لم يطل انتظار عشاق «البريميرليغ» كثيراً، حيث سيبدأ الموسم الجديد بعد أسابيع قليلة من انتهاء الموسم الماضي، والذي تأخر بفعل تداعيات فيروس كورونا. في ظل الظروف الراهنة، واختلاف موازين القوة تبعاً لتفاوت الجاهزية، تبدو الأفضلية في الانطلاق للأندية التي لم تدعم صفوفها كثيراً، حيث من المرجّح أن تعاني الأسماء الجديدة في التأقلم نظراً إلى ضيق الوقت.برز في سوق الانتقالات كلّ من تشلسي ومانشستر سيتي، اللذين سيشكلان إلى حدٍّ كبير المنافس الأبرز لبطل الموسم الماضي ليفربول. من جهته، يتجه مانشستر يونايتد للبناء على نجاح الموسم الماضي في محاولةٍ للبقاء بين الأربعة الكبار، في حين سيحاول ليستر سيتي، توتنهام، وولفرهامبتون وآرسنال بلوغ المقاعد الأوروبية.
يفتتح هذا الأخير «البريميرليغ» غداً عندما يحل ضيفاً على فولهام في الجولة الأولى من المسابقة 2020/2021. ستُلعب المباراة على ملعب كرافين كوتاغ، (14:30 بتوقيت بيروت). يدخل آرسنال اللقاء بمعنويات مرتفعة بعدما حقّق لقبَي كأس الاتحاد الإنكليزي وكأس الدرع الخيرية، وهو يأمل أن يستمر بهذا النسق المرتفع مع مدرب الفريق مايكل أرتيتا. في المقابل، عاد فولهام إلى الدوري الإنكليزي الممتاز من جديد، بعدما أنهى موسمه رابعاً في دوري الدرجة الأولى برصيد 81 نقطة. سيدخل الفريق المباراة بقتالية عالية لتحقيق نتيجة إيجابية، من أجل المنافسة على البقاء في البطولة.
بالإضافة إلى فولهام، يشهد الموسم على عودة أندية ويستبروم وليدز يونايتد. سيفتتح هذا الأخير مشواره في «البريميرليغ» أمام ليفربول البطل في قمة الجولة الأولى، والتي ستُلعب على ملعب الأنفيلد، (19:30 بتوقيت بيروت).
سيطر ليفربول على مجريات الموسم الماضي، بعد أن أنهى الدوري بطلاً بفارق 18 نقطة عن الوصيف مانشستر سيتي، و33 نقطة عن أقرب المطاردين. منظومة متكاملة قدمها المدرب الألماني يورغن كلوب، حسمت لقب الدوري باكراً. لم يعتمد ليفربول حينها على أسماءٍ جديدة، بل اعتمد على الانسجام والتوازن بين اللاعبين السابقين. توازنٌ بين مختلف الصفوف عاد على «الريدز» بلقب الدوري الأول منذ 30 عاماً.
يلعب آرسنال وفولهام المباراة الأولى ظهر السبت على ملعب كرافين كوتاج


موسمٌ آخر يدخله ليفربول بلا تدعيمات بارزة، حيث يُعد «الريدز» أحد أقل الأندية نشاطاً في سوق الانتقالات الحالي. اقتصرت صفقات الفريق حتى الآن على التوقيع مع بديل للظهير الأيسر روبرتسون. وبحسب الشائع في الوسط الرياضي، قد تكون هذه الصفقة هي الوحيدة في حال لم يغادر أي لاعب من الفريق. أما في حال العكس، فسيتجه كلوب للتعويض الملائم. تنطبق هذه الحالة على صفقة تياغو ألكانتارا، حيث من المرجّح أن يأتي الإسباني إلى الأنفيلد في حال رحل الهولندي فينالدوم إلى برشلونة.
لقاء الغد سيكون صعباً لبطل «البريميرليغ» عندما يواجه بطل دوري الدرجة الأولى، وهو ما حذّر منه المدير الفني لليفربول. وعلّق كلوب على المباراة من خلال تصريحات لموقع ناديه الرسمي قائلاً: «لقد خضنا فترة إعداد جيدة، وبالتأكيد، سنستفيد منها على مدار الموسم المقبل. مواجهة ليدز يونايتد ستكون صعبة للغاية، لذلك علينا الاستعداد بشكل جيد لبداية الدوري الإنكليزي».
يغيب عن اللقاء كلّ من شاكيري وتشامبرلين للإصابة، في حين تبقى مشاركة هندرسون في موضع شك. من جهته، يأمل ليدز بأن يحقق انطلاقة قوية في عودته إلى «البريميرليغ» أمام بطل الدوري.
تاريخ حافل يمتلكه ليدز يونايتد في الدوري الإنكليزي الممتاز، دمّره سوء الإدارة المالية للفريق، لكنه عاد مجدداً إلى الواجهة مع المدير الفني المخضرم مارسيلو بيلسا بعد غياب دام 16 عاماً. ففي عام 2003، أنهى ليدز الدوري الإنكليزي في المركز الخامس عشر، وفي السنة التالية هبط إلى دوري الدرجة الأولى ولم يصعد إلى الآن.
يعيش ليدز أفضل أيامه مع بيلسا. قبل ذلك، كانت وظيفة مدرب ليدز توصف بأنها «أسوأ وظيفة شاغرة في العالم»، حيث تعاقب على هذا المنصب 12 مديراً فنياً خلال خمس سنوات. مع بيلسا، تغيّرت الأمور.
منظومة متماسكة قدّمها المدرب، كانت قريبة من التأهل للدوري الإنكليزي الممتاز في الموسم ما قبل الماضي، حيث كان الفريق متصدراً لترتيب «التشامبيونتشيب» حتى فبراير/شباط من العام الماضي، لكنه خسر ستاً من آخر 13 مباراة وأنهى المسابقة في المركز الثالث خلف نوريتش سيتي وتشيفيلد يونايتد. أمرٌ دفع الفريق لخوض «ملحق الترقي» للمنافسة على آخر المقاعد المؤهلة لـ»البريميرليغ»، لكنه خسر اللقاء أمام ديربي كاونتي، الفريق السابق لمدرب تشلسي الحالي فرانك لامبارد.
يضم ليدز العديد من المواهب اللافتة، أغلبها في خط الدفاع، حيث يبرز كل من لوك آيلينغ، بن وايت وليام كوبر، ويمثل لاعب الوسط الدولي كالفين فيليبس نقطة القوة في الفريق.
وعزّز النادي منظومته هذا الصيف بالعديد من الأسماء اللامعة، أبرزها رودريغو من فالنسيا، وهيلدير كوستا من وولفرهامبتون، لكن يبقى الإنجاز الأكبر هو بقاء بيلسا، كلمة السر وراء عودة ليدز إلى الواجهة من جديد.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا