبير بعد الانتقادات التي صُوّبت عليه إثر سقوطه امام شباب الساحل في الاسبوع الماضي، ليقبض على الصدارة مؤقتاً بانتظار مباراة المتصدر السابق الإخاء الاهلي عاليه امام النجمة اليوم الساعة 16.15 في جونية.
وبين الهدوء الانصاري في التعامل مع اللقاء واستغلال الهزّة التي تعرّض لها الصفاء إثر رحيل مديره الفني اميل رستم ليخسر بأكبر نتيجة هذا الموسم (سجل له احمد جلول من ركلة جزاء)، ربما يكون ابو الهيل قد وجد تركيبته المثالية بعدما بدا الانسجام على ثنائي الوسط بلال نجدي ونادر مطر، إذ بدا في المباراة الماضية أن الاخير يحتاج الى تسلم الكرات بشكلٍ أكبر، وهو أمر لم يتمكن من فعله بوجود عباس عطوي "أونيكا" الغائب للاصابة. كما أن "المحارب" نجدي (تعرّض لاصابة في الرأس خلال اللقاء) أراح مطر لناحية القيام بالواجبات الدفاعية، تاركاً لنجم النجمة السابق مهمة صناعة الالعاب وبناء الهجمات.
قدم لاعب الأنصار الفلسطيني محمد حبوس أداءً جيداً في خط الوسط وسجل هدفين


أما أكثر النقاط إشراقاً في خط الوسط فكان الفلسطيني الشاب محمد حبوس الذي سجل هدفين، ليترك حسرةً كبيرة عند متابعي اللعبة، لكونه لا يحمل الجنسية اللبنانية، وهي مسألة يؤمل أن يتمّ إيجاد حلٍّ لها، وخصوصاً أن اللاعب يملك موهبة كبيرة يمكن أن يستفيد منها منتخب لبنان، إضافةً الى أن والدته لبنانية، ووالده نفى أي اهتمام بدفع نجله إلى اللعب تحت راية المنتخب الفلسطيني، بحسب ما أفاد مصدر خاص لـ"الأخبار". وهذا الامر يعني أنه رغم صعوبة تجنيسه، يفترض أن يكون هناك تحرك على مستوى رسمي للاستفادة من موهبته، حتى لا يخسر لبنان لاعباً آخر نشأ في ملاعبه ولم يتمكن من الدفاع عن ألوانه.
وفي موازاة تألق حبوس، يمكن التأكيد أن قائد منتخب لبنان حسن معتوق عاد الى قمة مستواه بتسجيله هدفه السادس هذا الموسم ووقوفه خلف غالبية الاهداف الانصارية، والتي وقّع على ثلاثة منها احمد حجازي، وحسن شعيتو "موني" والبديل كريم درويش.
انتصار معنوي مهم للانصار، وحجم النتيجة لا شك في أنه سيقلق أي منافسٍ له في المراحل المقبلة، ولو أن الصفاء مرّ بأسوأ ايامه. لكن هذه النتيجة بالتحديد تعكس ما يملكه الانصاريون من امكانات، وسط حشد النجوم في صفوفه، وتترجم المطلوب من هذه التشكيلة التي تعدّ الافضل بالاسماء "على الورق"، وتؤكد أن الخسارة امام شباب الساحل كانت مجرد سقطة عابرة وطبيعية في ظل الضغوط التي يعيشها كل فردٍ من أفراد الفريق، بفعل مطالبة جمهوره وإدارته بإحراز اللقب ولا شيء سواه.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا