تجتمع اللجنة التنفيذية للاتحاد اللبناني لكرة القدم اليوم عند الساعة الواحدة ظهراً للبحث في مصير الموسم واتخاذ القرارات التي سترفع الى الجمعية العمومية. اجتماعٌ طال انتظاره منذ اللقاء بين الاتحاد والأندية يوم الاثنين في 25 تشرين الثاني الماضي. مخطئ من يظن أنه اجتماعٌ سهل لوضع صيغة معروفة. فالمهمة ليست سهلة ولا يوجد إجماع بين الأعضاء على رأي واحد، ما قد يعني أن الاجتماع سيكون ماراثونياً في ظل الطروحات العديدة لصيغة إكمال الدوري، وسط معضلة أساسية لا تزال ترخي بظلالها: الهبوط.ينتظر معظم العاملين في الوسط الكروي والمتابعون له ما سيصدر عن اللجنة التنفيذية للاتحاد اللبناني لكرة القدم اليوم من قرارات حول آلية إكمال الموسم الكروي الحالي والصيغة التي سيتفق عليها. كثيرون يشككون في نيات الاتحاد اللبناني في إكمال الدوري منطلقين من صورة اتحادية توحي بعدم وجود حماسة لتسريع عملية استكمال الموسم، وخصوصاً أن أكثر من عشرة أيام مرّت على اجتماع الاتحاد مع أندية الدرجة الأولى. فبرأي أكثر من متابع أن من يريد استكمال الدوري كان سيعقد اجتماعاً سريعاً عقب اللقاء مع الأندية ويضع الصيغة ويدعو الجمعية العمومية لإقرارها كي تعود عجلة الدوري سريعاً الى الدوران. ويذهب هؤلاء أبعد من الرياضة ليعتبروا أن قرار عدم استكمال الدوري سياسيٌ أكثر منه رياضيٌ.
رأيٌ تجري مناقشته مع أكثر من عضو اتحادي، حيث يقدم هؤلاء صورة مغايرة تنطلق من صعوبة المهمة وتشابك معطياتها، إضافة الى ضرورة دراسة كل جانب من جوانب أي قرار أو صيغة توضع إن كان على الصعيد القانوني أو المالي أو اللوجستي أو الأمني، والأهم القدرة على إمراره في الجمعية العمومية. لكن المسؤولين في الاتحاد يرفضون فكرة عدم إكمال الدوري ووجود نية لتمييع الموضوع، وصولاً الى إلغائه. أما مسألة الرغبة السياسية في عدم إكمال الدوري فهي غير موجودة «كون السياسيين مشغولين بأمورٍ أخرى، وقد يكون أقصى ما يهتمون به في موضوع كرة القدم في لبنان هو مسألة الجمهور والرغبة بإقامة المباريات خلف أبواب موصدة» كما يقول أحد المسؤولين في الاتحاد.
لم يتم الاتفاق في الاجتماع بين الاتحاد والأندية على صيغة واضحة. قد تكون فكرة تكملة الذهاب مع «فاينال فور» و«باراج» هبوط هي الأقرب (يلعب صاحبا المركزين الأخيرين مع صاحبي المركزين الثالث والرابع في الدرجة الثانية). لكن حتى هذه الصيغة، لا تزال غير محسومة بحسب الصورة الاتحادية. المشكلة الأساسية تكمن في مسألة الهبوط. فحتى يوم أمس، كان هناك سبعة أندية رافضة فكرة الهبوط مع ميلٍ إلى عدم إكمال الدوري، رغم أن الأجواء لم تكن كذلك في الاجتماع بين الاتحاد والأندية. ويذهب أحد المسؤولين أبعد من ذلك حين يكشف عن أن هناك كلاماً من مسؤول في نادٍ من الأندية السبعة يؤكّد أن عدد تلك الأندية ليس سبعة، بل ثمانية مع وجود أحد الأندية الكبار في مكان أقرب إلى الأندية السبعة التي لا تريد الهبوط أو حتى إكمال الدوري، منه الى الأندية الأخرى التي تصرّ على إكمال الدوري وتحديد آلية للهبوط.
