هل شاهد أحدكم (ممن تابع اللقاء) منتخب ألمانيا في المباراة الدولية الودية أمام تشيلي، في مدينة شتوتغارت، ليلة أول من امس؟
حقاً، هل شاهدتم الألمان في ليلتهم الـ «ليلاء» في ملعب «مرسيدس بنز أرينا»؟ لا، ليس القميص الجديد، الباهت بالمناسبة، بغرابته، هو الذي جعل الصورة تلتبس على المشاهد، ولوهلة، يكاد لا يصدق أن هؤلاء اللاعبين بالزي الأحمر والأسود هم ألمان، بل إن الاداء هو الذي كان كارثياً الى أبعد الحدود، ويقيناً ان المتابع لم يشاهد «المانشافت» بهذا السوء حتى في أسوأ فتراته عندما كان إيريك ريبيك على رأس جهازه الفني.
صحيح أن منتخب تشيلي يستحق كل التحية على ادائه المميز في المباراة، وهو نجح، بالفعل لا بالقول فقط، في إرسال تهديده الى كل المنتخبات في المونديال، الا أن قوة التشيليين ليست السبب الوحيد في ظهور الالمان بهذا المظهر الباهت. فمنذ متى لا تنجح ألمانيا في صنع فرصة واحدة حقيقية على المرمى، على ملعبها، باستثناء الهدف الوحيد الذي حققت من خلاله الفوز غير المستحق؟ منذ متى يبدو اللاعبون الألمان مستسلمين تماماً على أرضهم، ولا يقوون مطلقاً على الوقوف في وجه خصومهم؟ منذ متى يغادر لاعبو ألمانيا أرض الملعب على وقع صفارات استهجان جماهيرهم، برغم تحقيقهم الفوز؟!
هذه اللقطة الاخيرة، إضافة الى اللقطات العديدة لمدرب ألمانيا، يواكيم لوف، في حالة الذهول والخيبة والعجز، تختصر المشهد برمته.
قلنا لوف اذاً؟ وما ادراك ما فعله لوف؟ ببساطة، فإن هذا المدرب، الذي يدير المنتخب الألماني منذ ثماني سنوات عجاف، حوّل أول من أمس، أبرز المواهب في العالم الى «فُرجة» للعالم؟ أيعقل أن ينسخ مدرب خطة آخر بهذا الوضوح؟ هذا ما فعله لوف تماماً حين قلب خطة 4-2-3-1 الملائمة لتشكيلته الى 4-1-4-1 التي يعتمدها بنجاح جوسيب غوارديولا مع بايرن ميونيخ، بإقحام فيليب لام كلاعب ارتكاز! فات لوف بالتأكيد أن هذه الخطة بوجود مسعود اوزيل وماريو غوتزه في الجناحين ليست كوجود الهولندي أريين روبن والفرنسي فرانك ريبيري وسرعة هذين الأخيرين ومساندتهما الدفاعية في الضغط على الخصم في منطقته.
حسناً، لو سلّمنا جدلاً بأن لوف مقتنع بإمكان نجاح خطة غوارديولا مع ألمانيا كما حصل مع منتخب اسبانيا و«تيكي تاكا» بيب نفسه في برشلونة، فالسؤال الذي يُطرح هنا: هل كان لوف ليقحم لام في هذا المركز لو كان المتألق ونقطة قوة «المانشافت» الحقيقية، إيلكاي غاندوغان، حاضراً، لو كان المقاتل سامي خضيرة موجوداً، لو كان الديناميكي زفين بندر متاحاً، علماً، أصلاً، انه لا معوّض للام مع المنتخب في مركزه كظهير أيمن على عكس الحال في بايرن. اذاً، ما الفائدة من بعثرة الأوراق في هذا التوقيت، الذي لم يخلّف سوى القلق في نفوس عشاق «المانشافت»، بعدما كان الجميع يهابه كأبرز المرشحين للقب المونديال؟
ثم، ماذا عن مشكلة الدفاع التي لم يجد لها لوف حلاً طيلة هذه الفترة؟ ابهذا الدفاع ستقف ألمانيا على منصة التتويج في ريو دي جانيرو؟
ثم، ماذا عن عدم وجود قائد لدى الالمان يتمتع بشخصية تؤهله لاستنهاض همة زملائه في المواقف الصعبة؟ يبدو أن هذه النقطة لا تعني لوف شيئاً.
هذه الاسئلة وغيرها، كان الألمان، بما يمتلكون من نجوم وإمكانات، بغنى عنها في هذا التوقيت الحرج، وهي ما كانت لتُطرَح لو كان، مثلاً، يوب هاينكس او يورغن كلوب على مقاعد بدلاء «المانشافت»، لا، بالتأكيد، لوف!




فوز بالحظ!

اعترف فيليب لام بأن منتخب ألمانيا كان محظوظاً بالفوز على نظيره التشيلياني، متفهماً صافرات استهجان الجماهير على الأداء. وقال لام: «إذا كانت تشيلي قد أهدرت هذا العدد من الفرص، فيمكنك أن تسميه فوزاً بالحظ».