في ظل الحراك الذي تشهده لعبة كرة القدم في لبنان، مع إنهاء الاتحاد اللبناني لجميع الإجراءات التنظيمية من قوانين وأنظمة فنية لإطلاق الموسم، قفز منتخب لبنان الأول إلى الواجهة أمس عبر تقديم الجهاز الفني الجديد في مؤتمر صحافي عُقد في مقر الاتحاد. مرّت تسع سنوات لم تشهد القيادة الفنية للمنتخب الأول وجود مدرب لبناني، بعد أن كان المدرب الوطني إميل رستم آخر اللبنانيين، ليخلفه الألماني ثيو بوكير يليه الإيطالي جوسيبي جيانيني ثم المونتينيغري ميودراغ رادولوفيتش، قبل أن تنتهي مرحلة المدربين الأجانب مع الروماني ليفيو تشيوبوتاريو.
عودة إلى المدرب اللبناني تحدّث عنها رئيس لجنة المنتخبات وعضو اللجنة التنفيذية الدكتور مازن قبيسي خلال المؤتمر الصحافي. واعتبر أن تسمية جهاز فني محلي كاملاً لقيادة منتخب لبنان في المرحلة المقبلة أمر ليس وليد صدفة، بل يأتي في نطاق حزمة مترابطة من الخطوات للتطوير وترسيخ الأسس، إذ ارتأت اللجنة التنفيذية للاتحاد اعتمادها وتفضي إلى لبننة الأجهزة الفنية للمنتخبات تباعاً، كما أنها فرصة مناسبة ستنعكس إيجاباً على مختلف الكوادر الفنية العاملة في قطاع كرة القدم.
وأشار رئيس لجنة المنتخبات إلى أن الاتحاد أخذ قرارات كثيرة على كلّ الأصعدة، كالبطولات المحلية، شهادات المدربين وخطط متعددة لتطبيق مشروع جديد لوضع الكرة اللبنانية على السكة السليمة. كلام قبيسي جاء بحضور جمال طه، ومساعده وسام خليل ووحيد فتال مدرّباً لحراس المرمى ويوسف محمد (دودو) مستشاراً فنياً، ومدير المنتخب فؤاد بلهوان والمنسّق الإعلامي للمنتخب الزميل وديع عبد النور.
وكانت مناسبة عرض طه خلالها خطته للمرحلة المتوسطة المقبلة وقدّم شرحاً ضوئياً حولها. وشكر طه الاتحاد على ثقته مؤكداً أن أفراد الجهاز الفني في تعاون وتنسيق دائمين، مطالباً الجميع ولا سيما الجسم الإعلامي، الشريك الدائم، بالمعاينة الواقعية والمؤازرة «لتحقيق ما نصبو اليه». ولفت إلى أن «عملاً كبيراً ينتظرنا» بدءاً من حصص اختبارات 24 لاعباً مرشحين للانضمام إلى صفوف المنتخب مستقبلاً، والتي ستنطلق عند العاشرة والنصف من قبل ظهر الاثنين المقبل 29 حزيران على ملعب المجمّع المهني في بئر حسن. وهي «خطوة أولى» من ضمن «خطة الطريق على المدى المتوسط» التي عرضها، والمتضمّنة 8 نقاط، توفّر تواصل الأجيال لتحقيق توازن مطلوب من خلال تجديد هادئ ومدروس لشباب المنتخب في المدى القريب، بحيث يخفّض معدّل أعمار اللاعبين إلى 25-26 سنة. «لقد قمت بإعداد خطة طريق تشرح استعداداتنا ورؤيتنا للمستقبل وخوض تصفيات كأسَي العالم 2022 وآسيا 2023. هدفنا إعداد المنتخب على المدى المتوسط لإيجاد توليفة من أفضل العناصر بالإضافة إلى تخفيض معدل الأعمار في المنتخب الوطني الأول حتى عام 2023.
