منذ عام 2004 بسط نادي برشلونة سيطرته على الليغا الإسبانية، محققاً 10 ألقاب للدوري المحلي في 15 عاماً، وفارضاً نفسه رقماً صعباً في أوروبا. أبرز نجوم العالم لعبوا لبرشلونة، ولكن الحقبة الذهبيّة كانت مع أندريس انييستا وتشافي هيرنانديز وكارليس بيول وليونيل ميسي... الفريق الذي لعب تحت قيادة المدرب الإسباني بيب غوارديولا بين 2008 و2012 حقق جميع الألقاب الممكنة، بينها السداسية التاريخية، وبات مرعباً لجميع فرق أوروبا والعالم. الألقاب المحليّة أضيفت لها ألقاب أوروبيّة، وتحديداً في دوري الأبطال أعوام 2006، 2009، 2011 و2015. من شاهد برشلونة بين 2005 و2015 لا يمكن أن يصدق ما يحصل اليوم، وأن النادي عاجز عن مواجهة فرق آخر الجدول في إسبانيا أو أندية متوسطة في أوروبا.يقال إنها نهاية حقبة في برشلونة، خاصة بعد اعتزال تشافي وبيول وأبيدال وغيرهم الكثير، فيما بقي ليونيل ميسي وحيداً في الميدان. إلا أن الحقيقة تقول عكس ذلك، فما يحصل يدل على أنه نهاية النادي، في ظل فشل إداري كبير، وعجز فني هائل. مدافع الفريق جيرارد بيكيه وصّف الواقع قبل أيام، وقال: «نحن بحاجة إلى تغييرات جذرية».
برشلونة وعلى لسان جميع النقاد، يحتاج اليوم إلى ثورة تنقذ الفريق وتضعه على السكة الصحيحة، وتعيد بعض الحق للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي صنع مجد برشلونة في السنوات الماضية. ميسي هو الضحية الأكبر في النادي الكاتالوني اليوم، فهو أضاع 4 سنوات من عمره بين 2016 و2020 من دون أن يحقق المجد الأوروبي، في ظل فشل إداري عن تدعيم الفريق بالصورة المطلوبة. لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن يخرج ميسي ليقول إنه يريد الرحيل عن برشلونة. هذا هو الزلزال فعلاً. رحيل ميسي يعني خروج الروح من الجسد البرشلوني فعلاً، بعد أن ارتبط اسم «البرغوث الأرجنتيني» بالفريق على مدى سنوات. ميسي يعتبر أنه تعرض للإهانة على أيدي روما وليفربول أخيراً أمام بايرن ميونيخ في دوري أبطال أوروبا، والإدارة هي السبب. نادى النجم الأرجنتيني صاحب الكرات الذهبية الست كثيراً بالتغيير ولكن الإدارة لم تتجاوب معه.
يعتبر البعض أنه يجب تغيير جميع اللاعبين باستثناء ليونيل ميسي والحارس تيرشتيغن

الأكيد اليوم أن النادي يحتاج إلى 5 سنوات متواصلة من العمل لكي يستعيد مكانته المحليّة والأوروبيّة، ويكون قادراً على منافسة أندية تنفق الملايين لتدعيم صفوفها ووضع هيكليات وخطط للسنوات المقبلة. هناك عدد كبير من اللاعبين الذين أصبحوا خارج الخدمة، وهناك أيضاً من لم يستفِد منه النادي بعد، رغم أنه جاء الى كامب نو مقابل عشرات ملايين اليوروهات، وعلى رأس القائمة هناك أنطوان غريزمان، كما عثمان ديمبيلي... ويعتبر البعض أنه يجب تغيير جميع اللاعبين باستثناء ليونيل ميسي والحارس تيرشتيغن، لكي يتمكّن النادي من العودة إلى السكة الصحيحة، وربما يكون هذا الرأي صائباً.
الخطوة الصحيحة الأولى أنجزتها الإدارة، وأقالت المدرب كيكي سيتيين، كما تعهدت أنه ستقوم بتغييرات هائلة. وأعلن النادي الكاتالوني في بيان «عقب اجتماعها الاثنين، أعلنت اللجنة الإدارية لنادي اف سي برشلونة أن كيكي سيتيين لم يعد مدرباً لفريقها الأول». وأضاف «يتعلق الأمر بأول قرار يتم اتخاذه بخصوص إعادة الهيكلة الواسعة للفريق الأول لبرشلونة والتي ستتم باتفاق مع الإدارة الفنية الحالية والمدرب الجديد». وفي نفس البيان الصحافي الذي أصدره برشلونة الاثنين، أعلنت لجنة إدارة النادي، أن انتخابات رئاسة النادي المقرر إجراؤها في ربيع 2021، ستقدم إلى منتصف آذار/ مارس من العام ذاته.
التغيير قادم، والرياح التي ضربت إقليم كاتالونيا وطالبت بالانفصال عن مدريد في الفترة السابقة، يبدو أنها أصابت ملعب «كامب نو» وبات خروج إدارة بارتوميو أمراً واجباً في الانتخابات المقبلة لكي تستقيم الأمور مجدداً، ويعود النادي إلى المنافسة محلياً وقارياً.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا