مرّت 10 أعوام كأيام وساعات... 10 أعوام على تحقيق نادي السد اللبناني للحلم الآسيوي، الإنجاز الذي تحقق لمرة أولى وأخيرة في تاريخ لبنان، حلم الحصول على لقب بطولة الأندية الآسيوية لأبطال الدوري لكرة اليد في عام 2010، التي أقيمت في بيروت.10 سنوات على هذا الإنجاز الكبير الذي كان يُرجى منه التأسيس لمستقبل باهر لكرة اليد اللبنانية، ولكن لأسباب تتعلق بالواقع اللبناني، أُجهضت كل الأحلام والطموحات والآمال، وقد كانت الفترة اللاحقة للحصول على هذا الإنجاز وما سبقها، هي الفترة الذهبية الوحيدة التي عاشتها اللعبة في لبنان، ومع ذلك لم ترفّ جفون عيون الكثيرين عندما قرّر نادي السد بطل آسيا إغلاق أبوابه في عام 2014.
وللتذكير فقط، قبل الحصول على المرتبة الأولى في البطولة الآسيوية في عام 2010، حلّ نادي السد ثانياً في البطولة نفسها التي نُظمت في العاصمة الأردنية عمان في خريف عام 2009، وفي ربيع عام 2010 شارك السد في بطولة أندية العالم «سوبر غلوب» التي أقيمت في العاصمة القطرية الدوحة وحلّ فيها الفريق رابعاً خلف أهم 3 أندية في العالم.

احتفال السدّ ببطولة آسيا 2010 (أرشيف)

وبعد عام 2010، تواصلت الإنجازات الخارجية أيضاً (ناهيك بالحصول على كل البطولات المحلية من دون استثناء منذ أول مشاركة للنادي في عام 2008 وحتى إيقاف مشاركاته في عام 2014). ففي ربيع عام 2011 حلّ نادي السد اللبناني بالمركز الثالث في بطولة أندية العالم في الدوحة بقطر (خلف كييل الألماني وريال سوسيداد الإسباني)، كما حلّ ثانياً في البطولة الآسيوية التي أقيمت في خريف عام 2011 بالدمام في السعودية، وقد سجّل السد آخر إنجازاته الخارجية في خريف عام 2013 حيث حلّ ثالثاً في البطولة الآسيوية التي نُظمت في الدوحة أيضاً.
وبعد كل ذلك، عاد السد إلى لبنان ليجد صعوبات كرة اليد المحلية تعيق تقدمه وطموحات رئيسه المحامي تميم سليمان (رئيس نادي العهد اللبناني لكرة القدم اليوم) وكل فرد من أفراد إدارته وجهازه الفني ولاعبيه، الذين ما بخلوا بتعب أو جهد في سبيل رفع اسم النادي عالياً، وهو الاسم الذي نُسج بخيوط من ذهب مجبولة بالتعب والعرق والتضحيات على الصعيدين المحلي والقاري، وبمثابرة لم تنقطع إلا لأسباب غير رياضية، في بلد تعاني منه الرياضة وكل من يأتي للاستثمار فيها، حتى اتُّخذ القرار بإيقاف النادي لنشاطاته بسبب ممارسات الاتحاد في عام 2014.
وفي الذكرى العاشرة لتحقيق البطولةــــ الحلم التي تتمثل بالإنجاز الآسيوي، لا يسعنا إلا الوقوف على الأطلال، نتذكر أجمل الأيام في اللعبة الأحبّ على قلوبنا بكل ما فيها من لحظات فرح أو انتكاسات وأوجاع لم توقف قطار الطموح وحب الرياضة الجاري في العروق، ولعل الذكرى تنفع في الظروف الصعبة التي يعيشها العالم ولبنان خصوصاً، سواء في ما يتعلق بوباء كورونا أم بغيره من الظروف المختلفة والمعروفة في شتى المجالات. وتبقى الذكرى، كي لا يضيع ويُنسى الإنجاز الذي كان حلماً في يوم من الأيام وتحقق فعلاً وبات أمراً واقعاً رغم كل الصعوبات وضعف الإمكانات المحلية، بفضل الله أولاً وبتعب وجهد كل مَن عمل للوصول إلى ما وصلنا إليه من إنجازات.
كل البطولات التي رفعت اسم لبنان عالياً تستوجب تحية كل لاعب ومدرب وإداري ولو بعد سنوات، ولا سيما رئيس النادي تميم سليمان وأمين السر جهاد صقر ومن عاونهما ووقف إلى جانبهما بكل ما بذلوه من جهد لتحقيق كل الإنجازات، على أمل التعلّم من هذه التجربة لتعميمها في يوم من الأيام، في بلد نحتاج فيه إلى الكثير في الرياضة وغيرها، كي ننطلق الى الرحاب الأوسع وننقل المبادرة الفردية إلى عمل مؤسساتي منتج لا تدخل فيه المحاصصات المختلفة لأنها ستفسده بالتأكيد، ويتحول كما هو الواقع في كثير من الاتحادات الرياضية إلى منفعة شخصية ضيقة لا تنجز ولا تقدم ولا تؤخر، والتجارب ليست ببعيدة بل هي واضحة وضوح الشمس أمام الأعين لمن يريد أن يشاهد.
* قائد نادي السدّ اللبناني سابقاً

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا