يترقّب مانشستر سيتي المتوّج بطلاً للدوري الإنكليزي الممتاز في الموسمين المنصرمين، اليوم الاثنين، قرار محكمة التحكيم الرياضي «كاس»، بشأن استئنافه عقوبة منعه من المشاركة لموسمَين في مسابقات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا). وسيأتي القرار المتوقّع صدوره اليوم من قِبل المحكمة التي تتّخذ من مدينة لوزان السويسرية مقرّاً لها، بعد يومين من ضمان سيتي حسابياً مركزه الثاني في ترتيب الدوري الممتاز خلف البطل الجديد ليفربول، وبالتالي المشاركة في مسابقة دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل.وحرم ويفا نادي مانشستر سيتي في شباط/ فبراير، من خوض مسابقتي دوري الأبطال أو الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» لموسمَين بذريعة مخالفته قواعد اللعب المالي النظيف. لكن النادي المتوّج بطلاً لإنكلترا في 2018 و2019، تقدّم باستئناف أمام محكمة التحكيم، رافضاً كلّ الاتهامات الموجهة له. وستكون هذه العقوبة في حال تثبيتها، نكسة معنوية ومالية للنادي الذي حقّق قفزة نوعية منذ عام 2008. وخرج الفريق الأزرق في الأعوام الأخيرة بقوة من ظلّ غريمه في المدينة مانشستر يونايتد، وأحرز لقب الدوري الممتاز أربع مرات في ثمانية أعوام، في سجل شهد رفع الفريق 11 لقباً في مسابقات مختلفة. لكن فريق المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا لا يزال يبحث عن اللقب الأغلى، وهو التتويج في دوري الأبطال.
وبصرف النظر عمّا ستكون عليه نتيجة الحكم، يبقى سيتي هذا الموسم أمام فرصة جدية للذهاب بعيداً في دوري الأبطال، إذ بلغ الدور ثمن النهائي، وتقدّم ذهاباً بنتيجة (2-1) على أرض ريال مدريد الإسباني. وسيكون سيتي أمام تحدٍّ صعب لدى استئناف المسابقة القارية في آب/ أغسطس، إذ سيواجه فريقاً ملكياً يحقّق نتائج لافتة في الدوري الإسباني منذ معاودة نشاطه في حزيران/ يونيو الماضي، بعد توقفها لأكثر من ثلاثة أشهر بسبب فيروس كورونا المستجد.
خسارة سيتي قد تنعكس سلباً على النادي ومالكيه الإماراتيين الذين ضخّوا فيه المليارات خلال الأعوام الماضية


لكن بالنسبة إلى الفريق الإنكليزي، قد يشكل دوري الأبطال هذا الموسم فرصة أخيرة لعدد من نجومه الكبار، لمحاولة تحقيق لقب قاري، لا سيما أن عقوبة الإيقاف لموسمين قد تدفع بعضهم إلى خيار الرحيل عن صفوفه.
فغوارديولا الذي بدأ مهامه على رأس الإدارة الفنية عام 2016، يرتبط بعقد حتى نهاية موسم 2020-2021، ويستبعد أن يبقى لما بعد نهاية العقوبة. أمّا لاعبون، من أمثال رحيم سترلينغ والبلجيكي كيفن دي بروين، فقد يفضلون الانتقال إلى فريق آخر وخوض المنافسة القارية، لا سيما أنهما بلغا مرحلة من الأفضل في مسيرتيهما. وقال دي بروين في تصريحات صحافية في حزيران/ يونيو الماضي: «سنتان فترة طويلة. عام واحد هو أمر قد يدفعني إلى التفكير» والميل للبقاء.
والمفارقة بالنسبة إلى سيتي هي أن غريمه يونايتد قد يكون الرابح الأكبر من أي قرار يبقيه خارج القارة. ففي حال أبعِد سيتي عن أوروبا، سيتمكّن صاحب المركز الخامس في ترتيب الدوري الممتاز، وهو حالياً يونايتد قبل استكمال مباريات المرحلة الخامسة والثلاثين، من حجز مقعده في المسابقة القارية الموسم المقبل.
ومن جهة ثانية فإن خسارة سيتي قد تنعكس سلباً على النادي ومالكيه الإماراتيين «منصور بن زايد آل نهيان» الذين ضخوا فيه المليارات خلال الأعوام الماضية، في عملية يرى المحللون أن من أهدافها، تلميع صورة الإمارات وحضورها على الساحة العالمية. أما بالنسبة إلى الاتحاد القاري (ويفا)، سيكون فوز سيتي بالاستئناف نكسة ثانية له في مجال الدفاع عن قواعد اللعب المالي النظيف، بعدما فاز نادي باريس سان جيرمان الفرنسي المملوك من شركة قطر للاستثمارات الرياضية، باستئناف أمام «كاس» للحؤول دون إعادة فتح التحقيق في شبهات مخالفته لهذه القواعد.
وقد يجد ويفا نفسه أمام أسئلة متجدّدة بشأن هذه القواعد التي تفرض على الأندية عدم تسجيل خسائر تفوق 30 مليون يورو على مدى ثلاثة أعوام، والتي يرى منتقدوها أنها تعزز وضع الأندية الكبيرة ذات الموازنات الضخمة.