مقررات لجنة الامور المستعجلة في الاتحاد اللبناني قبل ايام اختصرت كل شيء، وما اقدم عليه فريقا الأنوار وبلاط تبيّن انه كان على نحو متعمد، وهو امر اصبح «طبيعياً» في بطولة لبنان!انسحاب بلاط من المباراة قبل نهايتها، وهو الذي كان قد شارف على الفوز فيها، جاء ردًّا على استراتيجية اعتمدتها فرق عدة من اجل «اختيار» الترتيب الذي يناسبها في ختام مرحلة الاياب، وهذا ما بدا جليّاً من خلال قرارات الاتحاد التي عاقب فيها بلاط بالخسارة بالانسحاب (0-3) وتغريمه والأنوار، وذلك بسبب لعب الفريقين ولاعبيهما بغير قدراتهما الحقيقية والاستهتار.

واللافت انه في المقررات عينها ذكر البيان بأن ما فعله لاعبو بلاط كان «لمجاراة لاعبي الانوار في الشوط الرابع...»، ما يعني ان فريق منطقة الجديدة كان قد اتخذ قراراً بتخسير نفسه، وما كشفته المعطيات كان ان بلاط شعر بعدم الاحترام بسبب تصرفات لاعبي الأنوار، الذين لم يعيروا اي اهتمام للخصم، بل كان همّهم خسارة اللقاء. اما السبب، فهو تفادي ملاقاة الشبيبة البوشرية في دور الأربعة، وهو امر ارادت عدة فرق تحاشيه لمعرفتها أن الفريق المتني العريق يمكنه تعزيز صفوفه بأفضل الاجانب، وبالتالي إطاحتها من البطولة.
اذاً هي ظاهرة طبعت مرحلة الاياب وضربت صورة بطولة الكرة الطائرة، حيث شهدت مباريات عدة «ترتيب» نتائج بحسب ما تقتضيه الحاجة، او وضع علامات استفهام حول اخرى، مثل مباريات فريق الشبيبة تنورين، الذي انهى مرحلة الذهاب وصيفاً (تلقى خسارة واحدة امام الزهراء الميناء، الذي تصدر الترتيب العام)، قبل ان تصبح نتائجه سلبية في الاياب، وقد اعاد البعض هذا الامر الى اصابة نجمه ألان سعادة ومشكلات لاعبيه الاجانب.
لكن ما حصل في مباراة الانوار وبلاط كان فاضحاً، بحسب ما وصف رئيس الاتحاد جان همام، الذي قال إن الاتحاد كان مدركاً ما يحصل «وهي امور اعتدنا رؤيتها في العاب اخرى مثل كرة السلة، وباتت امراً عادياً، حيث عمدت بعض الفرق الى تظهير حساباتها على ارض الملعب، لكن بعض المباريات جرى اخراجها بطريقة لائقة لا كمباراة الانوار وبلاط، التي تخطت كل الحدود، وكانت الامور واضحة فيها، وبالتالي لا يمكن التغاضي عنها».
الا ان الاهم هو ما افاد به همام بأن خطوات سيتخذها الاتحاد في هذا الشأن لكي يجنّب البطولة في الموسم المقبل ما حصل حالياً، واذ لا يمكن تغيير النظام او الاجتهاد في مادة ما للحكم اذا ما كان اي فريق تعمّد تخسير نفسه، او لم يلعب بمقدراته الحقيقية، فإن الحل في رأيه «سيكون عبر جدولة برنامج المباريات على نحو لا يسمح للفرق بالتفريط بنقاطها، حيث ستكون ملزمة بتقديم كل ما لديها فنياً».
الا ان اوجاع الرأس الاتحادية لا تقتصر على بطولة الدرجة الأولى فقط، اذ إن المتاعب جاءت في الايام الاخيرة من الدرجات الدنيا ايضاً، حيث عمد الاتحاد الى وقف اللاعب منصور موسى عن اللعب مع فريق فينيقيا، الذي ينافس في بطولة الدرجة الثالثة. وجاء هذا القرار بطلبٍ من رئيس نادي حالات (درجة ثانية) طوني شربل، الذي ينتمي اللاعب اصلاً الى فريقه، لكنه فوجئ بمشاركته مع فريق آخر، بعدما كان قد اعتذر عن عدم اللعب معه لضيق وقته، في وقت عُلم فيه ان حالة منصور ليست الوحيدة في هذا الاطار، بل إن هناك حالات اخرى شبيهة. وقال شربل في اتصال مع «الأخبار»: «لا اعلم على اي اساس أُصدرت بطاقة اتحادية تخوّل اللاعب المشاركة مع فريقٍ آخر، وهو لا يزال مسجّلاً على كشوف نادي حالات. هذا نوعٌ من الاخطاء غير المقبولة، التي تخرج اللعبة عن الأطر القانونية».

يمكنكم متابعة شربل كريم عبر تويتر | @charbel_krayem