على عكس المتعارف عليه، لم يشهد الدوري الإنكليزي الممتاز أي تنافسية على اللقب في الموسم المنصرم، حيث أنهى ليفربول الدوري بطلاً بفارق 18 نقطة عن الوصيف مانشستر سيتي، و33 نقطة عن أصحاب المركزين الثالث والرابع مانشستر يونايتد وتشلسي. قدّم المدرب الألماني يورغن كلوب حينها منظومة متكاملة حسمت لقب الدوري باكراً. توازنٌ بين مختلف الصفوف جعل اللحاق بـ»الريدز» مستحيلاً، غير أن تداعيات سوق الانتقالات الحالي قد تخلط الأوراق مجدداً. يُعد ليفربول أحد أقل الأندية نشاطاً في سوق الانتقالات الحالي نظراً إلى تكامل منظومته. توازن في كلّ الخطوط جعل نشاط الريدز شبه جامد في سوق الانتقالات، وخاصة في ظل المحافظة على لاعبي الفريق. سعى ليفربول للتوقيع مع مهاجم لايبزك تيمو فيرنر، غير أن هذا الأخير فضّل الانتقال إلى نادي تشلسي. هكذا، اقتصرت صفقات الريدز حتى الآن بالتوقيع مع بديل للظهير الأيسر روبرتسون، كما تسعى الإدارة للتوقيع مع لاعب بايرن ميونيخ تياغو ألكانتارا، وخاصة إذا ما انتقل فينالدوم إلى برشلونة. رغم الشحّ في الصفقات، يبقى ليفربول أبرز المرشحين للمنافسة على لقب الدوري هذا الموسم بفعل الاستقرار.
على الجانب الآخر، قدّم مانشستر سيتي موسماً مخيّباً بعد أن حلّ وصيفاً في الدوري بفارق كبير عن البطل ليفربول، إضافةً إلى خروجه الباكر على يد ليون الفرنسي من دور ربع النهائي لدوري الأبطال. رغم ذلك، جدّدت الإدارة ثقتها بالمدرب الإسباني بيب غوارديولا، الذي يسعى للاستمرار رفقة الفريق في محاولة جديدة للتألق المحلي والأوروبي وحصد أكبر عدد من الألقاب المتاحة.
نجح السيتي حتى اللحظة بالتوقيع مع المدافع ناثان آكي والشاب فيران توريس مقابل 62 مليون يورو للصفقتين، غير أن ذلك قد لا يكون كافياً للعودة إلى منصات التتويج. مع إعلان ليونيل ميسي رغبته بالرحيل عن برشلونة، ارتبط اسم مانشستر سيتي باللاعب الأرجنتيني، لكن الصفقة تبدو صعبة. الاسم الأقرب للتوقيع في الأيام المقبلة هو كاليدو كوليبابي، مدافع نابولي الإيطالي، وهذا قد يعطي إضافة هائلة لفريق مدينة شمال إنكلترا.
