مباراةٌ جديدة يعود خلالها المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو إلى ملعب «أولد ترافورد». الملعب الذي شهد على آخر إقالة «للسبيشل وان» يستعد لاحتضان قمة متوازنة بين فريقين ينافسان على المقاعد الأوروبية في الدوري. لم تكن السنوات القليلة الماضية سهلةً على مورينيو. المدرب الذي اعتاد التواجد بين مدربي القمة حول العالم، خرج من دائرة التميز إلى دائرة الانتقادات بعد تجربتين سيئتين في إنكلترا. إقالةٌ من تشلسي وأخرى من مانشستر يونايتد أنزلتا من أسهم المدرب البرتغالي كثيراً، وأبعدتاه سنةً كاملة عن عالم التدريب قبل أن يعود مرة أخرى من بوابة توتنهام الإنكليزي. في الموسم الماضي، احتلت كتيبة مورينيو الجديدة المركز السادس في الدوري. للحؤول دون تكرار ذلك ومحاولة تحقيق موسم ناجح، قامت الإدارة بإبرام بعض الصفقات هذا الصيف، وهي في صدد إقفال سوق الانتقالات بأفضل شكل ممكن. بدأ الأمر بالتوقيع مع الحارس المخضرم جو هارت ولاعب الوسط الدنماركي إيميل هويبرغ، قبل أن يضم المدافع الإيرلندي الدولي مات دوهيرتي من صفوف وولفرهامبتون. صفقاتٌ جيدة عادت على السبيرز بانتصار، تعادل وخسارة في الدوري ما استدعى فتح الخزائن من جديد، لتوقّع الإدارة مع لاعبها الويلزي السابق غاريث بيل قادماً من ريال مدريد.
105 أهداف في 251 مباراة مع النادي الملكي ومسيرة حافلة بالألقاب خلال سبعة مواسم في إسبانيا يعوّل عليها جوزيه مورينيو في سبيل تعديل الأوتار، حيث من المتوقّع أن يكمّل بايل الهرم الهجومي مع المهاجم هاري كاين والجناح سون هيونغ مين. إضافةً إلى ذلك، يسعى توتنهام جاهداً للحصول على مهاجم جديد، وهو في صدد استقدام كارلوس فينيسيوس على سبيل الإعارة من نادي بنفيكا.
على الجانب الآخر، لم تفِ إدارة مانشستر يونايتد بوعودها تجاه المدرب سولشاير، بعد أن اقتصرت صفقات الصيف على بعض الأسماء التي لا ترقى إلى التطلعات. فبعد موسمٍ ناجح احتل الفريق على إثره المركز الثالث محلياً بأقل الإمكانات الممكنة، كثُر الحديث عن فتح خزائن النادي هذا الصيف، غير أن لغة الواقع تعكس أن المدرب تعرض للخذلان. اكتفت الإدارة حتى الآن بإنهاء إعارة العديد من اللاعبين وإعادتهم بالتالي إلى أسوار الأولد ترافورد، فيما اقتصرت صفقة الفريق الوحيدة على متوسط ميدان أياكس أمستردام السابق فان دي بيك. مع اقتراب سوق الانتقالات من الإقفال، سيحتل مانشستر يونايتد عناوين الصحف على خلفية صفقة سانشو المحتملة.
تبادل جوزيه مورينيو مع سولشاير بعض التعليقات الساخنة قبل مباراة نهاية الأسبوع


هذا وسبق أن صرّح دورتموند مراراً أن سانشو، الذي دخل قائمة انتقالات العديد من الأندية الكبرى هذا الصيف، لن يرحل هذا الموسم، لكن مانشستر يونايتد يضع اللاعب أولويةً بالنسبة إليه. رغم ذلك، لم يقدّم نادي الشياطين الحمر القيمة المقدرة في اللاعب، والتي تبلغ 120 مليون يورو، بانتظار الأيام الأخيرة من سوق الانتقالات الحالي. في ظل ضبابية صفقة سانشو، سيتّجه اليونايتد إلى صفقة أسهل نسبياً للحسم، حيث فتح الفريق محادثات مع جناح برشلونة عثمان ديمبيلي للقدوم على سبيل الإعارة، وتحدَّث مندوبون من الإدارة مع وكيل اللاعب الذي سبق أن رفض عرض إعارة من ليفربول.
أصبحت المباراة التي تجمع مانشستر يونايتد وتوتنهام إحدى أكثر القمم المرتقبة في السنوات الأخيرة، خاصةً بعد تقارب المستوى وصراع الناديين للتأهل إلى دوري أبطال أوروبا.
زاد من سخونة اللقاء، انتقال مورينيو إلى الطرف اللندني، معطياً القمة المرتقبة طعماً آخرَ. تبادل المدرب البرتغالي مع سولشاير بعض التعليقات الساخنة قبل مباراة نهاية الأسبوع، حيث سخر سولشاير من مورينيو بعد اعتراضه على ارتفاع مرمى منافسه شكنديا من مقدونيا الشمالية قبل مباراتهما معاً في الدوري الأوروبي، ليرد عليه مورينيو بأن مقاييس المرمى «غير مهمة لسولشاير بقدر مقاييس علامة الجزاء»، في إشارةٍ إلى سجل مانشستر يونايتد اللافت بضربات الجزاء أخيراً.
هي مباراة قمة مرتقبة، تزيد من حرارتها الحساسية بين المدربين ورغبة كل منهما بالفوز لتعديل المسار قبل فترة التوقف الدولي. مباراةٌ قد تشهد على ظهور أسماء جديدة، وستعطي انطباعاً أخيراً عن حاجات الفريقين قبل إقفال سوق الانتقالات.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا