كان الدوري الفرنسي البطولة الوحيدة التي ألغيت بين البطولات الأوروبية الخمس الكبرى لكرة القدم في الموسم الماضي، حيث أعلن رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب حينها عن «صعوبة استئناف المباريات» في ظل أزمة كورونا. هكذا، حدّد مجلس إدارة رابطة الدوري الترتيب النهائي بالاعتماد على معيار نسبة النقاط لكل مباراة لُعبت في الدوري، ليتوّج باريس سان جيرمان بطلاً لموسم 2019-2020. بعد 167 يوماً، عاد الدوري مجدداً، وهو إلى حدٍّ كبير سيواجه الروتين نفسه على صعيد البطل، غير أنه سيشهد بعض الحركة على صعيد الترتيب.ظهر جلياً مدى قوة الباريسيّين في الموسم الماضي بعد سيطرتهم على الألقاب المحلّية ووصولهم إلى نهائي دوري الأبطال، وسوف يزيد من قوة الفريق هذا الموسم بعض الصفقات المتوقعة خاصةً في خط الوسط. حافظ النادي على أغلب عناصره، وهو في صدد التخلي عن القائد تياغو سيلفا فقط مع وجود البدائل الملائمة على الدكّة، ما يجعله مرشحاً كبيراً للتتويج بالدوري كما هي العادة.
بعيداً عن «المُسلّمات»، يشهد الدوري الفرنسي هذا الموسم بعض الحركات فنياً وإدارياً التي بدأت معالمها مطلع الصيف، ولعلّ أبرزها الحضور الجماهيري. فبحسب صحيفة الغارديان، يتجه «الليغ 1» كي يكون الدوري الوحيد في أوروبا الذي سيسمح بحضور الجماهير، حيث سمحت السلطات بحضور قرابة 5000 مشجّع في كل مباراة على أن يرتدوا الكمامات، وأن يجلسوا على مسافات متباعدة. مخاطرة كبيرة من الاتحاد، ظهرت أولى تداعياتها في المباراة الافتتاحية بين سانت إتيان ومارسيليا التي تأجلت بعد ظهور حالات إيجابية في صفوف هذا الأخير.
اللافت في هذا الموسم أيضاً، عودة نادي لينس الذي سيلعب في الدوري الفرنسي الممتاز للمرة الأولى منذ خمس سنوات. ظهر جلياً مدى تألق الفريق في الدرجة الثانية إثر توقيعه مع أغلب المواهب الصاعدة هناك. الفريق جاهز للدرجة الأولى، وقد ظهر ذلك في المباراة الكبيرة التي قدّمها أمام نيس، رغم خسارته في وقتٍ متأخر (2-1). وقّع النادي مع اللاعب غايل كاكوتا لإضافة الخبرة، بينما يضمّ الفريق بعض اللاعبين الذين قد يصبحون قريباً على رادار كبار الأندية الأوروبية، مثل متوسّط الميدان شيخ دوكوري والمدافع الشاب لويك بادي.
ومن جهة ثانية يعد نادي موناكو من أبرز الفرق التي ستكون تحت المجهر هذا الموسم أيضاً، حيث يسعى للعودة إلى القمة مع مدرب بايرن ميونخ السابق نيكو كوفاتش. شهد موناكو أحد أغرب القرارات الإدارية في السنوات الماضية. فبعد موسمٍ استثنائي مع المدرب ليوناردو جارديم عام 2017، فاز خلاله الفريق بالدَوري ووصل إلى نصف نهائي دوري الأبطال، انهار الفريق تماماً بعد بيع النجوم دون التعويض الملائم لتتم إقالة جارديم، واستبداله بتيري هنري، ثم جارديم فروبرت مورينو إلى أن جاء كوفاتش.
ما كان غريباً في الصيف، إقالة المدرب السابق روبيرتو مورينو بعد 12 مباراة فقط على رأس العارضة الفنية لفريق الإمارة. رغم المنظومة الواعدة التي قدّمها المدرّب الإسباني نظراً إلى الظروف، قرّر المدير الرياضي الجديد بول ميتشيل التوقيع مع كوفاتش، نظراً لقدرته على تكوين فريق يلائم الدوري الفرنسي أكثر من حيث أسلوب اللعب والتجهيز البدني. فريق الإمارة في مرحلة إعادة البناء والتأهيل، وهو يطمح هذا العام لبلوغ مقعد مؤهل إلى دوري الأبطال على أقل تقدير.
ستتجه الأعين أيضاً صوب فريق ليون


ستتجه الأعين أيضاً نحو فريق ليون الذي احتل المركز السابع في الموسم الماضي. كان الفريق الفرنسي يطمح إلى المشاركة الأوروبية هذا الموسم من بوابة دوري الأبطال، غير أنه خسر في دور نصف النهائي أمام بايرن ميونخ.
الفريق في مرحلة إعادة البناء، حيث سيتم بيع العديد من اللاعبين في محاولةٍ لتعويض الخسائر الناجمة عن فيروس كورونا والغياب الأوروبي، بهدف الامتثال لقواعد اللعب المالي النظيف. من المرجّح بيع كل من ممفيس ديباي، موسى ديمبيلي وحسام عوار في حال وصول عروض جيدة. في المقابل، قد يعمد المدير الرياضي للفريق جونينيو الى تعويض اللاعبين المغادرين بأبناء الأكاديمية، والتي خرّجت في المواسم الماضية أفضل المواهب في العالم. سيكون القرار بيد المدرب رودي غارسيا إذا ما أراد نقل المواهب إلى الفريق الأول، حيث يبرز من الأكاديمية كل من الظهير ميلفين بارد، والمهاجم الواعد رايان شيركي (17) ومتوسط الميدان كاكوريت.
ليون ليس النادي الوحيد الذي يمتلك مواهب شابة، حيث ظهر الدوري الفرنسي منذ حقبة موناكو-جارديم بصورة الدوري الأكثر توريداً للمواهب في أوروبا. تقع الأعين هذا الموسم على مهاجم لوريان الشاب إنزو لو في وظهير آنجرز راين إيت-نوري، جناح ليل إسحاق ليهادجي، مهاجم نيس أمين غويري ولاعب سانت إتيان عادل عويشيشي.
استكمالاً للجولة الأولى، تُلعب اليوم مباراة بين رين ومونبيلييه (18:00 بتوقيت بيروت) وأخرى بين ستراسبورغ ونيس (22:00 بتوقيت بيروت). هو موسم التحدّيات للجميع الذي قد يبتسم للباريسيين مرة أخرى بالنظر إلى جاهزيتهم مقارنةً بالبقية.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا