يزداد الضغط على نادي النجمة مع توالي الدعاوى المرفوعة بحق النادي، والتي فاز أصحابها بدعاويهم. البداية الرسمية كانت مع اللاعب الغريندادي سيدريل لويس الذي صدر حكم لصالحه يلزم النجمة بدفع ما يقارب الـ12,600 دولار. فرضت الظروف التي يمرّ بها لبنان على النادي عدم القدرة على تسديد المستحقات بسبب إقفال المصارف وصعوبة التحويلات. هذا الأمر أدى إلى صدور قرار عن الفيفا بمنع النادي من التعاقد مع أيّ لاعب أجنبي أو محلي حتى تنفيذ القرار. وفي حال عدم دفع المبلغ للاعب يبقى النادي ممنوعاً من التعاقد لثلاث فترات متتالية. حينها بدا قرار التجميد أقرب إلى الضربة المعنوية منه إلى الضرر الفعلي على النادي. ففي حيثيات القرار ورد بندٌ يرفع الإيقاف عن النادي مباشرة بعد تسديده المبلغ. ولا شكّ في أن قيمة المبلغ متواضعة نسبة إلى ميزانية النادي السنوية والأموال التي تُصرف، وبالتالي كانت مسألة تسديد المبلغ للاعب لويس بديهية وستتم بعد استقرار الأوضاع في المصارف. لكن هذا لا يخفّف من ضرر القرار المعنوي، إذ لا يليق بنادٍ بحجم نادي النجمة أن يتم إيقافه في سابقة تحصل للمرة الأولى في تاريخ النادي. لكن في ظل الظروف الاقتصادية الاستثنائية في لبنان قد يتقبّل البعض صدور مثل هكذا قرار.
لكن أول من أمس صدر قرار جديد عن الفيفا لصالح اللاعب إيساكا بمبلغ كبير يصل إلى 57 ألف دولار أي ما يقارب أربعة أضعاف ما يجب دفعه للويس. وترافقت الدعوى مع قرار آخر من الفيفا لصالح اللاعب البرازيلي جيلبرتو دوس سانتوس الذي سيحصل بدوره على ما يقارب الـ12 ألف دولار.
هنا بدا أن جرس إنذار يُقرع في نادي النجمة. جرسٌ قد يتعالى صوته في حال حصل ما هو متوقّع وصدر قرار جديد من الفيفا، وهذه المرة لصالح اللاعب التونسي مراد الهذلي الذي تشير المعلومات من تونس إلى أنه سيحصل على قرار مماثل لقرار إيساكا، نظراً إلى تشابه الملفين ومتابعتهما من قبل خبير قانوني واحد هو التونسي سليم بولصنام. أي أن مجموع المبالغ قد يصبح 140 ألف دولار أميركي. والأسوأ قد يكون في حال كسب المدرب التونسي طارق جرايا الدعوى التي رفعها مطالباً بمبلغ 75 ألف دولار قيمة عقده الكامل مع النجمة وبإشراف المحامي التونسي علي عباس.
جرايا: حين أحصل على المال سأسدّد أتعاب المحامي وما يتبقّى سأعيده إلى النجمة بعد رحيل أسعد صقال


قد يكون مبلغ الـ 12 ألفاً أو حتى ضعفه مقدوراً عليه من قبل القيّمين على نادي النجمة، وتحديداً الرئيس أسعد صقال الذي يقع على عاتقه مع نائبه علي السبع مصاريف النادي بشكل شبه كامل منذ ما يقارب السنة.
لا شك في أن صقال تحديداً يتحمّل مسؤولية وصول الأمور إلى ما وصلت إليه. وبالتأكيد السبب ليس مادياً، بل في طريقة إدارة ملفات اللاعبين الأجانب وتسوياتهم، حيث كان بالإمكان حلّ مسألة كل لاعب بمبلغ قليل من المال (5 ملايين ليرة لإيساكا و8 ملايين للهذلي، وراتب شهرين لجرايا). لكن هؤلاء غادروا لبنان من دون تسويات ما فتح الباب أمام الذهاب إلى الفيفا ورفع دعاوى والفوز بها ووضع خزينة النادي تحت ضغط كبير.
وفي ظل توالي الدعاوى ظهر خوفٌ من أن تمتد السلسلة إلى الدعاوى المرفوعة من لاعبين لبنانيين وتحديداً نادر مطر الذي يطالب بمبلغ 250 ألف دولار قيمة عقده الكامل مع النجمة والممتد لثلاث سنوات، والحارس عباس حسن الذي أيضاً رفع دعوى لدى الفيفا.