هناك تخوّف من سقوط أي اقتراح في الجمعيّة العموميّة إذا لم يناسب مصالح الأندية


يحضر أعضاء اللجنة التنفيذية اليوم الى طاولة الاجتماع، وفي جعبة كلّ واحد منهم صيغة أو مقترح. ما هو مؤكّد حتى الآن ما أعلنه عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد موسى مكي بعد الاجتماع مع الأندية من أن الدوري سيستكمل وسيكون هناك هبوط. أمرٌ كرره السيد موسى أمس في اتصال مع «الأخبار» من دون أن يحدد الصيغة التي ستعتمد بانتظار اجتماع الاتحاد اليوم. «فهناك أفكار كثيرة، لكنها كلها تحت سقف إكمال الدوري» يختم مكي حديثه إلى «الأخبار».
لكن المشكلة لا تكمن في العنوان العريض، بل في التفاصيل التي غالباً ما يسكنها الشيطان. فموضوع استكمال الدوري فيه الكثير من التفاصيل التي يجب دراستها. فإذا تم الانطلاق من الفكرة الأقرب وهي استكمال الذهاب مع «فاينال فور» و«باراج» هبوط يبرز أكثر من سؤال. هل المربع الذهبي سيكون مع حمل نقاط كلّ نادٍ جمعها خلال فترة استكمال الذهاب أو من دون نقاط؟ يبدو أن الفكرة الأقرب ستكون بأن تتأهل الفرق الأربعة الى المربع الذهبي من دون نقاط حتى لا يستفاد من أي نتائج حصلت سابقاً خلال المرحلة العادية.
سؤال آخر. مع أجانب أو من دون أجانب؟ سؤال مهم تتفرع منه أكثر من إجابة تحتاج كل واحدة منها الى دراسة التداعيات. فإذا كانت الإجابة مع أجانب، سيبرز سؤالٌ آخر. كيف ستتوجه الى الفيفا للحصول على قرار داعم لتسوية العقود بين الأندية واللاعبين على قاعدة «الظروف القاهرة» وفي الوقت عينه تسمح بوجود أجانب. فإما أن البلد قادرٌ على تلبية متطلبات اللاعب الأجنبي أو غير قادر. فليس هناك أنصاف حلول.
وإذا كانت الإجابة بعدم وجود أجانب، فحينها أيضاً يبرز سؤال آخر. أيّ أندية ستتضرّر من عدم وجود أجانب على الصعيد الفني والقدرة على المنافسة، وعلى من سيكون ضرر غياب الأجانب أقل. كما أن ناديَي العهد والأنصار يواجهان استحقاق المشاركة في كأس الاتحاد الآسيوي ويحتاجان الى وجود لاعبين أجانب. وفي هذه الحال، سيكون هؤلاء فقط للمباريات الآسيوية وليس المحلية وهذا له تأثير سلبي على الفريق.
وعليه، فإن الأفضل هو إما ترك مسألة اللاعبين الأجانب اختيارية أو السماح بالأجانب في المربع الذهبي.

ملف الهبوط حاضر
قضية أخرى ستكون على طاولة اللجنة التنفيذية اليوم وهي موضوع الهبوط. قد تكون هذه القضية الأهم والأصعب في ظل إصرار عدد من الأندية على إلغاء الهبوط مع تلويح بالانسحاب من الدوري. وقد يتحصّن هؤلاء بعبارة «الظروف القاهرة» التي سيستعملها الاتحاد مع الفيفا في موضوع العقود. فسيكون لسان حال تلك الأندية «ظروف قاهرة» في الأجانب فقط. ماذا عن الأندية والوضع المالي الصعب؟
الأهم بحسب مصادر أن يتم تثبيت مبدأ الهبوط والذي بدوره سيأخذ نقاشاً طويلاً حول آليته مع وجود عدة خيارات تدور في إطار «الباراج».
نقطة أخيرة ستكون حاضرة في اجتماع اليوم، سواء في العقل الباطني للأعضاء أو في النقاشات العلنية هو كيفية الخروج بصيغة يمكن إمرارها في الجمعية العمومية. فالأندية التي تريد إلغاء الدوري أو إلغاء الهبوط أكثر بكثير من الأندية التي لا تريد. وبحسب مصادر، فإنه في حال استطاعت تلك الأندية تكوين «لوبي» خلال الجمعية العمومية فحينها ستكون قادرة على تطيير أي اقتراح لا يناسبها وفرض اقتراح آخر يصبّ في مصلحتها.
جلسة ومهمة وصعبة، والإجابات ستكون عصر اليوم بعد انتهاء اجتماع اللجنة التنفيذية.