يُعد تشلسي النادي الإنكليزي الأكثر نشاطاً في سوق الانتقالات الحالي


على الطرف الآخر من المدينة، يصارع مانشستر يونايتد الزمن في سوق الانتقالات الحالي، ولا يزال حتى اللحظة بعيداً عن تطلعات المدرب والجماهير. أنهى مانشستر يونايتد موسمه ثالثاً في الدوري ليضمن بذلك مقعداً في دوري الأبطال. رغم البداية المتعثرة للفريق الموسم الفائت، تمكن المدرب النرويجي أولي غونار سولشاير من تعديل الأوتار، ليحصد سلسلة من النتائج الإيجابية بعد استئناف النشاط الكروي. استغل سولشاير فترة الإيقاف التي فرضها انتشار فيروس كورونا لإيجاد التوليفة المناسبة، فبرز التغيير على صعيد خط المقدمة حيث اعتمد على الثلاثي مارسيال، راشفورد وغرينوود، كما ظهر جلياً مدى اندماج اللاعب برونو فيرنانديز مع المنظومة، ما أعطى التوازن للفريق. شكّل هذا الأخير إحدى أبرز صفقات الفريق في السنوات الأخيرة، والإدارة تسعى لتعزيز المنظومة بصفقاتٍ مشابهة للمضي قدماً في المسابقات المحلية والعودة إلى أضواء أوروبا من جديد. يسعى النادي جاهداً للتوقيع مع جناح بوروسيا دورتموند جايدن سانشو، غير أن الفريق الألماني أعلن عن استمرار لاعبه الإنكليزي الشاب في ملعب سيغنال أدونا بارك. رغم ذلك، تبقى محاولات الشياطين الحمر قائمة للتوقيع مع سانشو الذي تقدّر قيمته بـ100 مليون يورو. وبحسب الصحافة الإنكليزية، يرغب اللاعب بتمثيل مانشستر يونايتد، لكنه لن يحرّك المياه ضد فريقه من باب التقدير، حيث يفضّل الخروج بأفضل صورة ممكنة. من جهته، يرفض نائب المدير التنفيذي لمانشستر يونايتد إيد وودوارد دفع القيمة المقدّرة للاعب، وهو ينتظر حتى اللحظات الأخيرة في حال قرر الفريق الألماني تغيير رأيه وتخفيض الكلفة. بعيداً عن تعقيدات الصفقة، لن يكون سانشو كافياً إذا ما أراد مانشستر يونايتد العودة إلى منصات التتويج. الفريق بحاجة إلى تدعيماتٍ كثيرة، وخاصة في خطّي الوسط والدفاع.
تجدر الإشارة إلى تجديد مانشستر يونايتد عقد حارس مرماه الشاب دين هندرسون مع الفريق لمدة 5 سنوات مع إمكانية التمديد لموسم إضافي، وذلك بعد إعارةٍ ناجحة دامت عامين رفقة شيفيلد يونايتد. بفعل أدائه اللافت، وقد يشارك هندرسون على حساب دي خيا، الذي عانى الأمرّين في الموسم الماضي.
من جهته، يُعد تشلسي النادي الإنكليزي الأكثر نشاطاً في سوق الانتقالات الحالي، حيث تُظهر الصفقات التي أبرمها والتي يعمل على إنهائها خطته الواضحة للمنافسة على لقب الدوري من جديد. بعد مرور سوقَي انتقالات بلا أي تعاقد إثر عقوبةٍ فُرضت على النادي، وجد تشلسي نفسه في وضع مالي يسمح له بالدفع لاستقدام العديد من المواهب الواعدة، وخاصة بعد بيعه العديد من اللاعبين من دون استغلال أموالهم مثل البلجيكي إيدين هازار.
بدأ الأمر بالتوقيع مع موهبة أياكس حكيم زياش في أواخر الموسم الماضي مقابل قرابة الـ33 مليون يورو على أن يشارك مطلع الموسم الحالي، تبعهُ استقدام للمهاجم الألماني تيمو فيرنير بالطريقة نفسها مقابل 47.9 مليون يورو. وأعلن النادي الأربعاء ضم بن تشيلويل، ظهير أيسر ليستر سيتي ومنتخب إنكلترا، لمدة 5 مواسم. بعد ضمانه التوقيع مع أحد أفضل المواهب الشابة في أوروبا، يتجه النادي للتوقيع مع لاعبين آخرين لخلق التوازن في المنظومة، وبحسب الشائع في الصحف الرياضية، يسعى النادي اللندني للتوقيع مع الموهبة الألمانية كاي هافرتز، المدافع اليافع مالانغ سار، ومدافع باريس سان جيرمان تياغو سيلفا.
بالنظر إلى الصفقات المُبرمة حتى اللحظة، يبدو أن الجدول سيحافظ على الفرق نفسها في المراكز الأربعة الأولى، مع احتمالية تغيير الترتيب. ليفربول والسيتي هما الأكثر حظوظاً للتتويج بالدوري نظراً إلى الاستقرار، ويبدو تشلسي في طريقه للدخول على خط السباق الثنائي بفعل تميّزه في سوق الانتقالات الحالي.