كريستيانو رونالدو والرفاق أصبحوا في الميدان. الحكم لم يطلق صافرته بعد. ها هم لاعبو الفريقين يتبادلون التحية والسلام. يكاد المدريديون يفترسون خصومهم بأعينهم، قبل أن يتركوا لهجماتهم وتسديداتهم الكلام. لغة الأعين كانت توحي بالكثير، ليس أقلها حماسة تشي بانتقام. انتقام لحساب كبير فتحه بوروسيا دورتموند، وما عاد الصبر يحتمل لتصفيته مزيداً من الايام. هناك في الـ«سيغنال إيدونا بارك» لقّن أبناء يورغن كلوب ريال مدريد في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي درساً تاريخياً كان كفيلاً بأن يقضي على أكبر الأحلام. أهلاً بكم في الـ«سانتياغو برنابيو» يا رجال بوروسيا دورتموند، حان الثأر لموعد بكته المقل طوال عام. العدسة تتنحى عن العشب الأخضر هنيهة لتلتقط ابتسامة رسمت في المدرجات. ها هو ابن مايوركا، نجم كرة المضرب، رافايل نادال، حاضر في مدريد بكل جوارحه. أتى مؤازراً وداعماً ومتمنياً الفوز للملكي كما دأب على الدوام.

الساعة تشير الآن الى التاسعة و45 دقيقة ليلاً (بتوقيت بيروت) بالتمام. الحكم يطلق صافرته إيذاناً بالموعد المرتقب الذي خشيه كلوب وفريقه المثقل بالغيابات، وما انفكت صحف العاصمة الاسبانية تبني عليه الآمال. حان وقت الرد، وقت الحقيقة، وقت الإيجابة على السؤال الاهم: هل ستتحول تهديدات المدريديين أفعالاً وكذا أمنياتهم أفراحاً، أم تبقى مجرد أوهام؟
الدقيقة الثالثة: الدهشة تحتل تقاسيم وجه يورغن كلوب على خط الملعب. ماذا جرى؟ ما الذي غيّر الحال؟ من سوء حظ الرجل فقد حصل ما لم يخطر في البال، اذ افتتح ريال مدريد التسجيل سريعاً وباقتدار: تمريرة من الفرنسي كريم بنزيما تصل الى دانيال كارفخال داخل المنطقة ومنه الى الويلزي غاريث بايل الذي يتابعها سهلة في الشباك.
هدف زاد من عزيمة لاعبي الريال: هنا تسديدة بعيدة من رونالدو بين يدي الحارس رومان فايدنفيلر (10)، وأخرى أخطر من البرتغالي من ركلة حرة تدخّل عليها مجدداً، ببراعة، حارس الألمان (12).
الريال لا يترك لخصمه مجالاً ليلتقط الأنفاس. هجمات من اليمين ومثلها من اليسار. الهدف الثاني أينع في الدقيقة 27، وحان وقت القطاف: الكرة تصل الى ايسكو الذي يسددها بذكاء من حافة منطقة الجزاء تتابع طريقها على يمين الحارس لتعانق الشباك.
جماهير ريال مدريد ترقص على المدرجات، وأهازيجها تملأ المكان. تلك كانت اللقطة الأبرز في باقي دقائق الشوط الاول، اذ لم يحدث شيء يذكر في الميدان.
الشوط الثاني ينطلق. الطقس يتحوّل الى ماطر، لكن حال ريال مدريد لم يتغيّر عما استهل به اللقاء. هدف سريع في الدقيقة 57، يقضي به رونالدو، بعد مراوغته لفايدنفيلر من تمريرة رائعة للكرواتي لوكا مودريتش، على ما تبقى لدورتموند من آمال.
دورتموند يحاول الخروج من منطقته، لكن، هيهات، فنجمه ماركو رويس لم يكن في هذه الليلة فعّالاً، بدا كأن فكره مشغول من الآن بالمونديال.
الدقيقة 70 تحمل أبلغ اللقطات تعبيراً: جماهير دورتموند تنشد الأهازيج. يا لوفائها لفريقها رغم سوء الحال!
الدقائق الباقية تمر سريعة. الحكم يطق صافرته. الملكي يحقق الثأر. لا شك في أن مدريد نامت ليلتها هنيئة البال.




... وباريس في أحسن حال

في المباراة الثانية، وضع باريس سان جيرمان الفرنسي ضيفه تشلسي الانكليزي تحت ضغط كبير في مباراة الاياب حين هزمه 3-1.
وسجل الارجنتيني ايزيكييل لافيتزي (4) والبرازيلي ديفيد لويز (61 خطأ في مرمى فريقه) والارجنتيني خافيير باستوري (90) اهداف سان جيرمان، والبلجيكي ايدين هازار (27 من ركلة جزاء) هدف تشلسي.