سواء احببتهم او كرهتهم، لا بد ان تشعر بالحزن عليهم. فعلاً هو امر محزن عندما تصبح الفرق الكبيرة مجرد «كيس رمل» لكلّ من يواجهها، فهي مسألة تدفع كل مشجع للدعاء بألا يعيش فريقه المفضّل هذه الحالة المؤلمة الى حدٍّ كبير.هذا ما يحصل حالياً مع كل من يتابع مباريات مانشستر يونايتد. ذاك الفريق الذي حسم لقب الدوري الانكليزي الممتاز لكرة القدم بفارق 11 نقطة عن جاره مانشستر سيتي في نهاية الموسم الماضي، وقف عشية انطلاق الحقبة الجديدة واضعاً نصب عينيه استعادة تلك الكأس صاحبة الاذنين الطويلتين، لكن المفارقة المخزية هي انه يقف اليوم على مشارف الخروج بأسوأ طريقة ممكنة منها، وقد يفتقدها في الموسم المقبل نظراً الى تقهقره المستمر في الـ «بريميير ليغ».

هي فعلاً اسوأ طريقة لتوديع مسابقة دوري ابطال إذا حصل الامر، اذ ان يونايتد سيكون قد خرج امام فريق يوناني لم يكن يحسب له اي حساب قبل اسابيع قليلة. فريقٌ يأتي من بطولة محلية شارفت على الافلاس وانهيار انديتها بفعل استمرار تأثيرات الازمة الاقتصادية التي ضربت تلك البلاد منذ سنوات عدة. فريقٌ لا يحوي اي نجم كبير بنصف حجم واين روني او الهولندي روبن فان بيرسي...
انها المأساة التي بدأت اصلاً بعد ظهر الاحد عندما تلقى مانشستر يونايتد صفعة لن يتمكن من نسيانها حتى لو عاد الموسم المقبل ليحصد اللقب المحلي، وتتمثل بتلك الخسارة القاسية امام الغريم القديم ليفربول بثلاثية نظيفة، كادت تكون اكبر!
وبطبيعة الحال، المباراة امام ليفربول وضعت مانشستر يونايتد في كعب الجبل الذي يفترض عليه تسلّقه هذه الايام، فهو بدأ عند محطة «الحمر» ويمرّ عبر اللقاء مع اولمبياكوس، ووصولاً الى المباراة الصعبة مع الجار مانشستر سيتي الثلاثاء المقبل.
في ختام هذه المحطات قد تكون النتيجة واحدة، اي خسائر اضافية، لكن الفارق قد يكون تطيير المدرب الاسكوتلندي ديفيد مويز، هذا اذا لم يحصل الامر في حال السقوط امام اولمبياكوس بنتيجة غير طبيعية على يونايتد في «مسرح الأحلام».
لكن عن اي احلام نتحدث، فقد اصبح الملعب المضيف لمباريات اهم اندية انكلترا مسرحاً للكوابيس. تلك الكوابيس التي تستعيد اليوم ذكريات الماضي المظلم، فبالتأكيد تمرّ بأذهان الكثيرين تلك اللافتة التي رفعت هناك عام 1989 مطالبة باقالة «السير» الاسكوتلندي اليكس فيرغيسون حيث كتب عليها: «ثلاث سنوات من الحجج، ولا يزال الهراء نفسه».
طبعاً ادارة النادي عامذاك صبرت طويلاً على فيرغيسون، الذي عًيّن في منصبه عام 1986 وانتظر حتى 1993 لاحراز لقبه المحلي الاول، لكن اليوم الامور مختلفة لكي لا تصبر الادارة على مويز، وذلك لأسباب عدة. أول هذه الاسباب ان «السير» تسلّم فريقاً بحاجة الى اعادة بناء، فشرع في استقطاب حاجته او صناعة نجمٍ تلو الآخر برغم بعض العثرات التي واجهته في مخططه، ومنها مثلاً عندما فشل عام 1992 في ضم الهداف الشهير ألن شيرر، الذي اختار الانتقال من ساوثمبتون الى بلاكبيرن روفرز. اما اليوم، فقد وصل مويز ليتسلم من «فيرغي» فريقاً بطلاً لا بل عزّزه بأسماء مهمة في الدوري الانكليزي، مثل البلجيكي مروان فلايني ولاحقاً الاسباني خوان ماتا...
قد يقول البعض ان السبب ليس مويز، او ان الاخير يستحق المزيد من الوقت، لكن الامور مغايرة تماماً اليوم مقارنة بالماضي، اذ ان الفرق الاوروبية الاخرى تتطور بسرعة، وممنوع الخطأ على الساحة القارية، والدليل هو دخول اولمبياكوس مباراة غدٍ متقدّماً بهدفين نظيفين سجلهما ذهاباً. لذا فان يونايتد يحتاج الى صدمة، وهذه الصدمة لا يمكن ان تكون سوى من خلال اقالة مويز.
جمهور يونايتد يسأل: أليس هذا الرجل هو المسؤول عن العشوائية في الهجوم، التي دفعت فان بيرسي الى القول إن هناك من يحتل مساحاته الخاصة على الملعب؟ أليس هو المسؤول عن عدم اختيار لاعبي وسط يتمتعون بالديناميكية؟ أليس هو المسؤول عن عدم ثباته على ثنائي اساسي في قلب الدفاع؟ أليس هو المسؤول عن التقهقر امام ايٍّ من الفرق التي تحتل المراكز التسعة الأولى في انكلترا، باستثناء ارسنال الذي هزمه بهدف وحيد؟
هي اسئلة كثيرة وجوابها واحد: مويز هو المسؤول، مويز هو المشكلة.
هناك في «أولد ترافورد»، حيث اعتاد «الشياطين الحمر» «شوي» زائريهم، يُحرَقون اليوم في جحيمهم، ومن يشعل النار ويؤججها هو جمهورهم، الذي نسي معنى الانتكاسات المتتالية منذ اعوامٍ طويلة، وهو مستعد الآن لخطّ لافتات تحمل كلاماً اقسى ضد مويز وجماعته، ففي نهاية المطاف لسان حالهم يقول: «إنما للصبر حدود».

يمكنكم متابعة شربل كريم عبر تويتر | @charbel_krayem




تشلسي في خطر ايضاً

فريقٌ انكليزي آخر في دائرة الخطر هو تشلسي الذي يستضيف غلطة سراي الليلة بعد تعادلهما 1-1 ذهاباً، بينما يبدو ريال مدريد مرتاحاً قبل مواجهته ضيفه شالكه الذي اسقطه 6-1 ذهاباً. والى مباراة مانشستر يونايتد وضيفه اولمبياكوس غداً (0-2 ذهاباً)، يلعب بوروسيا دورتموند وضيفه زينيت سان بطرسبرغ (4-2 ذهاباً). وتقام كل المباريات الساعة 21.45 بتوقيت بيروت.