كل تلك الدعاوى كان من الممكن أن تُحل ولا تصل إلى الفيفا لو كانت هناك إدارة صحيحة بعيداً عن النكايات وتحويل الأمور إلى شخصية كما يقول إداريٌّ نجماويٌّ كبير لـ«الأخبار».
ما هو مفاجئ دخول المدرب التونسي طارق جرايا على خط الدعاوى، بعد أن كان كل الحديث منصبّاً على اللاعبين الأجانب واللبنانيين.
«الأخبار» اتصلت بالمدرب جرايا تستوضحه عن سبب رفعه دعوى على نادي النجمة ومطالبته بهذا المبلغ الكبير. فأشار المدرب التونسي إلى أن الـ75 ألف دولار التي يطالب بها هي قيمة عقده مع النجمة بعد أن أقاله النادي. ونفى جرايا أن يكون قد استقال قبل أن تتم إقالته كما يدّعي النجمة لافتاً إلى أن الفيفا طلب من النادي النسخة الأصلية من الاستقالة وليس صورة من هاتف كانت قد التقطتها مديرة النادي جمال الجردي. «أنا لم أستقل بل تمت إقالتي بقرار نُشر على الموقع الرسمي للنادي على الفايسبوك وفي وسائل الإعلام قبل أن يتم حذفه من الموقع، لكنني كنت قد وثّقته وجرى ترجمته وضمّه إلى الملف. كما أن محامي الأستاذ علي عباس أشار إلى أن أي استقالة كي تكون نافذة يجب أن يتم قبولها من اللجنة الإدارية في اجتماع رسمي. هذا في حال أنني استقلت لكنني لم أستقل وتمت إقالتي».
ويؤكّد جرايا بأنه سيفوز بالقضية «وحين أحصل على المال سأسدد أتعاب المحامي وما يتبقّى سأعيده إلى النجمة بعد رحيل أسعد صقال عن النادي. حاول الاتصال بي عبر أشخاص مقرّبين من الرئيس وإداريين للوصول إلى تسوية. لكن القضية ليست قضية مال، بل قصة مبدأ. فأنا لا أسعى وراء المال، ولذلك سأعيد ما سأحصل عليه من مال إلى النادي بعد أن يرحل صقال» يقول جرايا لـ«الأخبار».



بولصنام: النجمة يفاوض مراد


يحمل الخبير القانوني التونسي-الجزائري سليم بولصنام والمختصّ في القانون الرياضي ملفّين بين لبنان وتونس وزيوريخ. فهو الموكّل من اللاعبين الغاني إيساكا أبودو والتونسي مراد الهذلي في متابعة الدعويين على نادي النجمة في الفيفا. يتحدث بولصنام إلى «الأخبار» عن القضيتين، ففي قضية إيساكا جاء الحكم كتعويض للاعب عن الرواتب المتأخرة من جهة، وبقي العقد من جهة أخرى على اعتبار أن فسخ العقد معه كان تعسفياً وفق ما رأى الفيفا. «أرسلت إنذاراً إلى النادي وفق لوائح الفيفا وأمهلته 15 يوماً لتسديد الرواتب. ومن ثم وصلتني تصريحات لرئيس النادي أسعد صقال يقول فيها بأن رواتب اللاعبين موجودة، لكن اللاعبين يرفضون تسلّمها. وهنا وجّهت إنذاراً آخر بأن اللاعبين مستعدون لقبض الرواتب وتنفيذ باقي العقد لكن لم يأتني ردّ من النادي. وعليه، ذهبت بالدعوى وحصلنا على حكم». أما بالنسبة إلى مراد الهذلي فيشير بولصنام إلى أن قرار الفيفا سيكون مماثلاً لقرار إيساكا مع فارق بسيط بقيمة المبلغ حيث سيقارب الـ52 ألف دولار، ومن المفترض أن يصدر في 19 من الشهر الجاري. ويكشف الخبير بالقانون الرياضي عن وجود مفاوضات مع محامي النادي للوصول إلى تسوية. «عرضوا علينا مبلغ 21 ألف دولار وهي الرواتب المتأخرة لمراد الهذلي مقابل التنازل عن الدعوى. بالنسبة إلي أنا أرفض هذا العرض طالما أن اللاعب سيفوز بمبلغ 52 ألف دولار. لكن مراد قَبِل بالتسوية انطلاقاً من حبّه للنادي، وهو لا يريد سوى الحصول على رواتبه من دون أي عقوبات. فهو قال لي بأنه يحبّ نادي النجمة ولا يريد سوى حقّه، علماً أن مراد وإيساكا تضرّرا من كتاب نادي النجمة إلى الفيفا لمنع اللاعبين من التوقيع لصالح أندية أخرى كونهما ما زالا لاعبين في النادي. لكن مراد سامح من أرسل هذا الكتاب، أما إيساكا فهو يريد قيمة المبلغ كاملاً. موضوع مراد الهذلي يتوقّف على مدى جدية النادي في طرح التسوية، وإلا سننتظر قرار الفيفا» يختم الخبير القانوني حديثه لـ«الأخبار».


