لطالما شكلت المباراة التي تجمع بين بايرن ميونخ وشالكه قمة استثنائية في الدوري الألماني. كان هذا الأخير المنافس الأبرز للعملاق البافاري قبل طفرة بروسيا دورتموند، غير أنه أخذ بالتراجع مع مرور السنوات إثر اتّباعه سياسة بيع النجوم لتحقيق الأرباح. آخر منافسة للفريقين على زعامة الدوري كانت عام 2017 حين تُوّج بايرن ميونخ باللقب فيما حل شالكه وصيفاً. تراجع الأزرق الملكي بعدها في الموسم الماضي ليعود هذا الموسم إلى الواجهة بقيادة المدرب الجديد ديفيد فاغنر. ستلعب المباراة اليوم على ملعب أليانز آرينا (19:30 بتوقيت بيروت).قبل خيبات الألفية الجديدة، كان «الأزرق الملكي» مرشّحاً دائماً للفوز بألقاب البطولات الّتي يشارك بها، حيث تمكّن من كتابة تاريخ حافل خلال مشواره في البطولات المحلية والأوروبيّة. تحتوي خزائن نادي شاكله على الكثير من الألقاب التي جاءت على فترات متباعدة بين عامَي 1934 و2011. وكانت البطولة الأولى الّتي حقّقها هي بطولة الدّوري عام 1934، تبعتها 6 بطولات دوري ألماني، خمس بطولات كأس ألمانيا، كأس السوبر الألماني، كأس الدّوري الألماني، إضافةً إلى فوزه بالدّوري الأوروبي مرّةً واحدة. غاب شالكه بعدها عن المنافسة على الألقاب لفترة طويلة، بعد أن أصبح يعتمد سياسة بيع النّجوم للاستفادة من عوائدها الماليّة، إلّا أنّ النّادي الألماني استطاع أن يقدّم موسماً مميّزاً في 2017/2018 جعله يحتلّ مركز الوصافة خلف العملاق البافاري بايرن ميونخ. فشل بعدها شالكه في تكرار النجاح، حيث أنهى موسمه الماضي بشكلٍ كارثي، متأثّراً بعدم تعويض انتقال اللاعب ليون غوريتزكا إلى بايرن ميونيخ. تاه الفريق حينها إثر افتقاده اللاعب الذي يربط بين الوسط والهجوم، إضافةً إلى التغيير المستمر في الرسم التكتيكي من قِبل المدرب السابق دومينيكو تيديسكو، ما أفقد العديد من اللاعبين الخصائص التي يمتازون بها. عجز حينها شالكه عن الفوز خلال مبارياته الأولى، في انطلاقةٍ هي الأسوأ للنادي عبر تاريخه. سلسلة مباريات سيئة استمرّت على مدار الموسم بشكلٍ متقطّع، حتى جاءت رصاصة الرحمة للمدرب تيديسكو بعد خسارته بنتيجة 7-0 أمام مانشستر سيتي. تم استبدال تيديسكو بعدها بالمدرب المؤقت هوب ستيفينز، الذي تمكّن من إبقاء الفريق في دوري الأضواء، ليعيّن بعد ذلك ديفيد فاغنر على رأس العارضة الفنية للفريق مطلع الموسم الحالي.
تحدٍّ كبير عاشه المدرب الجديد في شالكه، بعد أن كان مطالباً بإعادة الفريق إلى الواجهة دون الدعم اللازم من الإدارة. المدرب نفسه كان تحت ضغط مضاعف إثر إقالته الموسم الماضي من نادي هادرسفيلد بعد هبوط الفريق. فور إعلانه مدرباً لشالكه، انقسم الوسط الأزرق بين مؤيّد ومعارض، نظراً إلى عدم ملاءمة مسيرة فاغنر مع تاريخ النادي، إضافةً إلى شغله سابقاً منصب مدرب شباب بروسيا دورتموند (غريم شالكه الأول) لمدة 4 سنوات ونصف. تغيرت نظرة الجماهير بعدها، ليصبح فاغنر الرجل الأول في شالكه بعد أن أعاد الفريق إلى مساره الصحيح. نتائج إيجابية وأداء مقنع وضع الفريق في المركز الخامس، مبتعداً عن المتصدّر لايبزغ بـ7 نقاط. في الأسبوع الماضي، افتتح شالكه النصف الثاني من الموسم بفوزٍ مقنع أمام بروسيا مونشيغلادباخ (2-0). فوز مهم رفع حصيلة الأزرق الملكي إلى 9 انتصارات في آخر 10 مواجهات للفريق.
مباراة صعبة تنتظر شالكه أمام بايرن ميونخ، سيعوّل فاغنر خلالها على عودة نجمه الشاب المغربي أمين حارث بعد أن غاب في الأسبوع الماضي بداعي الإصابة، إضافةً إلى تألّق الخط الأمامي بقيادة رامان والوافد الجديد غريغوريتش الذي سجل في مباراته الأولى أمام غلادباخ هدفاً وساهم في الثاني.
أنهى شالكه الموسم الماضي في المركز الرابع عشر برصيد 33 نقطة، مبتعداً عن البطل بايرن ميونخ بفارق 45 نقطة كاملة. في حال فوز شالكه في مباراة اليوم، سيتعادل الفريقان برصيد 36 نقطة لكلّ منهما، ما يعكس التطوّر الكبير الذي يعرفه شالكه هذا الموسم مع فاغنر. يتسلح شالكه بالتاريخ لمواجهة منافسه الأزلي في الدوري، فرغم الترشيحات التي تصبّ في صالح العملاق البافاري، تبقى للديربي حساباتٌ أخرى. تحسّن البايرن بعد إقالة المدرب نيكو كوفاتش، حيث عاد المدرب الجديد هانسي فليك بالتوازن المطلوب على المنظومة. يحتل الفريق المركز الثاني في الدوري برصيد 36 نقطة مبتعداً عن المتصدّر لايبزغ بأربع نقاط. انتصار في مباراة اليوم سيبقي على حظوظ البافاريين للاقتراب أكثر من الصدارة، وهو ما يعوّل عليه فليك بفعل هدّاف الفريق روبيرت ليفاندوفسكي، صاحب الـ20 هدفاً.