لن يتوقف كريستيانو رونالدو عن إبهارنا، ولن يتوقّف عن تقديم المزيد حتى يُصاب بالملل ويقرر الاعتزال. حتى هذه اللحظة هو يستمتع بكلّ دقيقة يوجد فيها على أرض الملعب، متحدّياً نفسه وكل النجوم السابقين والحاليين، ومحطّماً الأرقام القياسية واحداً تلو الآخر.لكن الأهمّ بلغة كرة القدم هو تحدّي النجم البرتغالي للسن، ليخلق قناعةً حقيقية بأنه يمكنه اللعب لعشر سنوات إضافية كما قال يوماً. هو يشبه سيارات الفورمولا 1، إذ يبدو أكثر تطوّراً وأكثر قوةً موسماً بعد آخر، لكن إلى أين سيصل ومتى سيتوقف؟ لا أحد يعرف الجواب.
هو فعلها مجدّداً مساء الثلاثاء، وبطريقة استعراضية كالعادة عندما يرتبط الأمر بمناسبةٍ كبيرة حيث يوقّع على الرقم الجديد بهدفٍ غير عادي. الهدفان أمام السويد كانا تحفتَين أصلاً، ووضعاه أمام تحدٍّ جديد يتمثّل بتحطيم رقم الإيراني علي دائي الذي يبعد عنه بـ 8 أهداف فقط من خلال تسجيله 109 أهداف خلال مسيرته الدولية.
لكن بصراحة كلنا نعلم أن الـ «سي آر 7» سيحطّم رقم دائي، ولو أنه سيبلغ الـ 36 من العمر في شباط المقبل. سيحطّم الرقم بلا شك، إذا لم يحدث أي أمر غير طبيعي، والسبب ببساطة إنه قال بأنه سيصبح الهداف الدولي الأول عبر تاريخ اللعبة.
ما يصدم أكثر أن رونالدو سجل 52 هدفاً في 118 مباراة دولية قبل بلوغه الـ 30 من العمر، لكن خلال العقد الثالث من حياته سجل حتى الآن 48 هدفاً في 47 مباراة مع منتخب البرتغال.
الأهداف باتت مسألة سهلة وبمثابة تناوله الطعام يومياً، إذ منذ انتقاله من سبورتينغ لشبونة إلى مانشستر يونايتد الإنكليزي ومنه إلى ريال مدريد الإسباني، وبعدها إلى يوفنتوس الإيطالي، بدا رونالدو أشبه بالوحش الذي يعشق التهام خصومه، وفي كل مرّةٍ التهم خصماً وسجّل هدفاً ازداد قوةً.
أمام السويد أثبت بتركيزه في الهدف الأول وسرعته ورغبته في هزّ الشباك ثانيةً في الهدف الثاني أنه لم يتقدّم في السن، خصوصاً في حالة هدفه رقم 101، حيث استخدم سرعة القدمين والتفكير السريع والحركة المباغتة والتسديد القوي ليخلق قنبلةً انفجرت في شباك السويديين.
قناعة باتت راسخة تقول إن بإمكان رونالدو اللعب لعشر سنوات إضافية


الواقع أن الأكثرية الساحقة من اللاعبين يصبحون أبطأ مع بلوغهم الـ 30 من العمر، وتصبح لديهم رغبة أقل في خوض كل المباريات. أضف أنهم يحاولون توفير جهودهم لمبارياتهم مع أنديتهم ولتخفيف العبء البدني عنهم بغية البقاء لفترة أطول في الملعب، لكن هذا الكلام لا يخصّ رونالدو.
هو غاب عن المواجهة أمام كرواتيا يوم السبت الماضي بسبب إصابةٍ مفاجئة، لكنه لم يوفّر نفسه أو يتفادى المخاطرة باللعب أمام السويد والسفر إلى تورينو لتلقي العلاج والالتحاق بيوفنتوس، إذ إنه لم يضع نصب عينيه سوى أمر واحد وهو بلوغ المئوية.
صحيح أن كثيرين يخلقون يومياً مقارنةً بين رونالدو وغيره من النجوم أو الأرجنتيني ليونيل ميسي على وجه التحديد، لكن الحقيقة أنه لا تجوز مقارنة رونالدو بأحد حتى لو تفوّق عليه قائد برشلونة يوماً ما بالألقاب أو بأرقامٍ معيّنة أو حتى بالمهارة والموهبة الفطرية. البرتغالي فريدٌ من نوعه بإصراره وحضوره القوي بشخصيته النارية، فهو بصراحة أفضل هدافٍ دولي في التاريخ حتى قبل تخطّيه رقم دائي، إذ هنا أيضاً لا يجوز ذكر اسم اللاعبين في نفس الخانة، كون رونالدو يلعب في القارة الأوروبية حيث لا منتخبات متواضعة سوى القليل، بينما تفنّن الإيراني في ضرب المنتخبات الآسيوية الصغيرة مثل منتخبي لاوس وجزر المالديف اللذين هزّ شباكهما 16 مرّة، إضافةً إلى تسجيله 10 أهداف أخرى مناصفةً في شباك كلٍّ من نيبال وسريلانكا. كما أنه كان للبنان نصيب كبير من أهدافه حيث وقّع على 6 منها في شباكه.
أما إذا سألتم رونالدو عن خصومه المفضّلين فسيجيب بالتأكيد: إسبانيا، ألمانيا، هولندا أو إيطاليا.



اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا