فاوستو روسي؟ هل سمع أحدكم بهذا الاسم سابقاً؟ بالتأكيد قلّة عرفت قبل أمسية السبت بأن هناك لاعباً إيطالياً في صفوف فريق بلد الوليد الإسباني، لكن بعدما سجل هذا اللاعب الذي ارتدى ألوان يوفنتوس سابقاً، هدف الفوز في مرمى فيكتور فالديس، أصبح واحداً من الأسماء المتداولة كثيراً في الدوري الإسباني لكرة القدم. أما السبب، فهو ليس نجوميته الاستثنائية أو أهمية الهدف بالنسبة إلى الفريق الأندلسي الذي يعاني في ذيل الترتيب، بل لما لهذا الهدف من معانٍ بالنسبة إلى محبي برشلونة دون سواهم.
هو هدفٌ يحكي عن كل شيء، هو هدفٌ يختصر الكلام الكثير المتداول في برشلونة حالياً بأن العصر الذهبي انتهى، والفريق الرائع الذي عرفه العالم مهيمناً بدأ في الاندثار. هو هدفٌ يفسّر تلك القناعة الموجودة في أروقة «نو كامب» حتى بأنه يجب البدء سريعاً في الإعداد للمرحلة المقبلة وبناء فريقٍ جديد يمكنه حمل برشلونة إلى المجد مجدداً.
طبعاً، يضم الفريق الكاتالوني حالياً أسماءً رنانة كثيرة، فيبدو مفاجئاً للبعض أن يصبح بنظر محبيه خارج الحسابات هذا الموسم. لكن القائلين بتوقّع أن يخرج «البرسا» خالي الوفاض من بطولة الدوري ومسابقة دوري أبطال أوروبا، ينطلقون من فكرة تقول إن هؤلاء اللاعبين استُهلكوا بعدما قدّموا الكثير طوال المواسم الماضية، ولعبوا كرة قدم ربما هي الأجمل في التاريخ.
كذلك، قد يكون هؤلاء اللاعبون فقدوا الحافز الكبير الذي حضر في نفوسهم سابقاً، فباتت مقاربتهم للمباريات مختلفة عن الماضي، وهذا الأمر قد يكون تفسيره بالخسارتين غير المتوقعتين أمام ريال سوسييداد وبلد الوليد.
هي فعلاً نهاية جيل؛ إذ إن أركان ذاك الفريق المخيف سينسحبون تباعاً من «نو كامب»؛ فها هو الحارس فالديس قد أكد خروجه في نهاية الموسم، ومثله فعل الكابتن التاريخي كارليس بويول الذي لم يتخيّل أحد أن تكون نهاية مسيرته بعيداً من أسوار كاتالونيا. والأسوأ أنه لن يكون سهلاً استبدال هذين اللاعبين اللذين أمّنا سلامة الشباك في أقسى المباريات المحلية والقارية. كذلك، لا يخفى أن «مايسترو» الوسط شافي هرنانديز، وصل إلى سنٍّ لن تخوّله اللعب بنفس المستوى أو بشكلٍ أساسسي لأكثر من موسمٍ بعد. لذا، إن البحث بدأ بسرعة لإيجاد خليفة، ولو أن هذا الخليفة كان موجوداً في قلب البيت ويتمثل بالنجم تياغو الكانتارا، الذي ذهب ضحية بخل وغباء الرئيس السابق ساندرو روسيل، فحطّ متألقاً في بايرن ميونيخ الألماني.
أما الأسوأ بالنسبة إلى جماهير برشلونة، فهو ذاك الشعور الذي يصبح أقوى يوماً بعد آخر ويتمحور حول احتمال خسارة الفريق لنجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي، وسط الإغراءات المالية الموجودة حالياً في أماكن عدة خاصة بالأندية الأوروبية مثل مانشستر سيتي الإنكليزي وباريس سان جيرمان الفرنسي. وهذه الخطوة لا يستبعدها كثيرون على اعتبار أن «البرسا»، تاريخياً، فرّط بأفضل لاعبي العالم عندما ارتدوا ألوانه، من الأرجنتيني دييغو مارادونا، مروراً بالبرتغالي لويس فيغو، ووصولاً إلى البرازيليين رونالدو وريفالدو...
هل هي بداية النهاية؟ سؤال لا يمكن إسقاطه بعد الآن في بلاد «الليغا» عند الحديث عن فريقٍ سيشتاق العالم إلى الدروس التي أعطاها لكل الفرق حول العالم، والتي بدأت تنسخ الآن بعضاً من أساليبه، وعلى رأسها تلك الـ«تيكي تاكا» الشهيرة.

يمكنكم متابعة شربل كريم عبر تويتر | @charbel_krayem