واستطرد طه: «سنعمل على متابعة الدوري المحلي والوقوف على مستوى اللاعبين الشباب، كما سنتابع دوري الشباب وسنتواصل مع مدربي الأندية لمناقشة كل جديد وإعطاء دور للاعبين الصغار». وأكد طه أن البحث عن لاعبين لبنانيين سيستمر خارج لبنان ليكونوا دعامة للمنتخب الأول، مشدداً على التعاون مع مدربي المنتخبين الأولمبي والشباب لتكوين تصوّر حول شكل المنتخب في السنوات المقبلة. وأكمل: «سنقيم جلسة تقييم للمرحلة الأولى بين الذهاب والإياب لتكوين صورة عن اللاعبين والوقوف عند بعض الأسماء».
وأشار طه إلى أن التعاون سيكون مع جميع الأطراف للوصول إلى الهدف المنشود «نحن على قدر الثقة وسنتعاون مع الاتحاد والجهاز الفني والأندية والإعلام والأكاديميات للوصول إلى الهدف. والأهم أن لا يكون هناك فرق بين المنتخب الوطني واللاعبين الصغار. هناك عمل كبير ينتظرنا للنهوض بالمنتخب بعد الأزمات التي مرّت بالبلد وسيكون هناك تواصل مع الجميع.
نستعد لتصفيات كأسَي العالم وآسيا عبر متابعة جميع الفرق والمباريات قبل بداية الدوري، وهناك اختبارات بدنية للاعبين وإقامة معسكر داخلي أو خارجي في أيام الفيفا (من 1 إلى 8 أيلول) وسيكون التجمّع الوحيد قبل مباراة تركمانستان».
وأضاف طه: «سنعمل أيضاً على متابعة لاعبي المنتخب من بداية الدوري وإقامة تمارين للمنتخب في أوقات تُحدد لاحقاً مع اللاعبين الذين يلعبون في الخارج للوقوف على مستواهم».
وعلى خطّ موازٍ، سيكون التحضير للمباريات الثلاث المتبقية ضمن الدور الأول من التصفيات المزدوجة (كأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023) بدءاً من تشرين الأول المقبل، ويسبقها معسكر إعدادي في الأسبوع الأول من أيلول المقبل خلال أيام الـ«فيفا». ووفقاً لتجارب سابقة، شدّد طه على أن فرصة التأهل لا تزال متاحة «ومباراتنا أمام تركمانستان على أرضها هي الفيصل على هذا الصعيد».
كما لفت طه إلى أن أبواب المنتخب مفتوحة أمام كل من يثبت جدارته، انطلاقاً من المتابعة اللصيقة التي سيتولاها أفراد الجهاز الفني أثناء مباريات الموسم المقبل، حيث سيشهد شكل الدوري تغييراً وخصوصاً ما يتعلّق بإيلاء أصحاب الأعمار الصغيرة اهتماماً وعناية وتحفيزاً، فضلاً عن مواكبة بطولات الفئات العمرية والتشاور مع الأجهزة الفنية في الأندية.


قرعة الدوري والكأس


سُحبت أمس قرعة مسابقتَي الدوري اللبناني للدرجتين الأولى والثاني ومسابقة كأس لبنان للموسم الجديد 2020 ــــ 2021، في مقر الاتحاد اللبناني لكرة القدم. وكان حضور ممثلي الأندية خجولاً، وانحصر بمديري أندية: العهد محمد شري، الأنصار بلال فراج، البرج نادر عمّار، وشباب الساحل حسين فاضل، مع غياب لافت لنادي النجمة الذي لطالما حضر مراسم سحب قرعة المسابقات سابقاً. وأفرزت القرعة مواجهة قوية بين العهد والبرج في الأسبوع الأول، في حين يلعب شباب البرج مع السلام زغرتا، والتضامن صور مع الأنصار، والصفاء مع النجمة، والإخاء الأهلي عاليه مع الشباب الغازية، وشباب الساحل مع طرابلس. وتشهد الجولة الثانية، لقاءً منتظراً بين شباب الساحل والبرج، في حين يلتقي الأنصار مع النجمة في الجولة الثامنة، وتشهد الجولة العاشرة مواجهة مرتقبة بين النجمة والعهد. وعلى صعيد كأس لبنان، يلتقي في دور الـ 16: التضامن صور مع العهد، النجمة مع طرابلس، الصفاء مع السلام وشباب الساحل مع شباب البرج، في حين ينتظر البرج والإخاء الأهلي عاليه والأنصار والشباب الغازية، الفائزين من الأدوار التمهيدية لأندية الدرجة الثانية.