صقال: حسبي الله ونعم الوكيل
تراكم الدعاوى بحق نادي النجمة يُقلق عدداً كبيراً من النجماويين الذين يشعرون بالخطر على النادي على أكثر من صعيد. فمن جهة ما يحصل لا يليق بتاريخ النادي الذي قد لا يكون صاحب الرقم القياسي بعدد الألقاب، لكنه بلا شك من أهم الأندية اللبنانية تاريخياً إذا لم يكن أهمها. أضف إلى ذلك تخوّف النجماويين من أن يدير رئيس النادي أسعد صقال ظهره للنادي ويرحل، وخصوصاً أن ولايته تنتهي في حزيران المقبل. وفي حال لم يترشّح صقال لولاية جديدة، فإن النادي قد يكون أمام ديون كبيرة في حال استمرت الدعاوى أجنبياً ولبنانياً من دون تسديد المستحقات.
هواجس حملتها «الأخبار» إلى رئيس النادي أسعد صقال مستوضحة عن حقيقة الوضع النجماوي ومدى صعوبته.
«الوضع ليس صعباً. نحن رجال ونتحمّل مسؤولياتنا ولا نهرب. لو نريد أن نهرب لهربنا منذ زمان. وبالنسبة إلى الدعاوى المرفوعة، فالظروف قبل سفر اللاعبين الأجانب كانت صعبة على صعيد المصارف ولا يوجد دولار في البلد. قرار الفيفا حول إيساكا كان ظالماً. فمن حق اللاعب راتب شهرين أو ثلاثة، لكن إلزام النادي دفع كامل قيمة عقده فهذا كثير. فاللاعبون الأجانب غادروا بعد قرار الاتحاد اللبناني إلغاء الأجانب في ما تبقّى من الدوري لو استكمل. على العموم نحن أرسلنا كتاباً إلى الفيفا نستأنف فيه القرار على قاعدة دفع قيمة العقد كاملاً أمرٌ مجحف. وأنا أشدد على أننا مستعدون دفع الرواتب المتأخرة للاعبين إيساكا ومراد الهذلي حالاً. لكن أن ندفع قيمة العقد كاملاً فهذا تبلٍّ.
وهنا أحب أن أوضح للرأي العام أنه بينما يسعى رئيس النادي الى إيجاد تسويات مع اللاعبين وإبعاد الضرر عن النجمة، نجد بعض الجمهور وأشخاصاً من داخل النادي، والذين هم من حرّضوا اللاعبين سابقاً على رفع الدعاوى، نجدهم يتصلون بهؤلاء اللاعبين مجدداً ويطالبونهم بعدم قبول التسويات وإلزام النادي بدفع كامل الأموال. وهؤلاء بتصرفاتهم هذه لا يلحقون الضرر بأسعد صقال بل بنادي النجمة. حسبي الله ونعم الوكيل» يقول صقال لـ«الأخبار».
ويبدو كلام صقال مطمئناً، وخصوصاً أنه يتقاطع مع كلام لأحد الأشخاص المقربين منه والذي يؤكّد أن لا خوف على النادي، وأن الرئيس لن يتركه حتى لو كان الأخير لا يريد حالياً الخوض في الحديث عن الانتخابات المقبلة والترشّح لها. ويضيف الإداري المقرّب من أن مجموع ما هو مستحق من أموال على النادي لا يُعتبر كبيراً والرئيس صقال قادرٌ على تسديده بسهولة. «لا يرضى صقال أن تتعرض سمعة النادي وسمعته للاهتزاز. لا خوف على النجمة» يختم الإداري النجماوي.