عانى «الريدز» الأمرّين بعد انتهاء فترة التوقف الدولي. انتصارات «هزيلة» وخسائر ثقيلة وضعت رجال كلوب في وضعٍ صعب، فرغم انفراده بصدارة البريميير ليغ مبتعداً بـ 22 نقطة عن أقرب المنافسين، لم يعرف ليفربول الاستقرار في المسابقات الأخرى. بدأ مسلسل السقوط في دوري أبطال أوروبا، عندما حل ليفربول ضيفاً على أتلتيكو مدريد في ذهاب دور الـ 16. لم تسعف العودة الأولى للفريق إلى ملعب واندا ميتروبوليتانو منذ تتويجه العام الماضي بدوري الأبطال على تفادي الخسارة، حيث صمد الهدف الذي سجله الإسباني ساؤول نيغيز في الدقيقة الرابعة حتى الدقائق الأخيرة. خسارة صعبة فشل خلالها الضيف في توجيه أي تسديدة بين الخشبات الثلاث للحارس أوبلاك، وفتحت الباب على سلسلة تخبطات مني بها الفريق تباعاً.
يبتعد ليفربول بأربعة انتصارات عن لقب الدوري الأول له منذ 30 عاماً
عاد بعدها «الريدز» إلى غمار الدوري، واستقبل ويستهام في الجولة 27 على ملعب الأنفيلد. دخل ليفربول اللقاء متسلحاً بأرقامٍ استثنائية حقق خلالها 21 انتصاراً متتالياً على أرضه، إضافةً إلى 18 انتصاراً متتالياً في الدوري معادلاً رقم مانشستر سيتي عام 2017. رغم الأرقام اللافتة، عانى متصدر الدوري الأمرّين، بعدما تقدم ويستهام ــــ أحد الفرق المهددة بالهبوط ــــ حتى الدقيقة 54 بهدفين لهدف. عادل محمد صلاح النتيجة بعدها إثر خطأ من الحارس فابيانسكي، ليتمكن ساديو ماني من خطف فوز متأخر لليفربول (3-2).
في الجولة 28، كان ليفربول على موعدٍ مع خسارته الأولى في الدوري هذا الموسم، عندما حل ضيفاً على نادي واتفورد. ثلاثة أهدافٍ نظيفة أنهت سلسلة امتدت إلى 44 مباراة دون أي هزيمة للريدز، ليبقى لقب اللاهزيمة مدوّناً باسم أرسنال ــــ فينغر 2004. لم تقتصر الخيبات على ذلك، حيث فشل كلوب في تجاوز امتحان آخر، عندما حل الثلاثاء الماضي ضيفاً على تشلسي في الجولة الخامسة من كأس الاتحاد الإنكليزي. دخل كلوب اللقاء منقوصاً من بعض لاعبيه الأساسيين، أبرزهم روبيرتو فيرمينو ومحمد صلاح، ما أظهر المنظومة بشكلٍ «باهت». سيطر البلوز في أغلب فترات اللقاء، وتمكن في النهاية من التأهل على حساب ضيفه بهدفين من توقيع ويليان وباركلي. هكذا، خرج الريدز من كأس الاتحاد ووضع نفسه في مأزقٍ كبير قبل مباراة الإياب أمام أتلتيكو.
تلقّى الفريق صفعات متتالية في الفترة الأخيرة، غير أن ذلك لا يقلل من موسمه الاستثنائي. سبق وأن مرّ ليفربول بهذه الفترة من التخبط عام 2014، عندما كان قاب قوسين أو أدنى من التتويج بلقب الدوري مع المدرب السابق بريندان رودجيرز لولا تعثره في الجولات الأخيرة. يتكرر الأمر هذا الموسم، غير أنّ فقدان الليفر للقب يبدو صعباً في ظل ابتعاده عن التتويج بلقب الدوري الأول له منذ 30 عاماً بـ 4 انتصارات فقط.
«ديربي» مانشستر غداً
انخفضت أسهم ديربي مانشستر في السنوات الأخيرة إثر تراجع مانشستر يونايتد. لا يزال النادي يتخبّط محلياً، وقد غاب عن منصات الدوري منذ آخر موسم تدريبي للسير أليكس فيرغسون (2012-2013). رغم ذلك، تعطي الحساسية بين الفريقين والحافز في إنهاء الموسم بأفضل طريقة ممكنة طعماً آخر للديربي. ستلعب المباراة غداً الأحد على ملعب الأولد ترافورد، (18:30 بتوقيت بيروت).
موسمٌ آخر يخوضه مانشستر يونايتد بعيداً عن سباق الدوري. لم يبرم النادي صفقات واعدة في الصيف، ما حال دون ظهوره بالشكل المطلوب. قرابة الـ 160 مليون يورو صرفتها الإدارة لاستقدام ثلاثة لاعبين، هم: مدافع ليستر سيتي هاري ماغوير مقابل 87 مليون يورو، وهو الرقم الأعلى لصفقة انتقال مدافع عبر التاريخ، الظهير الأيمن فان بيساكا، قادماً من كريستال بالاس مقابل 55 مليون يورو، إضافةً إلى الجناح الويلزي الشاب دانييل جايمس. لم تكن البداية جيدة للفريق، ما استدعى التوقيع مع البرتغالي برونو فيرنانديز في الانتقالات الشتوية، وهي الصفقة الأفضل لمانشستر يونايتد في السنوات الأخيرة نظراً الى تلاؤم قيمة اللاعب مع المردود الذي يقدمه (سجل هدفين وصنع 2 خلال 4 مباريات له في الدوري). تحسن الفريق مع فيرنانديز، ووصل إلى المركز الخامس مبتعداً عن الرابع تشيلسي بـ 3 نقاط، وهو يسعى إلى تحقيق نتيجة إيجابية في مباراة الغد تبقيه في دائرة أندية القمة.
على الجانب الآخر، يعود مانشستر سيتي إلى غمار الدوري متوّجاً بكأس «كاراباو». انتصارٌ في النهائي أمام نادي أستون فيلا (2-1) عاد على رجال غوارديولا بلقب كأس رابطة الأندية الإنكليزية المحترفة. يحتل مانشستر سيتي المركز الثاني في الدوري، وقد فقد نظرياً حظوظه في التتويج باللقب نظراً الى ابتعاده عن المتصدر ليفربول بـ 22 نقطة. تمكن السيتي من تعديل المسار بعد سلسلة طويلة من التخبط، حيث فاز بمبارياته الخمس الأخيرة؛ بينها انتصار مهم في ذهاب دور الـ 16 أمام ريال مدريد. في ظل معاقبة النادي بالحرمان من المشاركة في دوري الأبطال لموسمين مقبلين، سيضع الفريق كامل تركيزه على دوري أبطال أوروبا.
لقاء الغد مهم للطرفين، وتحديداً لمانشستر يونايتد الذي يسعى إلى بلوغ المقاعد المؤهلة الى دوري الأبطال، فيما يأمل غوارديولا باستكمال المسار الإيجابي تمهيداً للقاء الإياب أمام ريال مدريد.