يتوقع أن تعلن سلطات كرة القدم الألمانية اليوم خططها لاستئناف مباريات الدوري المحلي خلف أبواب موصدة في وجه المشجعين، بدءاً من التاسع من أيار/مايو بعد توقفها بسبب فيروس كورونا المستجد، وسط أصوات معارضة لهذه الخطوة.وبدأت حكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تخفيف القيود المفروضة في مختلف أنحاء البلاد بسبب وباء «كوفيد-19»، ولا شكّ في أن معاودة نشاط الكرة الألمانية الذي توقف في 13 آذار/مارس، ستعطي دفعة معنوية هائلة في البلاد الشغوفة بالكرة المستديرة. وفي حال مضت السلطات الكروية في هذه الخطوة، ستصبح بطولة ألمانيا أول بطولة أوروبية كبرى تعاود نشاطها.
وتُعد ألمانيا من أقل دول القارة تأثراً على صعيد الوفيات بسبب «كوفيد-19»، ومن الأكثر اقتداراً على إجراء فحوص كشفه على نطاق واسع. ورغم شروعها في التخفيض التدريجي للقيود المفروضة للحد من تفشي الوباء، أبقت السلطات على منع التجمعات العامة حتى 31 آب/أغسطس، ما سيتيح معاودة مباريات كرة القدم لكن من دون جمهور، في ما يطلق عليه تسمية «المباريات الشبح».
بدأت بعض الأندية بالتحضير لاحتمال عودتها إلى المستطيل الأخضر في غياب المشجعين


وعاودت الأندية الـ18 التي تشكل الدرجة الأولى من البوندسليغا تدريباتها في الآونة الأخيرة، لكن بمجموعات صغيرة مع اعتماد قواعد التباعد الاجتماعي وقيود صحية صارمة في أرض الملعب. وبعدما حصلت رابطة الدوري الألماني على تشجيع مسؤولين سياسيين للمضي قدماً في استئناف المباريات، ستضع اللمسات الأخيرة على معاودة النشاط من خلال اجتماع عبر تقنية الاتصال بالفيديو يقام اليوم الخميس، وتشارك فيه أندية الدرجتين الأولى والثانية.
وفي حال إقرار هذه الخطوة، يُرجح أن تنال الموافقة النهائية خلال اجتماع ميركل بمسؤولي مختلف المقاطعات، والمقرّر في 30 نيسان/أبريل.
وتبدو رابطة الدوري «دي أف أل» مصمّمة على إنهاء موسم 2019-2020 في 30 حزيران/يونيو لضمان حصول الأندية على إيرادات من حقوق النقل التلفزيوني تُقدر بـ300 مليون يورو، في ظل تقارير تشير إلى أن 13 نادياً من أصل 36 في الدرجتين الأولى والثانية تواجه خطر الإفلاس. وفي وقت يلازم أنصار اللعبة منازلهم، سيسمح فقط للاعبين، أفراد الأجهزة الفنية، المراقبين، وسائل الإعلام والمسؤولين بالتواجد داخل الملعب.

معارضة قوية
وبدأت بعض الأندية بالتحضير لاحتمال عودتها إلى المستطيل الأخضر في ظل غياب المشجعين. وبحسب التقارير، عمد نادي بوروسيا مونشنغلادباخ الى وضع مجسّمات لهؤلاء بالحجم الطبيعي مصنوعة من الكرتون المقوى في المدرجات، لإعطاء انطباع أنها ممتلئة بالناس كالعادة. بيد أن خطوة معاودة النشاط لاقت انتقادات لاذعة من مجموعات المشجعين.
ويشير المنتقدون إلى أن إقامة مباريات كرة القدم في بلد سُجلت فيه 140 ألف إصابة بالفيروس وأكثر من 4500 وفاة، ليست مبرّرة. وقالت مجموعة «فانزينين دويتشلاندز» التي تمثل العديد من رابطات المشجعين في البلاد، في بيان: «استئناف كرة القدم، حتى على شكل مباريات شبح، ليس له ما يبرره»، معتبرة أن قراراً من هذا النوع سيكون «استهزاء ببقية المجتمع»، ولا سيما العاملين في مجال الرعاية الصحية. وأضافت: «كرة القدم الاحترافية مريضة ويجب أن تبقى في الحجر». وحذت حذوها مجموعة «انسيري كورف» بقولها إن اللعبة «لا تستطيع أن تعزل نفسها عن وضعية المجتمع ككل. إذا استمرت المباريات بهذا الشكل، فنحن خارج المعادلة!».
وانضم لاعبون إلى الأصوات المعارضة، مثل مدافع بايرن ميونيخ نيكلاس زوله الذي اعتبر أن «ثمة أشياء أهم من كرة القدم في الوقت الحالي». أما مهاجم أونيون برلين سيباستيان بولتر فقال: «لا أحد يريد مباريات شبح سواء أكان الأمر يتعلق باللاعبين أم المشجعين» على الرغم من أنها الخيار الوحيد لاستكمال الموسم.
لكنّ لاعبين آخرين أبدوا توقهم للعودة مع التزام الشروط الصحية، ومنهم مهاجم بايرن توماس مولر الذي قال لمجلة «سبورت بيلد»: «طالما أن الإجراءات تتوافق مع القواعد (المفروضة من السلطات)، سنلعب كمحترفين. إذا كان ذلك ضرورياً، سنبقى في الحجر الصحي أيضاً».