بعد تفشّي فيروس كورونا في 5 أقاليم إيطالية، أبرزها إقليم لومبارديا، قامت رابطة الأندية في الكالشيو بتأجيل العديد من المباريات، من بينها المباراة التي كان من المقرّر أن تجمع إنتر ميلانو بسامبدوريا في الجولة 25. قامت بعدها رابطة الأندية الإيطالية بتأجيل بعض مباريات الجولة 26 من الدوري إثر تفشّي المرض أكثر في البلاد، وكانت القمة التي ستجمع يوفنتوس وإنتر ميلانو على ملعب يوفنتوس آرينا الأحد الماضي أبرز المباريات المؤجّلة في تلك الجولة، على أن تلعب في 13 مايو/ أيار. هكذا، تغيّرت تراتبية المراكز في جدول الدوري الإيطالي، ليعتلي لاتسيو الصدارة بـ62 نقطة من 26 مباراة، يخلفه يوفنتوس في الوصافة بـ60 نقطة من 25 مباراة ثم إنتر ميلانو ثالثاً بـ54 نقطة من 24 مباراة. غضب القيّمون على إدارة الإنتر إثر هذه الإجراءات، التي اعتبرها المدير التنفيذي للنادي جوسيبي ماروتا تصبّ ضدّ مصلحة النادي، نظراً إلى ازدحام جدول الفريق، وقد صرّح في هذا السياق لشبكة «راي» الإيطالية أنه يرفض قرار الرابطة بتأجيل المباراة من دون الرجوع إليه، وهو بانتظار الاقتراحات الأخرى المقدّمة. درست بعدها الرابطة اقتراح تأجيل الجولة 27 على أن تُلعب في وقتها المباريات المؤجلة من الجولة 26، فرفض ماروتا في خطاب قدمه إلى الاتحاد الإيطالي الرياضي لكرة القدم، مطالباً بإجراء مباراة سامبدوريا قبل مباراة يوفنتوس، التي كان من المقرّر لعبها في الجولة 25، ثم أشار في هذا الصدد إلى أنّ الدوري الإيطالي يواجه خطر الإلغاء إذا ما استمرّ في تأجيل المباريات، مشيراً إلى تداعيات التأجيل على تغيير توازن البطولة وتشويهها. جاء الردّ بعدها من رئيس رابطة الأندية باولو دا بينو، الذي قال في تصريحات نشرتها صحيفة «توتو سبورت» الإيطالية: «قمت برفقة المدير التنفيذي للدوري الإيطالي لويجي دي سيرفو بتقديم عرض يوم الجمعة الماضي لنادي إنتر ميلانو بإقامة مباراته المؤجلة أمام يوفنتوس يوم الاثنين (2 آذار/ مارس) بحضور الجمهور، غير أن الإنتر رفض ذلك»، مضيفاً «من غير المنطقي بعد هذا الرفض أن يشير أحد المسؤولين في الجهاز الإداري للإنتر إلى عدم عدالة المنافسة». ليردّ رئيس الإنتر بعدها بقوّة عبر منشور في حسابه الرسمي على إنستغرام، واصفاً رئيس الرابطة «بالمهرج».إثر انتشار الفيروس في الأيام الأخيرة، قامت السلطات المحلية في وقت متأخّر من مساء الثلاثاء، بإرجاء المباراة المقرّرة بين يوفنتوس وضيفه ميلان في إياب الدور نصف النهائي لمسابقة كأس إيطاليا، حيث اعتبر المحافظ كلاوديو بالومبا أن القيود التي فرضتها الحكومة باقتصار الحضور على سكان الإقليم، غير كافية لضمان السلامة. ودعم بالومبا القرار باتّخاذه على أساس تقييمات أجرتها وحدة الأزمات في منطقة بيدمونتو ومستشار الصحة الإقليمي لويجي إيكاردي. لم تقتصر الإيقافات على المباريات سالفة الذكر، إذ تقوم الرابطة باتّخاذ قراراتها يومياً تبعاً لمستجدات الفيروس، وكان آخر ما تم تداوله في الأوساط الكروية الإيطالية، هو إيقاف النشاطات الرياضية كافة في البلاد طيلة 30 يوماً، مع إمكانية التوجّه لاستئناف مباريات الكالشيو خلف أبوابٍ مغلقة، على أن تتحدّد معالم الاقتراح أكثر في الأيام المقبلة (كل يوم يتم اتّخاذ إجراءات جديدة). فقد كشفت وكالة الأنباء الإيطالية «أنسا» عن تعليق النشاطات الرياضية في إيطاليا لمدة شهر كامل، على خلفية تفشّي فيروس كورونا وتسبّبه بأعداد متزايدة من الوفيات. وأكد المصدر أن هذا القرار لن يقتصر على الشمال الإيطالي وحسب ـ أكثر المناطق تضرّراً ـ بل ستشمل إيطاليا بأكملها. وقد جاء القرار بعد أن قدمت لجنة فنية علمية تابعة للحكومة مقترحاً إلى رئيس الوزراء جوزيبي كونتي لإيقاف جميع الأحداث العامة 30 يوماً، بما في ذلك كرة القدم.
قد يُشهد في الأيام المقبلة بعض التعديلات والاستثناءات للحؤول دون تضارب الاستحقاقات المحلية مع الدولية. الفيروس ينتشر بسرعة حول العالم، وهو ما يهدّد العديد من المناسبات الرياضية العالمية، منها دوري الأبطال الحالي وبطولة يورو التي ستُلعب في الصيف. التوجّه هو باستئناف مباريات الكالشيو خلف أبوابٍ مغلقة، على أن تُتّخذ القرارات على ضوء استمرار انتشار الفيروس من عدمه.


تأجيل قمة نابولي وإنتر


قرّر محافظ مدينة نابولي الواقعة في جنوب إيطاليا مارك فالنتيني بعد التشاور مع الاتّحاد الإيطالي لكرة القدم، تأجيل مباراة إنتر ميلانو أمام نظيره فريق نابولي، التي كان من المقرر إقامتها اليوم الخميس، على ملعب «سان باولو» في إياب نصف نهائي كأس إيطاليا، وذلك بسبب تفشّي فيروس كورونا في العديد من المدن الإيطالية. وجاء تأجيل مباراة نابولي أمام نظيره الإنتر بعد ساعات فقط من قرار تأجيل مباراة يوفنتوس أمام ميلان (كانت مقرّرة أمس الأربعاء). يذكر أن مباراة الذهاب بين إنتر ميلانو ونابولي كانت قد انتهت بفوز نابولي بهدف نظيف.