لم يعد النروجي أولي غونار سولسكيار في الصورة، ولا تيدي شيرينغهام، ومثلهما ديفيد بيكام. اعتزل روبي كين والأخوان غاري وفيليب نيفيل، وكذا فعل «السير».
مشوا كل في طريقه، إلا أن الدقيقة التاريخية من المباراة التي فاز فيها فريقهم السابق مانشستر يونايتد الإنكليزي على بايرن ميونيخ الألماني 2-1 في نهائي دوري أبطال أوروبا في ملعب «كامب نو» ظلّت وحدها حاضرة. حاضرة في الذاكرة. تلك الدقيقة التاريخية التي غيّرت وجهة كأس، وحال مدينتين: إحداهما عاشت الفرحة، وأخرى حزنت وما فارقتها الحسرة.
صحيح أن البافاري تمكن من الثأر مرتين من يونايتد وإخراجه من ربع نهائي المسابقة ذاتها: الأولى في عام 2001 في طريقه نحو اللقب، والثانية في عام 2010 في طريقه نحو المباراة النهائية التي خسرها أمام إنتر ميلانو الإيطالي 0-2، إلا أن «الغصة» لا تزال كبيرة في القلب البافاري لفرحة سُرقت، وظل البافاريون يبحثون عن سبيل ليشفوا من خلاله الغليل.
هذه النار التي لا تزال تشتعل في قلوب البافاريين، يدركون جيداً أنها لن تنطفئ الا بانتصار يزلزل الأرض تحت أقدام «الشياطين الحمر» في معقلهم التاريخي «أولد ترافورد». ويدرك البافاريون أيضاً أن هذه الفرصة تبدو سانحة الليلة عندما يحلّون على هذا الملعب في ذهاب الدور ربع النهائي للمسابقة الأوروبية الأم، نظراً إلى القوة التي بلغها فريقهم تحت قيادة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا، وإزاء الضعف الذي بلغه خصومهم تحت قيادة المدرب الاسكوتلندي ديفيد مويز.
هذه الأجواء تبدو جلية في ألمانيا وإنكلترا. ففي الجانب الألماني تظهر الرغبة كبيرة في إلحاق هزيمة ثقيلة كمّاً ونوعاً بـ«الشياطين الحمر» لا يمكن أن تحجبها تلك التصريحات «الدبلوماسية» من قبيل احترام تاريخ يونايتد أو الحذر من هبّة مفاجئة له، حيث رأى، على سبيل المثال، النجم باستيان شفاينشتايغر أن المواجهة أمام مانشستر هي «النهائي الأول» لبايرن.
أما في الجانب الإنكليزي، فيكفي التوقف عند عناوين الصحف لتلمس الأجواء هناك؛ اذ يبدو التخوّف كبيراً من قوة البافاري إزاء تراجع يونايتد، حيث كتبت صحيفة «ذا دايلي مايل» المعروفة بنفحتها الساخرة: «سنعلم المزيد عن يونايتد عندما يواجه بايرن ميونيخ».
لكن السؤال الأهم: ماذا عن المدرب الأكثر عرضة للانتقادات والسخرية حالياً، ليس في إنكلترا فحسب، بل في العالم أجمع؟ الجواب: ديفيد مويز متفائل. نعم، فآخر تصريح للمدرب الاسكوتلندي أمس بدا فيه متفائلاً حيث نقلت الصحف عنه قوله إن «اللاعبين في حالة تركيز للموقعة»، مشيراً إلى أن «الفوز على بايرن ميونيخ يمكن أن ينقذ موسم مانشستر يونايتد».
جيد، إنها أنباء سارة من مويز للمتابعين قبل جماهير يونايتد - الذين ما عادوا يثقون بالرجل - على الأقل ليستهلوا مشاهدة المباراة بمعنويات مرتفعة بأن يتابعوا موقعة حماسية لا يكون فيها سيطرة مطلقة لطرف (بالتحديد بايرن) على آخر.
التوقعات والترجيحات والمنطق تصبّ إذاً في منح الأفضلية المطلقة لبايرن ميونيخ الليلة، ولو في ملعب خصمه. أما الأمنيات، فوحدها من يتسلح بها جمهور «الشياطين الحمر» بأن تمر هذه الليلة «على خير» في «أولد ترافورد»، ولسان حالهم، لا شك، واحد: نرجوك مويز، كفى تدميراً لإرث يونايتد.