أثار طلب الاتحاد الآسيوي لكرة القدم من أندية الجمهورية الإسلامية خوض لقاءاتها خارج أرضها في أعقاب سلسلة أحداث في الآونة الأخيرة، أبرزها إسقاط طائرة مدنية أوكرانية، الاستغراب. فقد أكّد مسؤول إيراني أن بلاده «قوية وآمنة» لاستضافة مباريات دوري أبطال آسيا في كرة القدم. وأعلن الاتحاد المحلي للعبة هذا الأسبوع أن الاتحاد القاري طلب من أنديته خوض مبارياتها خارج أرضها من دون تحديد الأسباب بشكل رسمي، في خطوة قابلها الطرف الإيراني بالتلويح بالانسحاب من المسابقة. لكنّ مصدراً مقرباً من الملف أفاد وكالة «فرانس برس»، الأحد، بأن الطلب لا يزال «توصية» من لجنة المسابقات، ومن المتوقع أن يتخذ المكتب التنفيذي قراره بشأنها. وقال وزير الرياضة الإيراني مسعود سلطاني فر إن «إيران بلاد آمنة وقوية. لا توجد لدينا أي مشاكل تتعلق بسلامة الطيران»، وذلك في تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني لمكتبه.وشدّد على أنه «يضمن شخصياً سلامة فرق كرة القدم الزائرة»، متوجّهاً الى الرئيس البحريني للاتحاد الآسيوي الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة بالقول: «يبدو أن قرار لجنة مسابقاتكم خضع لتأثير الإعلام الغربي المناهض».
وأوضح مصدر مقرّب من الملف للوكالة الفرنسية أن توصية لجنة المسابقات جاءت بسبب «الظروف الراهنة» في الجمهورية الإسلامية.
وأفاد المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن الأمر «ليس قراراً رسمياً بعد، ولا يزال توصية من لجنة المسابقات تحتاج إلى إقرارها من قبل المكتب التنفيذي». وحذرت السلطات الرياضية الإيرانية من أن الأندية المعنية، وهي برسيبوليس وسيباهان (يشاركان مباشرة في دور المجموعات) واستقلال طهران وشهر خودرو (يشاركان اعتباراً من الدور التمهيدي الثاني)، تعتزم الانسحاب من المسابقة في حال أصبح القرار نافذاً.
ونقلت وكالة إيسنا عن رئيس اللجنة الأولمبية رضا صالحي أميري قوله «لن ننصاع لأي ضغط وإذلال. تم الإعلان رسمياً عن أننا لن نشارك في المباريات إذا تقرر ذلك، والتبعات يتحملها أولئك الذين يتخذون القرار».
ويأتي ذلك في أعقاب توتر سياسي وعسكري في الجمهورية الإسلامية ومنطقة الخليج هذا الشهر، بعد استشهاد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني في الثالث من كانون الثاني/يناير بضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد. وردّت إيران في الثامن منه باستهداف صاروخي لقاعدتين عسكريتين في غرب العراق وشماله يوجد فيهما جنود أميركيون. وفي اليوم نفسه، أسقطت «عن طريق الخطأ»، بواسطة صاروخ، طائرة بوينغ تابعة للخطوط الجوية الأوكرانية بعيد إقلاعها من طهران.