رفع المنتخب اللبناني لكرة السلة كأس دورة الملك عبد الله الدولية الودّية بعد فوزه على الأردن في المباراة النهائية نهاية الأسبوع. المنتخب فاز في أربع مباريات من أصل أربع خاضها في البطولة، مقدّماً مستوى مميزاً. وحقّق لبنان الفوز على كلّ من البحرين (72 ـ 64) وعلى سوريا (87 ـ 75) وعلى العراق (97 ـ 79) قبل أن يلتقي في النهائي مع صاحب الأرض، المنتخب الأردني، ويفوز عليه بنتيجة (71 ـ 68) بعد مباراة متقاربة وصعبة.المهم خلال هذه البطولة الودية أن الجهاز الفني للمنتخب بقيادة المدرب جو مجاعص ومساعده جاد الحاج، وقف على جهوزية اللاعبين خاصة بعد التغيير الكبير الذي طرأ على المنتخب. وهي المرة الأولى منذ وقت طويل التي يلعب فيها منتخب لبنان لكرة السلة من دون المدافع القوي جان عبد النور الذي أعلن اعتزاله اللعب دولياً، وفادي الخطيب الذي اعتزل في عام 2017، إضافة إلى أمير سعود الذي لعب لفترة طويلة مع المنتخب، وكذلك أحمد ابراهيم وباسل بوجي وغيرهم...
إدارة المنتخب وجهازه الفني أرادت دخول مرحلة بناء جديدة، خاصة أن مباريات التصفيات الآسيوية سهلة جداً على الورق بمواجهة البحرين والعراق والهند، وبالتالي يمكن العمل على تحضير منتخب جديد قادر على المنافسة القارية مستقبلاً، والتأسيس من أجل الوصول إلى نهائيات كأس العالم بعد خيبة العام الماضي.
وفي دورة الأردن بدا المنتخب متجانساً وقادراً على المنافسة، خاصة أنه يضمّ مزيجاً من اللاعبين الشباب الموهوبين، وآخرين من أصحاب الخبرة الكبيرة في كرة السلة الآسيوية. وكان لافتاً خلال هذه البطولة أداء «الوحش» علي حيدر الذي قدّم مستوى مميزاً وشارك كلاعب ارتكاز في ظلّ غياب مجنّس المنتخب آتر ماجوك. ومن المتوقّع أن يكون لحيدر دور أساسي في المرحلة المقبلة نظراً إلى مستواه المميز دفاعاً وهجوماً، خاصة أن معدله التهديفي كان مرتفعاً جداً في الأردن. ويساعد حيدر في مركزه اللاعب جيرار حديديان الذي سيكون له دور إلى جانب آتر ماجوك أيضاً، الذي سيكون حاضراً خلال التصفيات.
قدم المنتخب أداء مميزاً في بطولة الأردن وفاز في جميع مبارياته


وبدوره قدم وائل عرقجي مستوى جيداً، وعبّر عن رضاه عن هذا المنتخب، معتبراً أنه يلعب كرة سلة ممتعة وسلسة، وهذا ما يدل على الانسجام الكبير بين اللاعبين. وسيكون عرقجي مرتاحاً مع المنتخب، حيث سيكون بإمكانه اللعب في المركزَين (1 و2) أي كصانع ألعاب وكلاعب جناح، في ظل وجود صانعي الألعاب الآخرين، المميز علي منصور (لاعب نادي هوبس)، والمتألق علي مزهر. وفي ظلّ وجود هذه الأسماء الثلاثة، سيكون مركز صانع الألعاب مؤمّناً بالصورة المطلوبة، مع دعم كبير لمركز الجناح.
واللافت خلال البطولة كان أداء اللاعب الجديد جوزيف الشرتوني، الذي كان حاسماً في المباراة النهائية خاصة عند خط الرميات الثلاثية. ومن الأسماء المتوقع منها الكثير مستقبلاً هو كريم عز الدين الذي لا يزال مطالباً برفع مستواه أكثر لكي يساعد المنتخب خلال التصفيات، خاصة أنه يمتلك موهبة كبيرة، وهو قادر على شغل مركز الجناح «غارد» بالشكل المطلوب، كما أنه يجيد الاختراقات تحت السلة. ومن اللاعبين الذي سيقدمون الإضافة أيضاً هو باتريك بو عبود الذي يمتلك الخبرة الكافية لمساعدة الفريق، وهذا ما أظهره في الأردن.
ومن النقاط المضيئة بالنسبة إلى منتخب لبنان اللاعبان كريم زينون والقائد إيلي رستم اللذان يلعبان بروح قتالية عالية داخل الملعب، وهما قادران على التسجيل من المسافتَين البعيدة والمتوسطة، كما أن دورهما الدفاعي يقدمانه بصورة جيدة، خاصة رستم. وسيستفيد المدرب مجاعص من إيلي شمعون وعزيز عبد المسيح لتوسيع التبديلات «روتيشين» خلال المباريات، ومن أجل إراحة اللاعبين.
إذاً هي تجريبة مضيئة لمنتخب لبنان «المتجدّد» في الأردن، سيكون التأسيس عليها في المعسكر المغلق الذي يسبق مباريات التصفيات، على أمل أن يعود المجنس آتر ماجوك وهو بمستواه، وأن لا يتأخر بدخول الأجواء مع المجموعة الجديدة.
هي تصفيات سهلة على الورق، وسيكون المنتخب مطالباً بالظهور بالصورة المطلوبة خاصة أنه يلعب النافذة الأولى على أرضه وبين جماهيره.

المنتخب يصل اليوم
دعا الاتحاد اللبناني لكرة السلة الصحافة والإعلام إلى المشاركة في استقبال منتخب لبنان للرجال عند الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم، في صالون الشرف التابع لمطار رفيق الحريري الدولي في بادرة تكريمية من وزيرة الشباب والرياضة السيدة فارتينيه أوهانيان كيفوركيان للبعثة. وسيكون في استقبال البعثة، إلى جانب الوزيرة كيفوركيان، رئيس اتحاد اللعبة أكرم حلبي وأعضاء الاتحاد ومسؤولون رياضيون وممثّلون عن الأندية.