عند توقف الدوريات توقع العديد من المصادر والشركات الإحصائية أن تصل خسائر الدوري الألماني لكرة القدم إلى حوالى 800 مليون يورو، إلّا أن العودة الحالية للمباريات يمكن أن تقلّل الخسائر إلى 300 مليون. هو رقم كبير بلا شك، إلّا أن مقارنته مع الرقم الأساسي يمكن أن يجعل الأمور أفضل، خاصّة للاعبين والأندية، إضافة إلى 56 ألف شخص يعملون في كرة القدم الألمانية وتحديداً في الدرجتين الأولى والثانية. ستخسر الأندية اليوم عائدات حضور المباريات بسبب غياب الجمهور عن الملاعب، إلّا أنها ستكسب عائدات النقل التلفزيوني ـ وهذا الأهم ـ والتي تصل إلى حدود 300 مليون يورو. هذه العائدات ستنقذ 13 نادياً من أصل 36 في الدرجتين الأولى والثانية في ألمانيا من الإفلاس، وستحمي وظائف عشرات آلاف العمال. واللافت أنه في الظروف الطبيعية، تتقاضى أندية البوندسليغا ما مجموعه 1.4 مليار يورو، من بثّ الجولات الـ34 للبطولة. هذا الرقم الكبير يُمكن أن يعود، على اعتبار أن غياب الجماهير عن الملاعب والاكتفاء بمشاهدة المباريات عبر الشاشة الصغيرة، سيشعل سوق الإعلانات، وبالتالي تكسب القنوات الناقلة المزيد من الأموال التي ستنعكس بدورها على العقود مع الأندية. إضافة إلى ذلك إنّ رابطة الدوري الألماني لا تزال تعمل للحصول على قرض بقيمة 300 مليون يورو من أجل دعم الأندية مادياً.
تتمنّى الأندية الإنكليزية عودة النشاط في منتصف حزيران المقبل

الظروف في ألمانيا تبدو ممتازة مقارنة ببعض الدوريات الأوروبية الأخرى. فرنسا توّجت نادي باريس سان جيرمان منذ أسابيع وألغت الدوري، وبالتالي فإنّ خسائر الأندية والعاملين في مجال كرة القدم ستكون كبيرة جداً وصعبة التعويض. وفي هذا الإطار اعتبر السلوفيني ألكسندر تشيفيرين رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) أن قرار رابطة الدوري الفرنسي «سابق لأوانه». وقال تشيفيرين في نهاية الأسبوع «بالنسبة لي، القرار كان سابقاً لأوانه... رأيي الشخصي أنكم أنهيتم الموسم في وقت باكر جداً... هذا ليس مثالياً، لأنه يمكن للأمور أن تتحسّن ويمكن للجميع اللعب مجدّداً، باستثناء بعض البطولات».
وبعيداً عن الإلغاء تتمنّى أندية إنكلترا السير على خطى ألمانيا وإطلاق الدوري من جديد في منتصف حزيران المقبل. وفي حال تم استكمال الدوري الإنكليزي فإنّ أندية البريميرليغ ستكسب جزءاً من أموال النقل التلفزيوني، وبالتالي ستنجو من خطر الوقوع في المحظور. وكان نادي مانشستر يونايتد مهدّداً بخسارة حوالى 143 مليون دولار (خسائر عامة). أما نادي ليفربول ففي حال عدم استكمال الدوري سيكون أكبر الخاسرين من عوائد البثّ التلفزيوني، حيث تُقدّر خسارته من هذا البند حوالى 68 مليون دولار. ويتوقع العديد من المصادر أن يعود الدوري الإنكليزي في حزيران، وبالتالي إنقاذ الأندية الصغيرة والموظفين الذين يعملون في قطاع كرة القدم.


إيطاليا من جهتها ربما ستواجه مصير فرنسا وهو الإلغاء. وذكر موقع «كالتشيو ميركاتو» الإيطالي في وقت سابق أن نادي ​يوفنتوس​ الإيطالي قد يتعرّض لخسارة مادية يمكن أن تصل إلى حدود 110 ملايين يورو. وتم تحديد 45 مليون يورو منها من خلال حقوق البث التلفزيوني للدوري الإيطالي و​دوري أبطال أوروبا​. ولفت الموقع إلى أن الخسائر تتمثّل في 40 مليون يورو خاصّة بإيرادات الرعاية وقد يخسر البيانكونيري ما يصل إلى 20 مليون يورو من مبيعات التذاكر.
الخسائر ذاتها قد تحصل في إسبانيا، وبحسب صحيفة ماركا فإنّ خسائر نادي برشلونة بسبب كورونا فقط بلغت نحو 150 مليون يورو جرّاء غياب مبيعات التذاكر وإغلاق المتاجر الرسمية والمتحف والأكاديميات.
إذاً هي مرحلة حساسة واستثنائية في كرة القدم العالمية. ألمانيا نجحت في إنجاز المرحلة الأولى، وباقي الدوريات تترقّب وتتابع هذه التجربة باهتمام كبير، وفي حال أعادت إطلاق عجلتها الكروية هي الأخرى ستتمكّن من تقليل الخسائر.